Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عبد المحسن النمر: نعاني من الأحكام المسبقة و"وساوس" تجربة سعودية ناضجة

المسلسل الذي سيعرض على "نتفليكس" تم تصويره في "كيب تاون" ومخرجة العمل تبرر ذلك بنقص الكوادر وضعف البنية التحتية

بوستر فيلم "وساوس" السعودي على المنصة العالمية (نتفليكس)

بعد سنوات من إعلانها الاستثمار في أسواق الشرق الأوسط، كشفت شبكة البث الترفيهي العالمية "نتفليكس" عن رابع إنتاجاتها الدرامية العربية، في مسلسل "وساوس"، بالتعاون مع المخرجة السعودية هناء العمير.

وتخوض العمير تجربتها الدرامية الطويلة الأولى في العمل الدرامي المزمع عرضه على الشبكة في 11 يونيو (حزيران) المقبل على مدار ثماني حلقات، ويدور العمل الذي انتهت العمير من تصويره قبل عام من الآن حول عائلة تواجه شكوكاً تحيط بوفاة كبير العائلة الذي يعود ماضيه الغامض إلى الظهور قبل أيام من الموعد المنتظر لإطلاق التطبيق الذكي الجديد لشركته، لتتكشف حقائق غامضة بشكل مستمر، لكن من منظور مختلف لأبطال العمل.

وساوس العمير

وتأتي هذه التجربة بعد سلسلة من الأفلام القصيرة الممتدة التي قدمتها العمير منذ عام 2008 بعد كتابتها لسيناريو فيلم "هدف"، الذي حصد جائزة "النخلة الفضية" في مهرجان "أفلام السعودية"، وعرض فيلمها الوثائقي "بعيداً عن الكلام" في مهرجان الخليج 2009، ثم في مهرجان مسقط، ثم في "سوق واقف"، ضمن عشرة أفلام وثائقية من بلدها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وانطلقت بعد ذلك مع تجربة الإخراج عبر فيلمها الأول "شكوى"، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان "تيسه" للأفلام الآسيوية والأفريقية عام 2014، وحصل على جائزة "النخلة الذهبية" في مهرجان "أفلام السعودية" 2015.

وبعد نحو أربعة أعوام قدمت العمير فيلمها القصير الأخير في عام 2019 "أغنية البجعة"، الذي نال تقييمات عالية على صعيد الكتابة والإخراج وتقنيات التصوير، وقد تُوِّج هذا الشريط بجائزة أفضل ممثل في مهرجان "أفلام السعودية" بعد أن نافس على مختلف جوائز المسابقة، قبل أن تكشف "نتفليكس" عن تعاونها الجديد معها في مسلسل "وساوس".

 

لماذا جنوب أفريقيا؟

اختارت الشركة المنتجة دولة جنوب أفريقيا مقراً للتصوير، وهو ما أثار تساؤلات حول سبب الاختيار والمانع من تصوير العمل في السعودية، الأمر الذي تعيده المخرجة هناء العمير في حديثها لـ"اندبندنت عربية" إلى كوادر الإنتاج، لأن "الخدمات الإنتاجية والبنية التحتية للصناعة لا زالت تشكو من ثغرات في السعودية، بالإضافة إلى أننا أردنا الاطلاع على تجربة أكثر احترافيةً تسمح لنا وبقية الفريق السعودي بالتعرف إلى مستوى آخر من الإنتاج"، مشددةً على حاجة الوسط الإنتاجي المحلي للعنصر الأجنبي في هذه الفترة، سواء تم التصوير خارج البلاد أو داخلها".

وحول سبب اختيار جنوب أفريقيا بالتحديد، تضيف العمير أن "الشركة المنتجة كان لها تجربة ناجحة سابقة هناك، وأرادت تكرارها في هذا العمل".

الأمر ذاته يؤكده علي الشريف، أحد نجوم العمل قائلاً "الكوادر في جنوب أفريقيا تعمل على مستوى يكاد يوازي المتوفر في هوليوود، بخاصة أن كثيراً من الأعمال الأميركية يتم تصويرها هناك".

ولم يؤثر تصوير العمل خارج بيئته على جودة المنتَج، بحسب ما ذكره لنا نجم المسلسل عبد المحسن النمر "السيناريو هو من اختار مكان التصوير، فالمسلسل يعتمد بالأساس على مشاهد في أماكن جلها مغلقة، لذلك لست قلقاً من تباين البيئة مع القصة".

