Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مشقة في العثور على من يعتني بالأطفال بسبب إفلاس مقدمي الرعاية

منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أعلنت أن نظام رعاية الصغار في بريطانيا هو الأغلى في العالم

أقل من نصف الآباء كانوا ينوون ملء الشاغر المخصص لرعاية أطفالهم في 8 يونيو (غيتي)

نبه خبراء إلى أن الأهالي سيواجهون صعوبات في العثور على الحضانات، أو مربيات الأطفال للعناية بصغارهم، بسبب خسارة مقدمي الرعاية أعمالهم نتيجة لأزمة فيروس كورونا. 

وكان نحو ثلثي مقدمي الرعاية للسنوات الأولى (مرحلة ما قبل المدرسة) قرروا إيصاد أبوابهم بعدما طبقت الحكومة حالة الإغلاق، ويُرجِع العديد من الحضانات ومربيات الأطفال إقفالهم إلى قضايا مالية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما غالبية الخدمات التي قررت الاستمرار في العمل فإنها تخسر مادياً بسبب الانخفاض الحاد في الطلب في أعقاب أزمة فيروس كورونا، ووجد استطلاع أجرته الجمعية الوطنية للحضانات أن 4 في المئة قالت إنها ستقفل نهائياً على الأرجح ما لم تتلق دعماً خلال الأشهر المقبلة.

ووجد بحث أجرته منظمة اتحاد السنوات الأولى أن أقل من نصف الآباء كانوا ينوون ملء الشاغر المخصص لرعاية أطفالهم  يوم الاثنين (هم متخوفون غالباً من أمور متعلقة بالسلامة) رغم سماح الحكومة لخدمات رعاية الأطفال باستقبال الصغار اعتباراً من اليوم.

قال نيل ليتش، الرئيس التنفيذي لاتحاد السنوات الأولى، الذي يمثل الحضانات، ورياض الأطفال، ومربيات الأطفال المُرخَّصات، لـ"اندبندنت "إن نظام رعاية الأطفال يمر بـ "أزمة كبيرة". 

مضيفاً "لقد قلقل الوباء النظام برمته. قبل هذه الأزمة، كان في وضع صعب فعلاً. لدينا نقص في التمويل يمتد لأكثر من عقد من الزمن، إلا أن الحكومات المتعاقبة تجاهلت هذه الحقيقة.

استنتجت الأبحاث التي أجريناها خلال أزمة فيروس كورونا أن واحدة من بين كل أربع حضانات، وروضات، ومربيات في إنجلترا تقول إن احتمال بقائها موجودةً في غضون 12 شهراً غير وارد. سينتهي مقدمو الرعاية ... يتواصل إهمال السنوات الأولى رغم  حقيقة أننا جزء من البنية التحتية الاجتماعية. عند نشوء أزمة كوفيد 19، طُلِب من مقدمي الرعاية للسنوات الأولى فتح أبوابهم لأبناء العاملين في القطاعات الرئيسة. لقد عرضوا صحتهم الشخصية للخطر مع أنه قد يوجد طفل، أو اثنان فقط في حلقات الحضانة. كان هذا انتحاراً اقتصادياً. يبدو أن الحكومة قد نفضت يديها من مزودي الرعاية للسنوات الأولى... إذا كنت تدير مدرسة، ولا يوجد لديك سوى طفل واحد، فإنك تحصل على تمويلك بالكامل، لكن الحال ليس كذلك بالنسبة لمقدمي الرعاية للسنوات الأولى. لقد تُركوا كي يدافعوا عن أنفسهم. يبدو أن الحكومة أدارت ظهرها لنا، وسيترتب عن ذلك عواقب وخيمة. أخبرني أحد مقدمي الرعاية الذي يعمل منذ 50 عاماً، ويقدم خدمات لآلاف الأطفال أنه يغلق أبوابه. يظهر هذا القيمة التي نوليها للأشخاص الذين يهتمون بصغارنا خلال أهم سنوات نموهم". 

يجادل السيد ليتش بأن العديد من مقدمي رعاية الأطفال لن يتمكنوا من الصمود خلال حالة الطوارئ الصحية العامة، ما لم يتلقوا تمويلاً انتقالياً مؤقتاً من الحكومة - وشرح أن "العمليات والإجراءات الجديدة في عالم ما بعد كورونا" للعمل ضمن مجموعات صغيرة، وفرض التباعد الاجتماعي سيتطلب موظفين إضافيين أكثر مما كان قبل الوباء لتنفيذ ما هو مطلوب.

وأشار إلى أن أزمة فيروس كورونا، والركود الاقتصادي المرتقب قد يزيدان تكاليف رعاية الأطفال، حيث يحتاج مقدمو الرعاية الذين يعانون من ضائقة مالية إلى أموال إضافية من أجل الاستمرار.

وأضاف أن الأجداد كانوا يساعدون في رعاية الأطفال في السابق،  لكن إرشادات الحماية من فيروس كورونا تعني أن هذا الخيار لم يعد وارداً بالنسبة لعديد من الآباء. 

وذكر السيد ليتش أنه كتب إلى وزراء الخزانة والتعليم والأطفال، عن المشكلات المتعددة التي تواجه نظام رعاية الأطفال، لكنه ما زال ينتظر ردودهم. وأضاف "واضح أن هذا الموضوع ليس على رأس جداول أعمالهم ... وهو أمر رهيب. بينما هم يتخبطون ويبحثون عن استجابة فعالة، فإن مقدمي رعاية الأطفال يوصدون أبوابهم".

