Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليلة ثامنة من الاحتجاجات في أميركا واستقدام الجيش إلى العاصمة

صدامات ليلية في باريس على هامش تظاهرة نُظمت بمبادرة من أقارب شاب أسود قُتل في عام 2016

تظاهر عشرات الآلاف في شوارع مدن أميركية رئيسية مساء الثلاثاء لليلة ثامنة على التوالي من الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد الأميركي من أصول أفريقية أثناء اعتقاله، في تحدٍ لمناشدات رؤساء البلدية ولحظر التجول الصارم ولإجراءات أخرى تهدف إلى وقف الاحتجاجات.

وخرجت مسيرات حاشدة في لوس أنجليس وفيلادلفيا وأتلانتا ونيويورك (أعلنت حظر التجول ليلاً) وكذلك في العاصمة واشنطن قرب المتنزه الذي أُجلي المتظاهرون عنه الاثنين لإفساح الطريق أمام الرئيس دونالد ترمب حتى يسير من البيت الأبيض إلى كنيسة الرؤساء القريبة.

وعلى الرغم من أن مسيرات التضامن مع فلويد وغيره من ضحايا عنف بعض أفراد الشرطة، تكون سلمية في الأغلب خلال النهار فإن بعض الحشود يرتكب أعمال شغب وتخريب وحرق ونهب في كل ليلة. وتعرض خمسة من أفراد الشرطة لإطلاق نار في مدينتين مساء الاثنين.
وجثا متظاهرون على ركبهم خارج مبنى الكونغرس في واشنطن يوم الثلاثاء مرددين هتاف "الصمت هو العنف" و"لا عدالة، لا سلام"، فيما تصدى لهم أفراد الشرطة قبل بدء حظر التجول الذي فرضته الحكومة.


استخدام الجيش

وظل الحشد في متنزه لافاييت بالعاصمة الأميركية وغيره من الأماكن، بعد حلول الليل، على الرغم من حظر التجول وتعهدات ترمب التصدي لمَن وصفهم بأنهم "قطاع طرق" و"بلطجية"، باستخدام الحرس الوطني بل وقوات الجيش عند الضرورة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في وقت لاحق الثلاثاء، أنها نقلت نحو 1600 من قوات الجيش إلى منطقة العاصمة. وقال جوناثان راث هوفمان، المتحدث باسم "البنتاغون" في بيان، إن القوات "في حالة تأهب قصوى" لكنها "لا تشارك في الدعم الدفاعي لعمليات السلطة المدنية".
وبعد بدء حظر التجول في مدينة نيويورك، سار آلاف المحتجين من مركز باركليز باتجاه جسر بروكلين في ما حلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوقهم.
وملأ مئات المحتجين شارع هوليوود بمدينة لوس أنجليس. وتجمع آخرون أمام مقر إدارة شرطة لوس أنجليس وكانوا في بعض الحالات يعانقون ويصافحون صفاً من الضباط في الخارج.
وكانت لوس أنجليس مسرحاً لأعمال شغب عنيفة في ربيع عام 1992 بعد تبرئة ساحة أربعة ضباط متهمين بضرب السائق الأسود رودني كينغ. وأسفرت الأحداث حينها عن مقتل أكثر من 60 شخصاً وتسببت بأضرار تُقدَر بنحو مليار دولار.

التصدي للعنصرية

في السياق، قال الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن الثلاثاء إن مقتل جورج فلويد ينم عن "فشل صادم" في التصدي للعنصرية في البلاد وحضّ على أن تلقى أصوات المحتجين آذاناً صاغية، في تعارض شديد مع النهج الصارم الذي يتّبعه الرئيس الجمهوري دونالد ترمب إزاء الاحتجاجات.