ردود الفعل

ومنذ إذاعة خبر المسلسل الجديد على الشبكة العالمية، نشر السعوديون ردود فعل متباينة حول التجربة المرتقبة قبل عرضها، إذ وصف الكاتب مفرج المجفل مخرجة العمل بأنها "اسم متفرّد وقادر على التميز".

أما الممثل عبد الإله السناني، فقد بارك التجربة التي تم تصويرها في دولة جنوب أفريقيا، بحسب ما أورده في تغريدة على موقع "توتير".

 

أما المخرج محمود صباغ فقد طالب بالاستماع إلى صنّاع العمل، حتى تتجاوز الصناعة السعودية المشكلات التي دفعت هناء ورفاقها إلى التصوير في جنوب أفريقيا.

 

وعلى الموقع الإلكتروني ذاته، ذكر عمّار أنه قلق من تحوّل المسلسل إلى عمل غربي مُعرّب، على غرار أعمال سابقة جرى إنتاجها.

 

ويتحفّظ عبد المحسن النمر على ردود الفعل تلك، سواء المفرطة في الإيجابية أو السلبية، إذ يقول في حديثه معنا "نعاني دائماً من ردود الفعل المسبقة، إذ تتعرض أعمالنا دائماً للهجوم المسبق أو التوقعات المبالغ فيها"، ويضيف "(وساوس) تجربة سعودية مكتملة وناضجة، على منصة عالمية قررت الاستحواذ عليها لجودة العمل، وهذا هو التقييم العادل".

وتشدّد نجمة العمل شيماء الفضل لـ"اندبندنت عربية" على ذات النقطة، وتضيف "من سُنح له مشاهدة العمل حتى الآن شريحة محدودة جداً، فمعظم الذين كتبوا تقييماتهم علّق قبل مشاهدة العمل وهذا ظالم، من الضروري إعطاء العمل فرصة وتقييم الجهد الذي بذل فيه بعد عرضه"، وحول المواقف المسبقة تقول الفضل "لا تقلقني المواقف المسبقة للمشاهدين، العمل الجيد يفرض نفسه على المواقف المسبقة".

تجربة الحلقات المحدودة

يمتاز هذا العمل عن بقية الأعمال السعودية بمحدودية حلقاته، إذ لم يعتد المشاهد المحلي والخليجي على مشاهدة عمل بعيداً عن الروزنامة التي فرضها موسم رمضان "30 حلقة"، في حين يأتي "وساوس" بحلقاته الثماني لغير الروزنامة الدرامية في الخليج.

الأمر الذي أشاد به طاقم المسلسل، فالتجربة بحسب النمر انتزعت الإطالة غير المبررة "الزمن الدرامي الأقل نزع الإطالة واستأصل التمطيط"، ويضيف "وبالنسبة إلي كممثل ساعدني على اختزال دوري والتركيز عليه أكثر".

أما الفضل فعلقت على ذلك قائلة "أنا مشاهدة قبل أن أكون ممثلة، وصرت أشعر بالملل من الإطالة، لذلك هذه التجربة جيدة لي كمشاهدة أولاً وكممثلة أيضاً".

 

بعدٌ جديد في الدراما الخليجية

من جانبها، قالت نهى الطيب، رئيسة الاستحواذ وترخيص المحتوى في شبكة "نتفليكس" في حديثها عن العمل الوليد "نؤمن بأن القصص الرائعة يمكن أن تأتي من أي مكان وتثير إعجاب المشاهدين أينما كانوا"، وتصف العمل بقولها "المسلسل يسلِّط الضوء على بُعدٍ جديد في الدراما الخليجية بإيقاع سريع مقارنة بالأعمال الدرامية الأخرى، حيث تقدم كل حلقة لغزاً جديداً يجعل المتابع متشوقاً لمتابعة المسلسل وصولاً إلى جميع الأسرار في النهاية".

وحول الشريحة المستهدفة من العمل، تضيف الطيب "نحن نقدم المسلسل لمشتركينا في 190 بلداً حول العالم، حيث سيحصلون على محتوى من هذه المنطقة العربية ممتع ومليء بالأحداث المشوقة والغامضة في الوقت ذاته".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة