Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أكبر كارثة بيئية ونهب للمساعدات"... السعودية تطالب بوقف انتهاكات الحوثي

تنظم الرياض مؤتمراً افتراضياً بالشراكة مع الأمم المتحدة لدعم اليمن

وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان ( الخارجية السعودية )

طالب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، المجتمع الدولي بالضغط على جماعة الحوثي لوقف ما وصفها بالممارسات "الإرهابية" التي تهدد البحر الأحمر "بأكبر كارثة بيئية"، مؤكداً أن بلاده تدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل "سياسي مستدام" للأزمة اليمنية.

واتهم آل فرحان الميليشيات الحوثية بالاستحواذ على المساعدات الإنسانية ونهبها في اليمن، في الوقت الذي أكد أن مساعدات السعودية منذ بداية الأزمة اليمنية في سبتمبر (أيلول) 2014 بلغت قيمتها 16.9 مليار دولار.

ممارسات غير إنسانية

وقال آل فرحان خلال مؤتمر "افتراضي" تنظمه السعودية بمشاركة الأمم المتحدة وأكثر من 120 جهة دولية وإقليمية في كلمته، "نجتمع اليوم والشعب اليمني يتطلع إلى ما سيسفر عنه هذا المؤتمر من تعهدات يطمح أن يتم تقديمها عاجلاً لتعينهم على مواجهة التحديات الإنسانية والسياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتنموية بسبب "الممارسات غير الإنسانية من الميليشيات الحوثية".

وطالب آل فرحان خلال المؤتمر الذي يعقد سنوياً وينطلق هذا العام "افتراضياً" بمشاركة 66 دولة تحت شعار (معاً لدعم اليمن) جميع الدول والمنظمات الدولية غير الحكومية للوفاء بتعهداتها لليمن التي أعلن عنها العام الماضي بمبلغ  2.14مليار دولار أميركي، وذلك من أجل تمويل عمليات الإغاثة كما قال. أضاف "سيخصص منها 180 مليون دولار لمكافحة تفشي فيروس كورونا".

وعن الحل السياسي في اليمن اتهم آل فرحان ما وصفها "بالميليشيات الحوثية"، وقال "إنها مستمرة بتعنتها بعدم قبول الحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث والقرارات الدولية ذات الصلة وتنفيذ اتفاق استوكهولم 2018 وعدم قبول وقف إطلاق النار الذي أعلنه التحالف ودعوة المبعوث الأممي الخاص لليمن للانخراط في مفاوضات مباشرة بين الأطراف اليمنية".

"كارثة بيئية"

كما قال أن ثمة "كارثة بيئية" تهدد مياه البحر الأحمر بعد استيلاء الحوثي على ميناء الحديدة (في منتصف الساحل الغربي لليمن)، وذلك بعد استهداف مطاحن البحر الأحمر في الحديدة، وزرع الألغام البحرية التي تمنع وصول سفن المساعدات الإنسانية، كما أن خزان النفط العائم "صافر" مهدد بالانفجار ما قد يسبب الكارثة المنتظرة.

وقدم وزير الخارجية السعودي خلال المؤتمر عرضاً لأبرز جهود بلاده في اليمن "الإنسانية والتنموية" والتي تتمثل في أكثر من 450 مشروعاً نفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، و175 مشروعاً نفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، واقتصادياً قدمت السعودية 3 مليارات دولار لدعم العملة المحلية والاقتصاد اليمني و60 مليون دولار هي قيمة المشتقات النفطية شهرياً لتشغيل محطات الكهرباء.

تبرعات بقيمة 1.35 مليار دولار

ويهدف مؤتمر المانحين الذي تستضيفه السعودية بجانب الأمم المتحدة بمشاركة 15 منظمة أممية و3 منظمات حكومية دولية وأكثر من 39 منظمة غير حكومية إلى جمع نحو 2.4 مليار دولار، لكنه في نهاية المؤتمر أعلن مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن جمع تبرعات بقيمة 1.35 مليار دولار.

أكبر كارثة إنسانية

وتصف الأمم المتحدة الوضع في اليمن بأنه "أكبر أزمة إنسانية"، إذ إن 80 في المئة من السكان يحتاجون للمساعدة والرعاية، كما أن الأمر بات أكثر سوءاً بعد أزمة فيروس كورونا .

يقول أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عبر حسابه في "تويتر"، "إن 4 من كل 5 أشخاص في اليمن بحاجة إلى المساعدة المنقذة للحياة في أكبر أزمة إنسانية في العالم. ويضيف "أن إنهاء الحرب هو الحل الوحيد"، اليمنيون بحاجة ماسة للسلام.

