Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

2,5 تريليون دولار مطلوبة كدعم طارئ للبلدان النامية

"من دون عمل من مجموعة الـ 20 لن يزداد الركود الناجم عن كورونا إلا عمقاً فيضر بالاقتصادات كلها لا سيما الشعوب الأكثر فقراً"

شكّل توزيع الطعام ظاهرة عالمية ومثّل أحد التعبيرات الأكثر المباشرة عن الأزمة العميقة التي سببها كورونا (أ.ب.)

وقع ثلاثة رؤساء حكومة بريطانيين سابقين نداءً مشتركاً أصدره 225 من قادة العالم يدعو إلى رزمة بقيمة 2.5 تريليون دولار يخصصها المجتمع الدولي للبلدان النامية المهددة بكارثة صحية واقتصادية وغذائية بسبب كورونا.

كان غوردون براون، وطوني بلير، والسير جون ميجر من بين العديد البارز لرؤساء الدول، ورؤساء الحكومات، وقادة المؤسسات الدولية السابقين، الذين دعوا إلى قمة طارئة لمجموعة الـ 20 على خطة للتعافي الصحي والاقتصادي العالمي من شأنها "إرسال رسالة أمل بالمستقبل".

وتحذر الرسالة من أن العالم، في غياب عمل طارئ ومنسق، يواجه ركوداً عميقاً يهدد مئات الملايين من الناس الأفقر والأكثر حرماناً، بالبطالة والعوز والجوع، إلى جانب موجة ثانية من انتشار كوفيد-19 قد تصيب العالم النامي، وتتمدد لتعيد نقل العدوى إلى الدول الأغنى التي سيطرت على المرض.

وحذّر براون من "فراغ في القيادة العالمية" قد يزعزع الجهود الهادفة إلى القضاء على المرض، ورسم مسار للخروج من الجائحة باتجاه التعافي. وقال إن مجموعة الـ 20، إذ تمثل أصواتاً من القارات كلها، تشكل منتدى لـ "الاتفاق على خطة للنمو العالمي وتوحيد العالم المنقسم" أفضل من مجموعة السبع، حتى في الصيغة الموسعة الأخيرة المقترحة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتضم بلداناً مثل كوريا الجنوبية، وأستراليا، والهند.

الرسالة الموقعة أيضاً من الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، والممول جورج سوروس والرئيسة الأيرلندية السابقة ماري روبنسون، وأرملة نيلسون مانديلا غراسا ماشيل، والأسقف السابق لكانتربري روان ويليامز، تحذّر من أن "جزءاً" فقط من النقص البالغ 2.5 تريليون دولار في قدرة البلدان النامية على الاستجابة لكوفيد-19 المحدد في مارس (آذار) من قبل صندوق النقد الدولي، جرت تلبيته إلى الآن.

ومع فقدان 300 مليون وظيفة بسبب الوباء، يواجه أكثر من 400 مليون شخص الفقر، و265 مليون شخص خطر سوء التغذية، أفادت الرسالة الموجهة إلى قادة مجموعة الـ 20 (بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وترمب) بأن من غير الممكن الانتظار حتى القمة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) لمجموعة الاقتصادات الرئيسة التي تمثل مجتمعة 85 في المئة من الاقتصاد العالمي.

وقال القادة الـ  225 السابقون "من دون عمل من المجموعة، لن يزداد الركود الناجم عن الجائحة إلا عمقاً، فيضر بالاقتصادات كلها، لا سيما الشعوب والدول الأكثر تهميشاً وفقراً".

"وبما أن المجموعة تمثل 85 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي الاسمي، فهي تمتلك القدرة على تعبئة الموارد على النطاق المطلوب. ونطلب من القادة إجراء هذه التعبئة فوراً"، و"يمثل كوفيد-19 دعوة للصحوة موجهة إلى المجتمع العالمي. فالبنية الصحية والمالية العالمية يجب تمتينها أكثر، ويجب إعادة تصميم أجزاء منها، لتعزيز استعدادنا للعمل بسرعة وقدرتنا على ذلك بالسرعة والنطاق المطلوبين لمكافحة الأزمات المستقبلية"، "وعلينا أن نرسل رسالة أمل بالمستقبل تفيد بأن الأمم المتحدة، وحكومات مجموعة الدول الـ 20 والجهات الشريكة المهتمة كلها تستطيع تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لبناء تعددية جديدة أكثر فاعلية، تعكس في شكل مناسب أكثر الحقائق الاقتصادية والسياسية الحالية، وتكون مجهزة في شكل أفضل لمعالجة تحديات القرن الت 21".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحض القادة مجموعة الـ 20 على عقد قمة تقر:

- إصدار تريليون دولار من الأموال الدولية الجديدة من خلال آلية تُعرَف بحقوق السحب الخاصة لإعادة توليد النمو العالمي.

- إعفاء 76 بلداً فقيراً من تسديد 80 مليار دولار في خدمة الديون.

- مضاعفة الأموال المتوفرة للبنك الدولي من أجل المساعدة الاقتصادية الطارئة.

كذلك دعا قادة العالم إلى المساهمة فوراً بمبلغ 7.4 مليار دولار المطلوب للقاحات في مؤتمر للالتزام بالتبرعات تستضيفه المملكة المتحدة الخميس، بهدف تحصين 300 مليون طفل من مجموعة متنوعة من الأمراض بحلول عام 2025.

وقال براون، الذي استضاف القمة الثانية للمجموعة في لندن لبلورة استجابة عالمية للأزمة المالية العالمية في عام 2008: "كما تنص رسالتنا، يمر العالم بلحظة حرجة"، و"من دون اجتماع لقادة المجموعة عبر الإنترنت قريباً، وبالتأكيد قبل نهاية نوفمبر بفترة طويلة، سيحدث فراغ في القيادة العالمية في الوقت الذي نحتاج فيه إلى اتخاذ إجراءات عالمية أكثر من أي وقت آخر لتجنب موجة ثانية من كورونا تأتي من أفقر البلدان، ولنقل الاقتصاد العالمي من مرحلة الإنقاذ إلى مرحلة التخطيط لانتعاش عالمي".

وتفيد المجموعة بأنها ”المنتدى الاقتصادي الممتاز للتعاون الدولي“. وهكذا يمكن لاجتماع لها الآن، يضم أفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط ومعظم آسيا (خلافاً لمقترح الرئيس ترمب بتوجيه الدعوة في سبتمبر (أيلول) إلى 10 بلدان فقط) أن يوافق على خطة للنمو العالمي ويوحد العالم المنقسم.

وأوردت رسالة القادة العالميين تحذيرات الأمم المتحدة من ركود يشمل العالم، ويعكس ثلاثة عقود من المستويات المعيشية المحسنة، ويغرق 420 مليون شخص إضافي في الفقر المدقع. وأشارت إلى تقديرات برنامج الأغذية العالمي بأن 265 مليون شخص قد يعانون من الجوع في شكل يمثل أزمة بزيادة 130 مليوناً عن مستويات ما قبل الجائحة، وأفادت في هذه الأثناء بأن الوباء أنشأ "حالة الطوارئ التعليمية الأكبر في حياتنا"، مع بقاء 1.5 مليار طفل ( 80 في المئة من أطفال العالم ) خارج المدارس، وقد لا يعود كثير منهم إليها.

ونقلت عن منظمة العمل الدولية تقديرها بتراجع عدد ساعات العمل بنسبة 10,5 في المئة، ما يساوي خسارة أكثر من 300 مليون وظيفة بدوام كامل. وقالت الرئيسة السابقة لحكومة نيوزيلندا هيلين كلارك، (وهي من الموقعين على الرسالة) "أفاد صندوق النقد الدولي بأن الأسواق الناشئة والبلدان النامية تحتاج إلى 2,5 تريليون دولار لتجاوز هذه الأزمة، لكن جزءاً فقط من الـ  2,5 تريليون دولار جرى تخصيصه"، "في حين نرحب بالنوايا الحسنة في قلب خطة العمل الخاصة بمجموعة الـ 20، ويجب الاتفاق في شكل طارئ على إجراءات ملموسة وتطبيقها كلها".

© The Independent

المزيد من دوليات