ولم يذكر بوش ترمب بالاسم، إنما قال إن قيم الولايات المتحدة لا تتماشى مع إجلاء المحتجين عن ساحة لافاييت المواجِهة للبيت الأبيض يوم الاثنين قبل أن يتحرك ترمب على قدميه لالتقاط الصور.
وقال بوش في بيان "السبيل الوحيد لرؤية أنفسنا بصدق هو الاستماع إلى أصوات الكثيرين الذين يشعرون بالألم والحزن. مَن يسعون إلى إسكات هذه الأصوات لا يفهمون معنى أميركا أو كيف تصبح مكاناً أفضل".
في المقابل، كتب ترمب على "تويتر" في وقت لاحق للثناء على السلطات لاستخدامها "القوة الشديدة" و"السطوة" لحماية الأمن في واشنطن. وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الثلاثاء إن أوامر إجلاء المحتجين صدرت عن وزير العدل وليام بار.
وعبّر بوش وزوجته لورا عن شعورهما بالحزن بسبب "الخنق الوحشي"، الذي تعرض له فلويد من قبل شرطي أبيض في مدينة منيابوليس في ولاية مينيسوتا.
وقال بوش إن الواقعة، وهي أحدث وقائع مقتل رجل أسود أعزل بيد شرطي أبيض، تثير أسئلة مزعجة ينبغي الإجابة عنها. وأضاف بوش الذي تولى الرئاسة من عام 2001 إلى عام 2009 "حان الوقت حتى تتحرى أميركا فشلنا المأساوي. إنه لفشل صادم أن يتعرض أميركيون كثيرون من أصل أفريقي، بخاصة الشبان الأميركيين من أصل أفريقي، للمضايقة والتهديد في بلادهم".
وقال "تثير هذه المأساة التي تأتي في إطار سلسلة طويلة من المآسي المشابهة سؤالاً تأخر كثيراً وهو كيف نضع حداً للعنصرية الممنهجة في مجتمعنا؟".

تعاطف مع الاحتجاجات

وأظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز/إبسوس" أن معظم الأميركيين يتعاطف مع الاحتجاجات. وأجري الاستطلاع يومَي الاثنين والثلاثاء وتوصل إلى أن 64 في المئة من الأميركيين البالغين "يتعاطفون مع مَن يخرجون للتظاهر في الوقت الحالي"، في ما قال 27 في المئة منهم إنهم لا يشعرون بالتعاطف مع المحتجين وقال تسعة في المئة إنهم غير متأكدين.
وعبّر أكثر من 55 في المئة من المستطلَعين عن أنهم لا يوافقون على طريقة تعامل ترمب مع الاحتجاجات، بما في ذلك 40 في المئة قالوا إنهم يرفضون ذلك "بشدة".
وقال رئيس الحرس الوطني الأميركي الثلاثاء إن 18 ألف فرد من الحرس يساعدون قوات إنفاذ القانون في 29 ولاية.
وقالت السلطات إن أربعة من أفراد الشرطة تعرضوا لإطلاق النار في سانت لويس بولاية ميزوري وأصيب شرطي بجراح خطيرة في لاس فيغاس.
وقالت الشرطة إن ضباطاً أصيبوا في اشتباكات في أماكن أخرى من بينهم ضابط في حالة حرجة بعدما صدمته سيارة في حي برونكس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