أكبر الداعمين في اليمن

من جهته، قال سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر إن مؤتمر المانحين لليمن يأتي لعام 2020 استمراراً لجهود سعودية مستمرة في خدمة الشعب اليمني، إنسانياً واقتصادياً وتنموياً، إذ تعد المملكة أكبر الداعمين لليمن بإجمالي قيمة مساعدات إنسانية وتنموية بلغت حوالى 17 مليار دولار".

وأكد السفير السعودي أن بلاده تصدرت الدول المانحة لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن لعام 2018 وذلك بتقديم مبلغ 500 مليون دولار أميركي، ومبلغ 750 مليون دولار أميركي لعام 2019، ومبلغ 500 مليون دولار، إضافة إلى المبادرات والبرامج الإنسانية التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة.

"الأكثر حساسية في تاريخ اليمن"

وقال سفير الجمهورية اليمنية لدى الرياض شائع الزنداني، إن مؤتمر المانحين الذي تنظمه السعودية "يأتي في ظرف سياسي وإنساني هو الأكثر حساسية في تاريخ اليمن"، لافتاً إلى أن اليمنيين يعولون كثيراً على هذا المؤتمر لانتشالهم من الوضع السياسي والإنساني الصعب الذي يعيشونه.

وأضاف الزنداني بعد إشادته بالدور الذي تقوم به السعودية، "نأمل من بقية المانحين والشركاء تقديم الدعم والمساندة لليمن في مجالات عدة أهمها الكهرباء والصحة والتعليم، إضافة إلى دورها في إسناد الشرعية اليمنية في مواجهة عصابات التمرد والانقلاب الحوثية المدعومة من إيران، على حد وصفه.

منظمة الفاو "حالة انعدام غذائي ما لم نتدخل"

من جهتها، أشادت منظمة الأغذية العالمية "الفاو" بالمؤتمر. وقالت في تصريحات صحافية، "إن انتشار الأوبئة والآفات العابرة للحدود تشكل تحدياً كبيراً مما قد يزيد من حجم التحديات التي تواجه اليمنيين، ومن دون حل عاجل يواجه هذه التحديات سيكون من الصعب تحسين حالة انعدام الأمن الغذائي.

وقال المدير الإقليمي للاتصال والمعرفة بمنظمة الفاو للشرق الأدنى وشمال أفريقيا محمد العيدروس، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس"، إن الشراكة الإستراتيجية بين منظمة الفاو والسعودية أسهمت في دعم سبل العيش وصمود الشعب اليمني".

أضاف العيدروس أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على الشعب اليمني الذي يعاني من نقص في الإمدادات لمواجهة تهديدات الجائحة".

ويقود التحالف العربي بقيادة السعودية حرباً على الحوثيين في اليمن منذ مارس (آذار) عام 2015 بعد هجوم قادته جماعة الحوثي على عدن العاصمة المؤقتة لليمن في أواخر عام 2014، وهو ما دعا الرئيس اليمني عبد ربه هادي قوات التحالف للتدخل وشن غاراتها على الحوثيين الذين يواجهون اتهامات بإحداث "أزمة إنسانية وصحية" في البلد الذي يعيش فيه أكثر من30  مليون نسمة.

الحوثيون يتهمون الأمم المتحدة بتسييس المساعدات

وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها ميليشيات الحوثي اتهامات بوقف ومصادرة المساعدات، ففي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي وجه برنامج الغذاء العالمي تهديدا بوقف المساعدات بسبب سيطرة وتلاعب الحوثيين وأصدر القيادي في جماعة " أنصار الله" محمد علي الحوثي بيانا اتهم فيه الأمم المتحدة "بشراء كميات من الأغذية الفاسدة."

وحمل "منظمة الأغذية العالمية المسؤولية الكاملة في ما وصفه بالعبث الذي قامت به من خلال شراء كميات من الأغذية الفاسدة."

وأعتبر أن "تصدير هذه الاتهامات للإعلام يعد انحرافاً كبيرا في عمل البرنامج."

وفي أبريل (نيسان) الماضي قد قطع عدد من المانحين، من بينهم الولايات المتحدة، المساعدات لليمنيين لأنها كانت "تحول إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين.".


وكان الأمين العام للمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي التابع للحوثيين عبد المحسن طاووس أكد في 13 أبريل (نيسان) الماضي أن "المنظمات الأممية تمارس دورا سياسيا وتستخدم المساعدات كورقة تهديد لليمنيين".

وقال في تصريح لقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين إن "أسلوب الابتزاز بخفض المساعدات لا يجدي نفعا مع اليمنيين" مهددا بقوله" إذا استمر هذا التهديد فستنقلب الأمور عليهم".

المزيد من العالم العربي