قدّم رئيس الوزراء بوريس جونسون يوم الخميس 28 مايو (أيار)، تحديثاً على قيود الإغلاق المطبّقة في إنجلترا، بعدما كان قد طرح خريطة طريق لتخفيف القيود المتعلّقة بوباء كورونا في وقت سابق من ذلك الشهر.
وأثناء إعلان جونسون عن الخطط لمواصلة تخفيف الإغلاق، بحيث يصبح من الممكن للشخص أن يلتقي المزيد من أفراد العائلة والأصدقاء، قال إن التغييرات التي ستجرى في المملكة المتحدة ستكون "محدودة وحذرة".
وتأتي التغييرات الجديدة بعدما طُلب من البريطانيين على امتداد ما يزيد على شهرين ملازمة منازلهم باستثناء حالات محدودة، منها ممارسة الرياضة والتسوّق وشراء الحاجات الضرورية أو الذهاب إلى الوظيفة بالنسبة إلى العاملين في القطاعات الحيوية.
ويقول جونسون حالياً إن البلاد استوفت الاختبارات الخمسة التي حدّدتها الحكومة لتخفيف إجراءات الإغلاق. وتشتمل هذه الاختبارات التي تحقّقت على التأكد من قدرة "خدمة الصحة الوطنية" على التعامل مع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وضمان بقاء معدل الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 منخفضاً.
وبات من المسموح لسكان إنجلترا، اعتباراً من يوم الاثنين الأول من يونيو (حزيران)، الالتقاء مع بعضهم بعضاً ضمن مجموعات مؤلفة من ستة أشخاص كحدّ أقصى في أماكن مفتوحة مثل المتنزهات أو الحدائق الخاصة. كما صار بإمكان بعض التلاميذ بدء العودة إلى المدرسة على مراحل، وسيشرع المزيد من المتاجر التي تبيع سلعاً غير أساسية بتنفيذ خطط لإعادة الفتح خلال الأسبوعين التاليين.
وسيُسمح أيضاً للمجموعات المكوّنة من ستة أشخاص ممارسة الرياضة معاً في الهواء الطلق، شريطة اتّباع إرشادات تباعد اجتماعي صارمة.
وكانت الحكومة قد أعلنت سابقاً أن بمقدور الأشخاص، المشاركة في عدد غير محدود من التمارين الرياضية واستئناف الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق ولقاء شخص واحد من خارج الأسرة، في ظل الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي والبقاء في الخارج. وبدأ تطبيق الخطوات التخفيفية ذاتها في اسكتلندا منذ 28 مايو.
في ما يلي كل ما نعرفه حتى الآن بخصوص الأمور التي يمكنكم القيام بها وتلك التي ما زالت محظورة في ضوء التوجيهات الجديدة التي أصدرها جونسون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التشمّس والنزهات
في حين طُلب من البريطانيين عدم التشمّس أو الجلوس في الأماكن العامة سابقاً، ذكر جونسون أنه سيكون بوسعهم فعل ذلك الآن في إنجلترا طالما أنهم يواصلون التقيّد بإرشادات التباعد الاجتماعي ويحافظون على مسافة أمان بطول مترين على الأقل بينهم والأشخاص الذين لا يشاركونهم المسكن ذاته.
وقال "يمكنك الجلوس في الشمس في المتنزّه المحلي أو الذهاب بالسيارة إلى وجهات أخرى، حتى إنه يمكنكم ممارسة الرياضة". هذا يعني أن باستطاعة الأفراد قيادة السيارة للوصول إلى أماكن مفتوحة بغض النظر عن المسافة التي تفصلهم عنها.
كما أن قسم الأسئلة المتكرّرة على موقع الحكومة الإلكتروني يوضح أيضاً أنه سيُسمح لهم بالتنزّه و"الاستمتاع بالهواء النقي".
إلّا أنّ مارك دريكفورد، رئيس حكومة ويلز أوضح أن هذا لا ينطبق على ويلز، قائلاً "إن أنظمتنا لا تسمح للأشخاص بقيادة سياراتهم نحو وجهات في ويلز، ويشمل هذا الذين يقودون سياراتهم في إنجلترا".
أما سكان اسكتلندا، فقد أُجيز لهم التشمّس والتنزّه أيضاً منذ 28 مايو.
