Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإنسانية ستنتهي إذا أخفقنا في تعلم دروس كورونا

تحذر الداعية البيئية الشهيرة جين غودال من ظاهرة المزارع الصناعيّة المكثفة

توقياً من نشرها فيروس كورونا تخلصت هولندا من آلاف حيوانات الـ"مينك" كانت تُربى في مزارع التدجين المكثف فيها (رويترز)

قالت الدكتورة جين غودال سنكون قد "انتهينا" كإنسانيّة إذا أخفقنا في تعلّم الدروس من جائحة كورونا. وأشارت في سياق دعوتها إلى ترميم أنظمتنا الغذائيّة والكفّ عن تدمير الموائل الطبيعيّة، إلى أنّه "في حال لم نغيّر سلوكنا، سنكون قد انتهينا. لم يعد بمقدورنا المضي طويلاً على هذا المنوال".

وأطلقت الداعيّة البيئيّة المعروفة، 86 سنة، تحذيرها هذا خلال مؤتمر عقد عبر الإنترنت يوم الثلثاء الماضي للتباحُث في موضوعات اشتملت على الجائحات وحرائق الغابات والمزارع الصناعيّة لتربيّة الحيوانات والدواجن بشكل مكثف، وقد نُظّم في إطار حملة "الرحمة في مزارع العالم"، وتحدّثت فيه غودال إلى جانب إثنين من مفوّضَي الاتحاد الأوروبي.

وعاين المتحدثون مخاطر جائحات مستقبليّة يسببها تعدّي البشر على الموائل الطبيعيّة للأنواع البريّة والاستنزاف المُفرط للموارد الطبيعيّة. وناقشوا في الجلسة أيضاً مظاهر الاتّجار بالحياة البريّة وتهريب بعض عناصرها، إضافة إلى مسألة المزارع الصناعيّة الضخمة حيث تُربّى الحيوانات بشكل مكثّف يؤدي إلى احتجازها معاً بصورة جماعية ومعاناتها جراء ذلك، الأمر الذي يهيّء الظروف الملائمة لانتقال الفيروسات من الحيوانات المحتجزة إلى البشر. على هذا الصعيد، أُفيد بأن ثمة صلة تربط بين المزارع الصناعيّة لتربية الحيوانات ومقاومة مضادات الميكروبات.

وقالت الدكتورة غودال، التي بدّلت فهم العالم لحيوانات الشمبانزي بفضل أبحاث أنجزتها على مدى عقود، إنّ المَزارع  التي تربى فيها الحيوانات بشكل مكثّف أدّت إلى زيادة خطر الأمراض الحيوانيّة التي يمكنها الانتقال إلى الإنسان. ويُعتقد بأن فيروس كورونا، الذي نشأ في الأصل في مدينة ووهان الصينيّة أواخر العام الماضي، كان قد انتقل من حيوان إلى إنسان عبر ظاهرة تُعرف بـ"انتشار حيوانيّ المنشأ". وافترض العلماء أن يكون الفيروس قد أتى من وطواط عبر أحد الأنواع الحيّة الذي لعب دور الوسيط.

وأضافت غودال "جلبنا هذا لأنفسنا بسبب ازدرائنا المطلق بالحيوانات والبيئة. وأدّى عدم احترامنا للحيوانات البريّة واحتقارنا للحيوانات التي تُربى في المزارع إلى خلق هذا الوضع الذي يمكن فيه للمرض أن ينتقل ليصيب البشر بالعدوى". ورأت أن معالجة مشكلة الفقر تمثّل مدخلاً مهمّاً لإنقاذ العالم الطبيعي، وذلك لأن الناس الذين يستميتون بحثاً عن اللقمة سيقطعون الغابات ويختارون أرخص الأغذية المتوفّرة لسدّ الرمق والبقاء على قيد الحياة. كما دعت إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الشركات المستمرّة في استخدام المزارع الصناعيّة واستنزاف المصادر الطبيعيّة، وذلك من طريق مقاطعة منتجاتها.

واعتبرت غودال أننا "بلغنا منعطفاً رئيساً في علاقتنا مع العالم الطبيعي، وأن أحد الدروس التي تعلّمناها من أزمتنا الراهنة يتمثّل بوجوب تغيير سلوكنا. ويحذر العلماء من أنّه إذا أردنا تلافي الأزمات في المستقبل، ينبغي أن نغير نظمنا الغذائيّة على نحو جذريّ والانتقال إلى أطعمة غنيّة بالنباتات، وذلك لأجل الحيوانات والكوكب وصحّة أطفالنا".

وقالت ستيلا كيرياكيدس، وهي مفوّض الصحّة وسلامة الغذاء في الاتحاد الأوروبي، إنّ الكتلة الأوروبيّة تعمل على تطوير إستراتيجيّات جديدة للتعامل مع ما يتهدّدنا من أخطار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت المفوّضيّة الأوروبيّة أطلقت الشهر الماضي خطّتها لمواجهة تراجع التنوّع البيولوجي، التي تمثّل "إستراتيجيّة الاتحاد الأوروبي للتنوّع البيولوجي حتّى العام 2030". وعالجت هذه الخطّة "السياسة الزراعيّة المشتركة" التي تعرّضت للانتقاد بسبب الآثار السلبيّة التي تتركها على الموائل الطبيعيّة. ورأت المفوّضيّة الأوروبيّة أنّ 25 في المئة في الأقل من الأراضي الزراعيّة في الاتحاد الأوروبي ينبغي أن تنتقل إلى اعتماد الزراعة العضويّة مع حلول العام 2030، كما أنّ 10 في المئة من الأراضي الزراعيّة يجب أن تعود لتغدو مساحات "بالغة التنوّع"، من ضمنها الأراضي البور والمُسيّجة والحوضيّة.

 كما دعت المفوّضيّة الأوروبيّة إلى تخفيض استخدام المبيدات الزراعيّة بمعدّل النصف، وتقليص الأسمدة المستعملة بمعدّل 20 في المئة. وتسعى إلى التقليل من مبيعات مضادات الميكروبات، وهي منتجات تحوي مضادات حيويّة، لمزارع الحيوانات والأسماك، بنسبة 50 في المئة مع حلول العام 2030.

وطالبت حملة "الرحمة في مزارع العالم" من ناحيتها، الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات حاسمة عبر إستراتيجيّته المعروفة بـ "من المزرعة إلى الشوكة" المعنية بالمنتجات الغذائية المختلفة التي توفرها المزارع للإنسان، وأيضاً من خلال "إستراتيجيّة التنوّع البيولوجي" و"السياسة الزراعيّة المشتركة"، بهدف تلافي الأزمات المستقبليّة.

 

تدعو صحيفة "الاندبندنت" من خلال حملتها "أوقفوا الاتّجار بالحياة البريّة" إلى وضع حد نهائي لتهريب عناصر الحياة البرية والاتّجار الخطير بها       

© The Independent

المزيد من بيئة