مديرو الصحة العامة البريطانية يحذرون من "تعجل الحكومة رفع كثير من القيود"

وجّه مسؤلون كبار في مجال الصحة العامة البريطانية اتهامات للحكومة بالتعجّل برفع القيود المفروضة لمحاربة فيروس كورونا والمخاطرة بحدوث موجة ثانية من العدوى. وفي محاولة أخيرة للتدخل، قالت جمعية مديري الصحة العامة إن الوزراء "يخطئون في تقدير" قرار تخفيف الحجر في "لحظة حرجة".

وتساءلت المنظمة، التي تمثل مسؤولين من بلديات المملكة المتحدة كافة، عما إذا كان تخفيف القواعد والتوجيهات يستند إلى العلم.

ودعت الحكومة بإلحاح إلى أن تعيد النظر في تنفيذ المرحلة الثانية من خطتها، ريثما يستطيع نظام الاختبار والتعقب الخاص بهيئة خدمات الصحة العامة معالجة الأزمة.

وكتبت جونيل دي غراتشي، رئيسة جمعية مديري الصحة العامة في مدونتها الرسمية، مساء الأحد الفائت "اليوم حان وقت القيادة الحازمة والتحضير المتأني والخطوات المحسوبة... لا يمكن المبالغة في خطر حدوث ارتفاع حاد في عدد الحالات والوفيات، ولا في الأثر الاجتماعي والاقتصادي، إذا ما اضطررنا إلى العودة إلى إجراءات إغلاق أكثر تشدداً. ينبغي أن يكون هذا الأمر مفهوماً، ليس بالنسبة إلى العامة فحسب، بل إلى الحكومة أيضاً".

كما ركّزت السيدة دي غراتشي على الزيادة الواضحة في عدد الأشخاص الذين لم يلتزموا قواعد الإغلاق خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وكتبت "نحن نمرّ بلحظة حرجة... إننا بحاجة إلى الموازنة بين حجم مخاطر تخفيف القيود، بغية تمكين مزيد من التلاميذ من العودة إلى المدرسة واستئناف عدد أكبر من الأعمال التجارية والتواصل الاجتماعي أكثر، وبين خطر التسبب في انبعاث العدوى... يزداد قلق مديري الصحة العامة من أن الحكومة تخطئ تقدير عملية الموازنة هذه وترفع الكثير من القيود بسرعة كبيرة... بناءً على المعلومات المعروفة في الوقت الراهن، انتقد عدد كبير من العلماء البارزين وخبراء الصحة العامة سلسلة من الإعلانات السياسة الوطنية المؤثرة على إنجلترا صدرت أخيراً وتظهر مستوى من الثقة بالنفس لا يعتقد الكثيرون - بمن فيهم أعضاء جمعية مديري الصحة العامة- أنها مدعومة بالعلم... رأينا خلال عطلة نهاية الأسبوع دلالات على أن الجمهور لم يعد يلتزم التباعد الاجتماعي بالقدر نفسه من انضباطه في السابق. علاوة على ذلك، نحن متوجسون من انحسار الإصرار على تدابير النظافة الشخصية، والحاجة إلى الحجر الذاتي على الفور في حال ظهور أعراض المرض. وتمسّ الحاجة إلى بذل جهود حثيثة لمد جسور الثقة مع عامة الناس واستعادة الصدقية بعد الأحداث التي وقعت أخيراً".

وأضافت أن برنامج الاختبار والتعقب "هو حالياً بعيد كل البعد عن أن يكون العملية القوية المطلوبة بشكل عاجل الآن كضامن لتخفيف القيود".

وَرَدَ ذلك عقب تحذير نائب رئيس الأطباء، البروفسور جوناثان فان تام، من أن المملكة المتحدة "تمرّ بلحظة غاية في الخطورة" مع تخفيفها قيود الحجر.

إلا أن وزير الإسكان روبرت جينريك قال على كل حال يوم الأحد ضمن المؤتمر الصحافي اليومي إن الحكومة "واثقة بدرجة يعتد بها" من "قدرتها على ضبط" (نتائج) الإجراءات التي أعلنتها.