Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخوف من بريكست من دون اتفاق يتفاقم بعد مفاوضات لم تحرز أي تقدم

حذّرت مجموعات الأعمال والنقابات العمالية من أن التعطيل في ديسمبر (كانون الأول) قد يكون أسوأ من الذي تسبّب به فيروس كورونا

نبّه ميشال بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي إلى عدم إحراز أي تقدّم في المفاوضات مع بريطانيا (غيتي)

تفاقمت المخاوف من عدم توصّل مباحثات بريكست التجارية إلى أي اتفاق، مع انتهاء جولة جديدة من المفاوضات من دون إحراز أي تقدم واتهام بروكسل المملكة المتحدة بالتراجع عن وعودها.

كما نبّهت مجموعات الأعمال والاتحادات العمالية على الجانب البريطاني المفاوضين إلى ضرورة "الانكباب على العمل"، قائلةً إنّ خروجاً فوضوياً من الاتحاد الأوروبي يعني أننا "قد نواجه تحدٍّ أكبر بالنسبة إلى سلسلة الإمداد الغذائية" من ذاك الذي مثّله تفشي فيروس كورونا.

ومن جانبه، اعتبر ميشال بارنييه، كبير المفاوضين الأوروبيين يوم الجمعة أنّ المباحثات لا يمكن أن "تستمر على هذا المنوال إلى الأبد"، فيما اعترف نظيره البريطاني ديفيد فروست بأن التقدم يتطلّب "تكثيف عملنا وتسريعه".

وفي مؤتمر صحافي عُقد بنهاية المفاوضات، عدّد بارنييه أربع نقاط محدّدة وردت في "الإعلان السياسي" لبريكست حول العلاقة المستقبلية بين الجانبين الذي وقّعه بوريس جونسون في يناير (كانون الثاني)، قائلاً إن البريطانيين لم يلتزموا هذه النقاط. 

كما وصف الاتفاق بأنه "سيظل المرجع الوحيد الصالح بالنسبة إلينا، والسّابقة الوحيدة ذات العلاقة في هذه المفاوضات. وقد توافق الطرفان عليه. ومع ذلك، يسعى نظراؤنا البريطانيون، جولة تلو الأخرى إلى النأي بأنفسهم عن هذه الأرضية المشتركة".

لكن فروست بدا وكأنه يقلّل من أهمية الوثيقة التي وقّعها جونسون، إذ قال للصحافيين لاحقاً إن مجرّد ذكر شيء ضمن الوثيقة "لا يعني أنّ كل ما في الإعلان يجب أن يدخل ضمن اتفاقية مُلزمة قانونياً". وأضاف أنها "ترسم نطاق محادثاتنا حول العلاقة المستقبلية".

وعن المواضيع الأوسع التي تحول دون التوصّل إلى اتفاق مثل معايير صيد الأسماك وتلك المتعلّقة بالأمور التنظيمية، أكد بارنييه "لم يتحقق أي تقدّم ملموس في ما يخصّ هذه النقاط، كما ذكرتُ سابقاً، منذ بداية هذه المفاوضات، ولا أعتقد أنه يمكننا الاستمرار على هذا المنوال للأبد". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال آندرو أوبي، مدير استدامة الإمداد الغذائي لدى اتحاد شركات التجزئة البريطانية، في مجلس العموم للنواب إن المملكة المتحدة قد "تخرج من وضع سيّء لتدخل في وضعٍ أسوأ منه"، عندما تنتقل من أزمة فيروس كورونا إلى تعطيل الحدود بسبب بريكست. 

وأضاف أوبي الذي كان يتحدث أمام "لجنة شؤون البيئة والغذاء والريف" التابعة لمجلس العموم "إذا اعتقدنا أنّ (التعطيل خلال وباء كورونا) كان مشكلة، أظنّ أنه علينا أن نبدأ بالاستعداد لفوضى بريكست في يناير... إذا نفذنا بريكست بشكل فوضوي، فقد نواجه تحدٍّ أكبر بالنسبة إلى سلسلة الإمداد الغذائية من ذاك الذي واجهناه مع كوفيد".

ولفت إلى أنه في يناير "90 في المئة من الخسّ و80 في المئة من الطماطم و70 في المئة من الفاكهة الطرية في أسواقنا" وصلتنا من أوروبا عبر القنال الإنجليزية، ويمكن لأي تعطيل بالتالي أن يفرغ رفوف المتاجر.

