Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستشفيات المملكة المتحدة تختبر 5 أدوية بحثا عن علاج لكورونا

يتطلّع العلماء إلى تجربة كل دواء على 60 مريضاً على أقل تقدير خلال الأشهر القليلة المقبلة

تشير تقديرات إلى أنّ كل دواء تجدر تجربته من قبل 60 مصاباً في الأقل، خلال الأشهر المقبلة (رويترز)

من المقرر أن تشرع المملكة المتحدة باختبار خمسة أدوية جديدة، يأمل العلماء البريطانيون في أن توفِّر نوعاً من العلاج لـ"كوفيد- 19".

وسيشارك حوالى 30 مستشفى موزّعة على امتداد البلاد في الدراسات، التي يشرف عليها برنامج "أكورد" ("تسريع أعمال البحث والتطوير بشأن كوفيد- 19")، وتتطلّع إلى علاج المئات من مرضى فيروس كورونا عبر مجموعة واسعة من المسارات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ينفرد كل دواء من الأدوية الخمسة بتأثيرات خاصة به، إذ تتراوح خصائصها بين مكافحة الالتهاب ومنع تخثّر الدم (منع تشكّل جلطات الدم داخل الأوعية الدموية)، أي أنّ في مقدورها أن تستهدف الأعراض المختلفة لـ"كوفيد- 19"، وتلغي تالياً الحاجة إلى الاستشفاء في قسم العناية المركّزة.

وتحدّثت "الاندبندنت" في هذا الشأن مع توم ويلكنسون، بروفيسور في طب الجهاز التنفسي في جامعة "ساوثهامبتون" البريطانية، وهو يقود برنامج "أكورد" أكاديميّاً، فقال "حاولنا عمداً أن نتناول مجموعة من الآليات، وألّا نضع بيضنا كله في سلة واحدة. إذا لم ينجح واحد (من الأدوية)، ثمة احتمالات أنّ عقاراً آخر ربما يجدي نفعاً".

وأردف: "لذا، حاولنا أن نأخذ كل شيء في الحسبان، بدءًا بالتأثير المضاد للفيروسات، مروراً بالعملية المضادة للالتهابات، ووصولاً إلى حماية الأوعية الدموية في الرئة وغيرها من الآليات. يمثِّل ذلك الأساس المنطقي الذي تستند إليه هذه المجموعة (من الأدوية)".

وأضاف ويلكنسون أنّ في ظلّ انخفاض عدد إصابات "كوفيد- 19" في المملكة المتحدة، يواجه الباحثون سباقاً مع الزمن لإشراك أكبر عدد ممكن من الأشخاص (في اختبار الأدوية).

إلى الآن، شُخِّص عدد قليل من المرضى. وتشير تقديرات إلى أنّ كل دواء تجدر تجربته من قبل 60 مصاباً في الأقل، خلال الأشهر المقبلة.

وقال ويلكنسون "ثمة استحالة نوعاً ما تحول دون أن تتجاوز الأدوية هذه التجارب الآن، لذا في حال شهدنا ارتفاعاً في المرض (إصابات كورونا)، سنكون جاهزين لاعتماد العلاج. وعليه، هنا محور التركيز".

                    

وأما عمر المصابين، فيرى ويلكنسون أنه لا يشكّل معوِّقاً أمام إشراك أحد في التجارب، علماً أنّ مرضى "كوفيد- 19" الذين يعانون حالات طبّية موجودة لديهم أصلاً، من قبيل الفشل الكلوي أو أمراض الكبد، لن تشملهم الدراسة.

والأدوية الخمسة التي ستخضع للتجربة هي: "الهيبارين" Heparin (مسيّل للدم يُستخدم في المستشفيات في أنحاء المملكة المتحدة)، "الزيلوكوبلان"Zilucoplan (من المثبطات، في مقدوره أن يحدّ من ردّ الفعل المناعي المفرط)، "كالكوينس" Calquence  (دواء يستهدف التهاب الرئة الحاد)، "بمسينتنب"Bemcentinib  (حبة دواء ثبت أنّها تحمل تأثيراً قويّاً مضاداً للفيروسات) و"ميدي 3506"Medi3506  (حقنة مضادة للالتهابات).

وجميع الأدوية المذكورة، ما عدا "الهيبارين" الذي يُستخدم عادة (للمرضى المعرضين لتشكّل خثرات الدم) ويمكن إنتاجه بكلفة زهيدة وبكميات كبيرة، مسجّلة بواسطة شركات أدوية كبرى، من بينها "أسترازينيكا" و"يو سي بي" لصناعة الأدوية، وقد أُتيحت مجاناً لتجارب برنامج "أكورد".

واختيرت الأدوية من بين 200 دواء مرشّح محتمل، وفي حال تبيّن إخفاقها في علاج "كوفيد- 19"، سيُصار إلى اختبار مجموعة أخرى من الأدوية.

وقال ويلكنسون "يتأتّى ذلك بموجات عدّة. ثمة عدد كبير من الأدوية المتاحة أمام تجارب محتملة، إذ يدرك الناس أنّه (كورونا) مرض معقّد ويقدّمون عقاقيرهم، فيما يحدِّد الأكاديميون المعنيون الطرق المحتملة للعلاج".

ويلتزم البرنامج، المموَّل أيضاً من جانب "المعهد الوطني للبحوث الصحية" (إن آي إتش آر) و"مركز المملكة المتحدة للبحث والابتكار"، في مستشفيات موزّعة في مختلف أنحاء بريطانيا.

في هذا الصدد، قال ويلكنسون: "لدينا أيضاً مجموعة من المستشفيات بدءًا من  مستشفيات تعليمية ضخمة تقوم بالبحوث باستمرار، وصولاً إلى المستشفيات العامة في المناطق التي تستقبل المرضى وتودّ الآن أن تضطلع بدور ناشط في البحث".

وتشمل تلك المستشفيات، "سانت توماس" و"غاي" في لندن و"مانشستر الملكي" و"ليستر الملكي" و"رويال جوينت" في مدينة نيوبورت ومستشفى "مقاطعة سري الملكي" ومستشفى "جامعة باسيلدون" وغيرها.

وفقاً لويلكنسون، سيفسح "التوزيع الجغرافي الواسع للمواقع" في المجال أمام الباحثين لدراسة المرض عندما يظهر في أجزاء مختلفة من البلاد. وأضاف أنّ المستشفيات في الأجزاء الساحلية من المملكة المتحدة، التي بقيت مستقرة نسبياً (في عدد الإصابات) خلال الجائحة، قد تشهد زيادة في الحالات مع تخفيف إجراءات الحجر وتوجّه الناس إلى الشواطئ، على غرار ما شوهد فعلاً في الأسابيع الأخيرة.

وذكر ويلكنسون: "القصد من التجربة أننا لا نعرف الصواب في الوقت الحاضر، لذا نُشرك عدداً كبيراً من الأشخاص في الاختبار. وفي أفضل الأحوال، سنختبر المزيد إن استطعنا تقديم هذه الدراسات في الوقت المناسب".

يبقى أنّ "برنامج البحوث الوطني" الذي تديره جامعة "أكسفورد" سيستفيد من تلك الدراسات في حال خلُصت إلى نتائج إيجابية.

© The Independent

المزيد من صحة