صدامات في باريس

في موازاة ذلك، اندلعت صدامات ليل الثلاثاء في باريس على هامش تظاهرة محظورة شارك فيها نحو 20 ألف شخص للاحتجاج على عنف الشرطة الفرنسية، نُظمت بمبادرة من أقارب شاب أسود قُتل أثناء توقيفه في عام 2016.
وعلى الرغم من أن السلطات الفرنسية حظرت هذه التظاهرة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، فإن المنظمين أصروا على إجرائها للتنديد بعنف الشرطة، في احتجاج يندرج في سياق ما تشهده الولايات المتحدة منذ أسبوع من تظاهرات عنيفة وأعمال شغب احتجاجاً على مقتل جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض.
وعلى هامش التظاهرة التي جرت أمام مقر المحكمة في شمال شرق باريس، دارت صدامات بين قوات الأمن وجمع من المحتجين تخلّلها إلقاء مقذوفات وإقامة حواجز ومتاريس واستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.
وخلال التظاهرة ألقت آسا تراوري، شقيقة آداما تراوري، الشاب الأسود الذي قُتل أثناء توقيفه في العاصمة الفرنسية في 2016، كلمةً خاطبت فيها المتظاهرين بالقول "اليوم، عندما نناضل من أجل جورج فلويد، نناضل من أجل آداما تراوري". وردّ المتظاهرون بالقول "ثورة" و"الجميع يكرهون الشرطة".
ورفع المتظاهرون لافتات كتب على بعضها بالإنجليزية "حياة السود قيّمة" وبالفرنسية "صمت = اختناق" و"فلنضع حداً لاستعمار الشرطة".
وقدّرت الشرطة أعداد المتظاهرين في باريس بنحو 20 ألف شخص.
ولم تكن تظاهرة باريس الوحيدة التي شهدتها فرنسا الثلاثاء للاحتجاج على عنف الشرطة، إذ جرت في مدن فرنسية عدة تظاهرات مماثلة، من بينها تظاهرة في ليل (شمال) شارك فيها 2500 شخص وأخرى في مرسيليا (جنوب) شارك فيها 1800 شخص.
وتخلّلت المواجهات بين المحتجين والشرطة في باريس إلقاء مقذوفات على القوات الأمنية التي ردّت باستخدام الغاز المسيل للدموع.
وبعدما تفرّق المتظاهرون، اندلعت اشتباكات متفرّقة بين قوات الأمن ومجموعات صغيرة من المحتجين الذين رشقوا الشرطة بالحجارة لتردّ الأخيرة عليهم باستخدام بنادق الكرات الوامضة ضدّهم.
وسرعان ما تحولت الشوارع المجاورة إلى ما يشبه ساحة حرب إذ نصب المحتجون حواجز وأحرقوا دراجات هوائية ورشقوا سيارات الشرطة بالحجارة والقوارير وأضرموا النار في حاويات النفايات والمتاريس ما استدعى تدخّل فرق الإطفاء لإخماد النيران.
وفي منطقة كليشي المجاورة حطّم محتجون زجاج مركز الشرطة البلدية.
وجرت هذه التظاهرات في اليوم الذي صدر فيه تقرير طبي أُعدّ بطلب من عائلة آداما تراوري يتّهم عناصر الدرك بالتسبب في وفاة الشاب الأسود، في اتهام سارع محامي الدرك إلى التشكيك فيه.
وتوفي تراوري في 19 يوليو (تموز) 2016، داخل ثكنة للدرك بعد ساعتين من توقيفه في منطقة باريس في اختتام عملية مطاردة أمنية نجح في مرحلة أولى في الإفلات منها.

 


غامبيا تطلب تحقيقاً شفافاً

من جهة أخرى، دعت حكومة غامبيا الثلاثاء إلى تحقيق شفاف يُعتد به في مقتل أحد مواطنيها برصاص الشرطة الأميركية في ولاية جورجيا يوم الجمعة الماضي.
وقال مكتب التحقيقات في جورجيا في بيان يوم الجمعة إنه تلقى طلباً من إدارة الشرطة في مدينة سنلفيل للتحقيق مع شرطي ضالع في إطلاق النار على سائق بعد مطاردة سيارته.
وتوصل المكتب إلى أن السائق يُدعى مومودو لامين سيساي، وكان يعيش في مدينة ليثونيا المجاورة. ويبلغ سيساي 39 سنة من العمر وهو ابن دبلوماسي من دولة غامبيا يُدعى لاري سيساي ويعمل لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وجاء في بيان المكتب أن المعلومات الأولية تشير إلى أن أفراد الشرطة لاحقوا سيساي بعدما لم يمتثل لأوامر الشرطة له بالتوقف بسبب مخالفة. وذكر البيان أن سيساي أشهر مسدساً ناحية أفراد الشرطة عندما أوقف السيارة، وأطلق النار، فردّ أحد الشرطيين بالمثل. وأضاف البيان أن سيساي توفي في المكان.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية في غامبيا في بيان الثلاثاء إنها طلبت من سفارتها في واشنطن التواصل مع السلطات الأميركية المعنية بما في ذلك وزارة الخارجية للمطالبة "بتحقيق شفاف موضوعي يُعتد به".
ونقلت وسائل الإعلام في غامبيا عن والد سيساي قوله إنه لن يصدر حكمه على الواقعة بانتظار نتائج تشريح الجثة وما يتوصل إليه محقق خاص، مشيراً إلى أن ابنه يمقت العنف.

المزيد من دوليات