ممارسة التمارين ورياضات الهواء الطلق
تشجّع الحكومة الأفراد في إنجلترا حالياً على مزاولة "عدد غير محدود من التمارين في الهواء الطلق". وينطبق هذا أيضاً على أولئك الموجودين في اسكتلندا، إذ سبق لنيكولا ستيرجن، رئيسة الحكومة المحلية أن قالت إن القيد القاضي سابقاً بممارسة الرياضة مرة واحدة في اليوم سيُلغى اعتباراً من يوم الاثنين 1 يونيو. وبالمثل، أشار نظيرها الويلزي دريكفورد إلى أن بمقدور سكان الإقليم ممارسة الرياضة أكثر من مرة في اليوم.
وكشفت الحكومة السبت الموافق 30 مايو أيضاً عن أنه بإمكان الأشخاص في إنجلترا مزاولة الرياضة في مجموعات مكوّنة من ستة أشخاص، على أن يلتزموا قواعد التباعد الاجتماعي.
إلى ذلك، يُسمح لسكان أيرلندا الشمالية ممارسة الجري والمشي وركوب الدراجات واستئناف الأنشطة الرياضية الخارجية التي لا تنطوي على الملامسة المشتركة للأسطح الصلبة، مثل الغولف والرياضات المائية والتنس، من جديد.
وقال جونسون في البيان الذي ألقاه أمام مجلس العموم، إن السباحة في المسابح العامة ليست خياراً وارداً بعد.
زيارة الأصدقاء وأفراد العائلة
بإمكان المجموعات التي تضمّ ستة أشخاص كحدّ أقصى أن تلتقي في الأماكن المفتوحة في المتنزّهات والحدائق الخاصة، اعتباراً من 1 يونيو في إنجلترا، "شريطة أن يواصل الأشخاص الذين يقطنون مساكن مختلفة تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي الصارمة".
وفي السابق، كان يُسمح بلقاء شخص واحد من خارج الأسرة في الأماكن العامة المفتوحة، لكن ليس في الحدائق الخاصة.
وشدّد جونسون على أنه يجب على الأفراد الاستمرار في الحفاظ على مسافة مترين بينهم والذين لا يسكنون معهم، وتجنّب لقاء عددٍ من الأسر المختلفة بتتابع سريع، وعدم المكوث داخل منازل أصدقائهم وعائلاتهم.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن دخول منزل شخص آخر مسموح به فقط بهدف الوصول إلى الحديقة.
أما في ويلز، فمن المرجح أن تخفَّف القيود الأسبوع المقبل لتمكين الأشخاص من مساكن مختلفة من اللقاء في الهواء الطلق.
ارتداء أقنعة الوجه
على الرغم من أن الوزراء طلبوا من الجمهور طوال أشهر سابقة عدم ارتداء الكمّامات، فقد نصحت الخطط الجديدة بارتدائهم "أغطية الوجه" عندما لا يمكن الحفاظ على التباعد الاجتماعي، لكن هذا غير إلزامي على كل حال.
وجاء في الخطط "مع عودة المزيد من الأشخاص إلى وظائفهم، ستكون هناك حركة إضافية خارج منازلهم المباشرة... هذه الحركة المتزايدة تعني أن الحكومة تنصح حالياً بأنه يجب عليهم أن يسعوا إلى استعمال أغطية الوجه في الأماكن المغلقة، حيث لا يكون التباعد الاجتماعي ممكناً بشكل دائم، وعندما يحتكّون بأشخاص لا يجتمعون بهم عادةً، كما في وسائل النقل العام أو في بعض المحال على سبيل المثال".
العودة إلى العمل
بدءًا من يوم الأربعاء المصادف 13 مايو، لقي كل الأشخاص في إنجلترا من غير القادرين على مزاولة أشغالهم من المنزل مثل العاملين في مجال البناء والتصنيع، التشجيع الفعال على العودة إلى وظائفهم.
وتنصحهم الحكومة بتجنّب استخدام وسائل النقل العام ما أمكنهم ذلك، ليس فقط لأن الخدمات في الوقت الراهن محدودة، بل أيضاً لأن ذلك من شأنه أن يجعل الحفاظ على مسافة الأمان أكثر سهولة. وأضاف جونسون أن مالكي السيارات سيُشجَّعون على استخدامها للذهاب إلى العمل.
