بعد مضي نحو 4 سنوات على محاولة الانقلاب التي كادت في عام 2016 تطيح حكم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، أعلن ممثلو الادّعاء العام ووسائل إعلام رسمية في تركيا، اليوم الثلاثاء 9 يونيو (حزيران)، أن السلطات التركية أمرت باعتقال 414 شخصاً، أغلبهم من أفراد الجيش للاشتباه في صلتهم بشبكة تقول أنقرة إنها دبّرت الانقلاب الفاشل.
وتلاحق السلطات من يُشتبه في أنهم أتباع لفتح الله غولن، رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، ملاحقةً حثيثة منذ محاولة الانقلاب في يوليو (تموز) 2016، التي راح ضحيتها 250 شخصاً، بينما ينفي غولن أي دور له في الأمر.
سلسلة عمليات
وذكرت وكالة "الأناضول" أن الشرطة التركية نسّقت من مدينة إزمير غربي البلاد، عمليةً لاعتقال 191 شخصاً واستهدفت أشخاصاً في 22 إقليماً. وأضافت أن الشرطة اعتقلت بالفعل 160 من المشتبه فيهم.
وفي عملية منفصلة، أفادت الوكالة بأن ممثل ادّعاء في إسطنبول أمر باعتقال 158 شخصاً، من بينهم أفراد من الجيش وأطباء ومعلمون، اعتُقل 86 منهم حتى الآن. وأضافت أن أوامر باعتقال 32 شخصاً صدرت في إطار عملية أخرى استهدفت أفراداً من القوات الجوية. ومضت الوكالة تقول إن السلطات التركية تسعى كذلك لاعتقال 33 شخصاً من قوات الأمن وغيرها.
كذلك، روت مصادر أمنية أن الشرطة اعتقلت 16 من أفراد الجيش في عملية منفصلة بمدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا مطلع الأسبوع. وأضافت المصادر أن محكمة محلية أمرت بحبس ستة منهم اليوم الثلاثاء بانتظار محاكمتهم، وأخلت سبيل العشرة الآخرين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حملة لا تنتهي
واحتجزت السلطات التركية نحو 80 ألف شخص منذ محاولة الانقلاب بانتظار محاكمتهم. وصدرت قرارات إقالة أو إيقاف عن العمل بحق نحو 150 ألفاً من موظفي الدولة وأفراد الجيش وغيرهم.
وانتقد حلفاء تركيا في الغرب نطاق إجراءات الملاحقة، لكن تركيا دافعت عنها بوصفها رداً ضرورياً على التهديد الأمني.
ويتهم أردوغان أنصار غولن منذ سنوات بإقامة "دولة موازية" من خلال التسلل في صفوف الشرطة والقضاء والجيش وغيرها من مؤسسات الدولة. ويقيم غولن في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة منذ عام 1999.