وجد بحث اتحاد السنوات الأولى، أن أكثر من ثلثي مقدمي خدمات الرعاية يتوقعون العمل بخسارة في النصف المقبل من العام، إلى جانب تحذير المنظمة من أن الأهالي الذين يختارون عدم عودة أطفالهم إلى رعاية السنوات الأولى يعرضون مقدمي الخدمات لخطر الإقفال.

وفي وقت سابق، تبينت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن نظام رعاية الأطفال في المملكة المتحدة هو أحد أغلى الأنظمة في العالم.

بدورها ذكرت ماندو ريد، زعيمة حزب المساواة للمرأة  لـ"اندبندنت" أن تكاليف بعض مقدمي رعاية الأطفال زادت أثناء الإغلاق. قائلة "لقد عرض فيروس كورونا رعاية الأطفال لخطر شديد، وليس هذا من قبيل المبالغة. ما نمر به هو موقف تعاملت الحكومة فيه مع رعاية الأطفال على أنها فكرة ثانوية في أفضل الأحوال، أو تجاهلتها بالكامل في أسوئها خلال هذه الأزمة. نحن ننظر إلى 10 آلاف مقدم رعاية سيخسرون أعمالهم بحلول نهاية حالة الإغلاق. أي ما يعادل 250 ألف مكان لرعاية الصغار... من وجهة نظري، ما يجب فعله هو إنقاذ مالي. لقد أنقذنا المصارف عام 2008. نحن نتحدث بحرية وارتياح عن إنقاذ شركات الطيران. عليكم وضع رعاية الأطفال في موضع لا يَضطر الآباءَ إلى الاختيار بين العناية بالصغار، والوظيفة. في أغلب الأحيان، تتوقف المرأة عن العمل من أجل رعاية الأبناء. كيف يمكن لوجود نسبة كبيرة من القوى العاملة العاجزة عن العودة للعمل أن تخدم الاقتصاد؟ رعاية الطفل هي أحد العوامل الرئيسة التي تسهم في عدم المساواة بين الجنسين. نظام رعاية الأطفال لدينا هو الأغلى في أوروبا، ومن بين الأكثر تكلفة في العالم. وهذا أحد أهم العناصر التي تغذي فجوة الأجور بين الجنسين".

من جهته دعا مجلس الحكومات المحلية إلى تمويل إضافي، لدعم جميع مقدمي الخدمات للسنوات الأولى خلال حالة الطوارئ المصاحبة لفيروس كورونا.

أجرت الحكومة تحولاً في حجم الدعم المقدم للحضانات، ورياض الأطفال، ومربيات الأطفال الذين يوظفون مساعدين، الذي يمكنهم الحصول عليه عبر برنامج الحفاظ على الوظائف خلال فيروس كورونا الحكومي، الأمر الذي أثار خوفاً وقلقاً بين مقدمي الخدمات.

قالت بورنيما تانوكو الرئيسة التنفيذية للجمعية الوطنية للحضانات "علمنا عن طريق أعضائنا أن الكثير من الحضانات التي ظلت مفتوحة خلال هذه الأزمة لدعم موظفي هيئة خدمات الصحة الوطنية تعمل بخسارة، مع فقدان بعضها آلاف الجنيهات أسبوعياً... أبلغتنا معظم الحضانات أنها غير قادرة على الوصول إلى منحة الشركات الصغيرة التي تبلغ 10 آلاف جنيه استرليني، وأشكال دعم الأعمال التجارية الأخرى. إذا كانوا متوجسين حيال استمراريتهم المستقبلية على المدى الطويل، فإنهم لا يودون الغرق في المزيد من الديون وأخذ القروض".

تجدر الإشارة إلى دراسة أجريت في الخريف الماضي وجدت أن ما يقرب من خُمس الآباء يضطرون إلى التخلي عن وظائفهم نتيجة للتكلفة الباهظة لرعاية الأطفال في المملكة المتحدة.

وتوصل البحث الذي أجرته مجموعة ”حبلى ثم مدمَّرة“ الناشطة، إلى أن ارتفاع تكاليف رعاية الأطفال يسبب قلقاً مالياً لدى 84 في المئة من العائلات. وبالنسبة للعديد من الآباء، تساوي تكاليف رعاية الأطفال المبلغ الذي يكسبونه من العمل، أو تزيد عليه.  

فيكي فورد وزيرة الأطفال والأسر قالت "بذل مهنيو السنوات الأولى جهوداً بطولية لدعم العائلات في هذا الوقت العصيب، وأنا شاكرة لطريقة تعاونهم معنا لضمان أننا ندعم الأهالي  ونبقي الصغار آمنين... نحن نعمل عن كثب مع القطاع، بينما نبدأ في توسيع فتح المواقع، وقدّمنا دعماً مالياً وتجارياً مهماً لحمايتهم خلال هذه الأوقات غير المسبوقة... هذا دليل على التأثير الكبير للحضانات، ورياض الأطفال، ومربيات الأطفال على تعلم الصغار، والطمأنة التي يقدمونها للعائلات مما جعل كثيراً من الآباء واثقين في إعادة أبنائهم إلى دور الرعاية هذا الأسبوع".

© The Independent

المزيد من تقارير