وقال رئيس الوزراء "إذاً، اعملوا من المنزل إن استطعتم ذلك، لكن عليكم الذهاب إلى الوظيفة إن كان العمل من البيت متعذّراً... ولضمان سلامتكم في الوظيفة، نسعى حالياً إلى وضع إرشادات جديدة لأرباب العمل كي يجعلوا أماكن العمل آمنة".
إلّا أنّ أجزاء المملكة المتحدة الثلاثة الأخرى لا تضغط على الأفراد للعودة إلى العمل بسرعة.
فتح المدارس
أعلن جونسون أن الحكومة ستمضي قدماً في خطة إعادة فتح المدارس للمزيد من الأطفال.
وقال رئيس الوزراء "لقد حرم إغلاق المدارس الأطفال من تعليمهم، وغالباً ما يكون الضرر الأكبر من نصيب التلاميذ الأكثر فقراً".
وأُعيد فتح المدارس الابتدائية في إنجلترا يوم الاثنين الأول من يونيو، للمزيد من تلاميذ صفوف التحضيري والأول والسادس.
وذكر جونسون أن المدارس الثانوية ستوفّر لقاءات شخصية لطلاب الصفين العاشر والثاني عشر اعتباراً من 15 يونيو.
غير أن دريكفورد قال إن مدارس ويلز لن تفتح أبوابها في يونيو.
متاجر السلع غير الأساسية
قال جونسون إن متاجر السلع غير الأساسية ستبدأ بإعادة فتح أبوابها اعتباراً من 1 يونيو، وستكون البداية مع صالات بيع التجزئة المفتوحة ومعارض السيارات التي يسهل فيها تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي.
وأفادت الحكومة بأنه سيُسمح في 15 يونيو بإعادة فتح محال البضائع غير الأساسية الأخرى، شرط مواصلة تحقّق الاختبارات الخمسة وجعل المتاجر "آمنة ضد فيروس كوفيد-19".
أما في ويلز، فقال دريكفورد إن مراكز بيع مسلتزمات الحدائق ستكون قادرة على فتح أبوابها مع تطبيق إرشادات التباعد الاجتماعي، وإن السلطات المحلية ستكون قادرة على المباشرة بالتخطيط لكيفية فتح المكتبات ومراكز إعادة تدوير القمامة بطريقة آمنة مجدداً.
الحانات والمطاعم
ذكرت خطة الحكومة لإعادة الفتح أن صناعة الضيافة تُصنَّف حالياً بين عناصر المرحلة الثالثة التي من المقرر أن تبدأ حوالى الرابع من يوليو (تموز)، إذا تحقّقت الأهداف المشروطة لخفض معدلات الإصابة.
وقالت "ما نطمح إليه في هذه المرحلة هو فتح بعض الأعمال التجارية والمباني المتبقية التي طُلب منها الإقفال، بما في ذلك أماكن العناية الشخصية (مثل مصفّفي الشعر وصالونات التجميل) والضيافة (كمقدمي خدمات الطعام والحانات والإقامة)، والأماكن العامة (مثل دور العبادة) والمرافق الترفيهية (كدور السينما). ينبغي عليها أيضاً تلبية إرشادات الأمان المتعلّقة بفيروس كوفيد-19... بعض الأماكن المزدحمة عمداً [كالنوادي الليلية على سبيل المثال] وتلك التي يكون تطبيق مسافة الأمان فيها صعباً، قد لا تكون قادرة على إعادة الفتح بوضع آمن في هذه المرحلة، أو قد تتمكّن من الفتح جزئياً بطريقة آمنة".
وأضاف رئيس الوزراء في خطابه الذي ألقاء الأحد 10 مايو، "وإذا لم نتمكّن من فعل ذلك عند حلول تلك التواريخ، وإذا كان مستوى الخطورة لا يسمح بذلك، فسننتظر ونواصل السعي حتى يصبح بإمكاننا البدء بالتنفيذ".
في سياق متصل، أُفيد يوم الاثنين الموافق 8 يونيو، بأن إعادة فتح الحانات في إنجلترا قد تكون ممكنة في 22 يونيو، أي قبل أسبوعين من الموعد المقرر، في محاولة للحؤول دون فقدان عمال قطاع الضيافة وظائفهم.
© The Independent