وتردّدت التحذيرات ذاتها على لسان جماعات أخرى. فقد نبّه جوش هاردي، نائب المدير العام لـ"اتحاد الصناعات البريطانية" من أن عدداً من المؤسسات التجارية غير مستعدة ببساطة للخروج من دون اتفاق.

وقال هاردي "إن التقدم بطيء للغاية، ما يثير قلق الشركات العميق في حين أن قدرتها على الصمود نادراً ما كانت أكثر هشاشة مَمَّا هي عليه حالياً... والحقيقة المجرّدة هي أنّ معظم المؤسسات التجارية غير مستعدة بطبيعة الحال لمواجهة تغيير جذري في العلاقات التجارية مع أكبر شريك لنا في غضون ستة أشهر فقط. وفيما ترزح الوظائف تحت الضغوط في كل بقعة من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، باتت الرهانات تنطوي على مجازفة أكبر من أي وقت مضى". 

وأضاف "والسبيل الوحيد لإحراز تقدم هو عبر إبرام اتفاق يفيد اقتصاد الطرفين. اتفاق قابل للتطبيق والنجاح. وعلى الزعماء السياسيين أن يتدخلوا بشكل عاجل ويغيروا طريقة العمل ويجدوا حلولاً تحمي معيشة الناس. وسيضعنا العجز عن كسر هذا الجمود أمام خيارين هما إما تمديد رفضته الحكومة البريطانية سلفاً أو ما هو أسوأ منه بعد، أي الخروج من دون اتفاق وهذا مضرّ للغاية".

ومن ناحيته، رأى مارك بريدجمان، رئيس "جمعية الأراضي والأعمال الريفية" التي تمثّل بعض المزارعين والمؤسسات التجارية الريفية أن "التقدم المحدود" يشكّل مدعاةً للقلق البالغ.

وقال بريدجمان "يجب أن تعلموا علم اليقين أنه في غياب اتفاق جيد يحكم التجارة الحرة، سيخسر آلاف المزارعين في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي أعمالهم، مع ما يرافق هذا الوضع من دمار يصيب حياة الناس والمجتمعات... نتفهّم أنه لا بد من أن يحصل بعض تسجيل المواقف، إنما ينبغي ألّا ينسى أحد، مَمَّن يجلسون إلى جانبَيْ طاولة المفاوضات، ما هو على المحك. ونحن نحثّ الجانبين على العودة إلى طاولة المفاوضات بأسرع وقت ممكن".

واعتبرت فرانسيس أوغرايدي، الأمينة العامة لـ"مؤتمر نقابات العمال البريطانية" أن "على رئيس الوزراء أن ينكبّ على العمل ليبرم اتفاقاً جيداً يفيد وظائف العمّال وحقوقهم... عرّضت أزمة فيروس كورونا سلفاً مئات الآلاف من الوظائف للخطر. ولا يمكن أن تسمح الحكومة ببريكست من دون اتفاق، ما من شأنه أن يعرّض معيشة أسر إضافية للخطر... على الوزراء أن يفاوضوا على اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يحفظ لنا سبيل الوصول إلى الأسواق الأوروبية، ويدعم الوظائف الجيدة ويحمينا من الاتفاقات التجارية المشكوك بها مع دونالد ترمب وأمثاله".

في هذه الأثناء، من المفترض أن تُجرى جولة مفاوضات واحدة قبل أن يلتقي بوريس جونسون مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية في إطار الاجتماع الرفيع المستوى من أجل "إجراء عملية جرد"، يقيّم خلالها الطرفان التقدم الذي تحقّق إلى الآن.

وأعرب بارنييه عن أمله في عقد جولة المفاوضات المقبلة وجهاً لوجه، وليس عبر اتصال فيديو، قائلاً ذلك "سيكون أفضل وأكثر فعالية".

وسيشكّل هذا الاجتماع الفرصة الأخيرة أمام المفوضية الأوروبية من أجل إقناع المملكة المتحدة بجدوى أي تمديد للمهلة الزمنية، رفضته الحكومة البريطانية سابقاً. وقد حدّدت المهلة النهائية للتوافق على التمديد إلى ما بعد نهاية هذا العام، الأمر الذي من شأنه إطالة وقت المفاوضات، عند نهاية شهر يونيو (حزيران).

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات