Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتهامات بـ"التطرف" تلاحق مدير مهرجان القاهرة السينمائي

أحمد شوقي وصف ضحايا مذبحة بورسعيد بـ"النافقين" وحملة إلكترونية تطالب بإقصائه

انطلقت حملة ضد أحمد شوقي بعد تعيينه مديراً فنياً لمهرجان القاهرة السينمائي (وكيبيديا)

تصدر هاشتاغ "فضيحة مهرجان القاهرة السينمائي" مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية، بسبب هجوم شرس ضد أحمد شوقي، المدير الفني للمهرجان الذي جرى تعيينه في هذا المنصب قبل أيام، خلفاً للناقد السينمائي الراحل يوسف شريف رزق الله، الذي وافته المنيه قبيل افتتاح دورة المهرجان في العام الماضي، ووقتها تولى شوقي المسؤولية نيابة عن رزق الله لكن بشكل غير رسمي.

وكان أمراً طبيعياً أن يتولى شوقي منصب مدير المهرجان، خصوصاً أنه كان المساعد الأول لرزق الله على مدار سنوات، وقام بمجهودات كبيرة في الدورة السابقة. وقد نشر رئيس المهرجان محمد حفظي خبر حصول شوقي على منصب المدير الفني، وعلق على ذلك بقوله "الرجل المناسب في المكان المناسب".

حملة إلكترونية

وعقب ذلك الإعلان قامت الدنيا ولم تهدأ، وكأن حملة منظمة ثارت ضد شوقي وتعيينه، وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي منشورات قديمة له استخدمت لتتهمه بالعنصرية والدموية، ومنها منشور تحدث فيه عن ضحايا النادي الأهلي المصري الذين قتلوا في مذبحة ستاد بورسعيد الشهيرة، وهي الأحداث التي وقعت في 1 فبراير (شباط) عام 2012 عقب مباراة كرة قدم بين فريقي المصري والأهلي، وراح ضحيتها 72 قتيلاً. وفي المنشور وصف شوقي جماهير النادي الأهلي بـ"النافقة"، ما أثار غضب الكثيرين.

مطالبات بالإقالة

كما نشرت الحملة الإلكترونية المضادة لشوقي والمطالِبة بإقالته منشورات أخرى له يتعرض فيها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأخرى سخرت من أغنية تم تقديمها لضحايا النادي الأهلي.

وتصاعدت الأمور خصوصاً بين مشجعي النادي الأهلي الذين هاجموا محمد حفظي رئيس المهرجان ووزيرة الثقافة ايناس عبد الدايم، التي قررت تعيين شوقي في هذا المنصب، وتساءل الجمهور والناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عن سبب تكليف شخص بهذا المنصب ووصفوه بأنه متطرف وإرهابي لوصفه ضحايا المذبحة بكلمة "نافقين" وكأنهم حيوانات نفقت، وهذا أمر رفضه جمهور الأهلي، وقالوا إن شخصاً يفكر بهذه الطريقة لا يجب أن يتبوأ منصب مدير مهرجان مصر الأول، فكيف يجمع بين الدموية والتطرف وفي الوقت نفسه يدير عميلة فنية على أعلى مستوى!

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الحملة الإلكترونية التي كشفت عن منشوارت شوقي التي مر على بعضها نحو 7 سنوات، ليست معلومة المصدر حتى الآن، ولا يعرف أحد كيف وصلت هذه المنشورات إلى جماهير الأهلي وتسببت في حالة من الغليان في صفوف مشجعي كرة القدم عموماً.

بيان اعتذار

وأمام هذه العاصفة غير المسبوقة خرج شوقي ببيان نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، وأغلق بعدها حساباته على كل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال "تابعت الهجمة الإلكترونية التي تعرضت لها خلال الساعات الماضية، وكان من الضروري أن أوضح موقفي، بدايةً، لا أحد أكبر من الاعتذار عن خطأ، وأعترف أنني استخدمت في بعض الكتابات الشخصية التي ترجع إلى عام 2014 كلمات جارحة تخص جمهور النادي الأهلي وضحايا بورسعيد، وهي كلمات أعتذر بالطبع إن كانت قد سببت ألماً للراحلين وأهلهم".

وأضاف، "لكن عزائي أن هذه الكتابات مر عليها أكثر من ست سنوات، وهي فترة كافية لأن يراجع الإنسان مواقفه بل ويغيرها كلياً، كما أنها كانت في إطار المناوشات الكروية مع الأصدقاء على حسابي الشخصي، والمناوشات الكروية بطابعها تحمل بعض التجاوز".

وتابع، "أؤكد هنا أن موقفي لم يعدُ أبداً كوني مشجعاً مخلصاً لنادي الزمالك، وأن تعليقاً قديماً على صفحتي الشخصية ليس له علاقة من قريب أو بعيد عن عملي العام، وأكرر الاعتذار للنادي الأهلي وجمهوره عن بعض المصطلحات، وذلك مع الاحتفاظ بحقي في التعبير عن حبي ودعمي لنادي الزمالك الذي أنتمي إليه منذ طفولتي. وفي النهاية، الكرة هي مجال للترفيه الشخصي والشد والجذب بين الأصدقاء، أما العمل ومنصبي في مهرجان القاهرة، فيخضع فقط لمعايير مهنية تضطلع عليها أجهزة ومؤسسات الدولة، ويشهدها الجميع من السينمائيين والصحافيين والجمهور ممن حضروا الدورات السابقة التي عملت فيها بمناصب مختلفة وشهد الجميع بنجاحها الفني والتنظيمي".

جماعة الإخوان

وواصل بيانه بقوله "أما ما صدمني فهو المزايدات فيما يتعلق بموقفي من دعم الدولة المصرية وقيادتها السياسية ومؤسساتها، ومن وقوفي في وجه جماعة الإخوان الإرهابية، فموقفي في هذا الصدد واضح ومعلن ولا يقبل التشكيك، فقد وقفت لسنوات في وجه الجماعة الإرهابية منذ كانت في سدة الحكم، ودعمت القيادة المصرية عندما خلصتنا من كابوس الإخوان، وسأظل على دعمي هذا، الذي لا يمكن الطعن فيه ببعض الكتابات المفبركة، التي صارت وسيلة لاغتيال الناس معنوياً والتشكيك في وطنيتهم ومواقفهم".

وأكد أن "مهرجان القاهرة السينمائي حدث وطني ضخم، يستحق التفافاً من الجميع وتكاتف الجهود والأفكار من أجل إخراجه بصورة تليق بمصر وبتاريخ السينما المصرية، وهو الحدث الذي كرست له السنوات الماضية من حياتي، وسأستمر في خدمته بدعم كل صناع السينما محبيها وإعلامييها".

ورغم مرور أيام على اعتذار شوقي، فإن الهجوم ضده لا يزال مستمراً في الوقت الذي لم تعلن إدارة مهرجان القاهرة السينمائي موقفها من هذه الأزمة، حيث اكتفى رئيس المهرجان محمد حفظي، بالصمت التام حتى كتابة هذه السطور.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة