Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فناء جماعي سببه نضوب الأوزون جراء تغير المناخ

حدث قبل ملايين السنين ويمثّل "تحذيراً خطيراً" بشأن الاحتباس الحراري

ناشطان بيئيان من جماعة منع "الانقراض" يحتجان  ضد خطر الاحتباس الحراري قرب منشأة نفطية في ساري جنوب العاصمة لندن (رويترز)  

توصّل بحث علميّ صدر أخيراً إلى أنّ انقراضاً جماعيّاً، أدّى دوراً في تطوّر الحياة البشريّة على الأرض منذ مئات ملايين السنين، ربما نجم عن تدمير طبقة الأوزون بتأثير من ظاهرة تغيّر المناخ.

إذ اكتشفت مجموعة من العلماء أنّ "نضوباً كارثيّاً في طبقة الأوزون"، سمح بتدفق كميات ضارة من أشعة الشمس فوق البنفسجيّة، إلى الكرة الأرضية. واستطراداً، ربما أطلق ذلك التدفق شرارة انقراض جماعيّ كبير شهدته الأرض في أواخر ما يُعرف بالعصر "الديفوني".

وفقاً لجون مارشال، البروفيسور في علوم الأرض في جامعة "ساوثهامبتون" البريطانية، لتلك النتائج انعكاسات تتعلّق بأزمة المناخ العالمية الراهنة.

في هذا الصدد، ذكر البروفيسور مارشال إن "بحثنا يشير إلى وجود عملية داخلية طبيعيّة في الكرة الأرضية، تنطلق تحت تأثير الاحترار المناخيّ. وفي مقدور تلك العملية أن تتلف طبقة الأوزون، ما يشكّل تحذيراً خطيراً لنا في هذه الحقبة من تغيّر المناخ".

يُعتقد أنّ ما يُسمى "الانقراض الديفوني المتأخِّر" [إحدى موجات الانقراض الخمس المعروفة في تاريخ الأرض] أدّى دوراً رئيساً في تطوّر حياة الفقاريات، بما في ذلك البشر، من طريق انقراض أولى الحيوانات الرباعية الأطراف.

في بحثهم، حلّل علماء جامعة "ساوثامبتون"، أدلة مستمدّة من نباتات متحجِّرة ترجع إلى تاريخ سابق على حدوث الانقراض المذكور سابقاً وبعده، ما كشف عن ماهية التبدّل الذي شهده الغلاف الجويّ آنذاك.

وكذلك وجد الباحثون أنّ أجزاء من بعض الكائنات الحيّة التي تسمّى "أبواغ" [خلايا للتكاثر اللاجنسي، تنقل النبات من حالة الركود إلى النشاط، أو العكس] المأخوذة من الأحافير كانت مشوّهة في تكوينها، ما يشير إلى أنّ الحمض النوويّ لخلاياها قد تضرّر بأثر من الأشعة فوق البنفسجية، ربما لأنّ كثافة درع الأوزون الواقي للأرض كانت منخفضة عندما تشكّلت تلك الكائنات الحيّة.

وعلى ما يبدو، أفضى ذلك إلى انقراض سريع الوتيرة لمجموعات من النباتات المهمة، ما أدّى إلى انهيار النظام البيئيّ للغابات، مقوِّضاً حياة أنواع أخرى من النباتات ومولِّداً نظاماً إيكولوجيّاً مختلفاً في سياق تلك العملية.

وبحسب البروفيسور مارشال أيضاً، توصّل علماء آخرون إلى أنّ درجات الحرارة المرتفعة من شأنها أن تعزّز عملية انتقال بخار الماء التي تحمل مركّبات مكوّنة من الكربون، كمادة الكلور، إلى أعالي الغلاف الجوي.

وفي خطوة تالية، تساعد تلك المركبات في تفكيك جزيئات الأوزون حالما تقترب من طبقة الأوزون.

"يُنتج ذلك حلقةً من الآثار المرتدّة التي تتزايد باستمرار نظراً إلى أنّ نظاماً إيكولوجيّاً أرضيّاً منهاراً سوف يُطلق دفقاً من المغذيات في المحيطات، ما يمكن أن يسبب ارتفاعاً متسارعاً في حجم الطحالب. هكذا، كلما تضرّرت طبقة الأوزون، يتزايد موت النباتات وترتفع مستويات انبعاثات المركبات الضارة بالأوزون"، وفقاً للبروفيسور مارشال.

وأضاف، "في مرحلة لاحقة، ستتعافى طبقة الأوزون بشكل طبيعيّ فيما تنخفض درجات الحرارة، وستسهم الطحالب في التخلّص من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجويّ".

علاوة على ذلك، ذكر البروفيسور مارشال إنّ فريقه يعتقد بوجوب تكثيف الجهود حاضراً بغية فهم الروابط بين تفاقم الاحتباس الحراري عالميّاً من جهة، و إنتاج مركبات الكربون، و انتقالها داخل الغلاف الجويّ من جهة أخرى، مع وجود إمكانية بأن يخلف هذان العنصران كلاهما تأثيراً ضاراً في طبقة الأوزون.

يُذكر أن الدراسة نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسيس" Science Advances  المجلة العلميّة المحكّمة.

© The Independent

المزيد من بيئة