Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صدامات في أميركا والحرس الوطني ينتشر في واشنطن وحظر تجول في نيويورك

التقرير الرسمي يؤكد أن جورج فلويد توفي "قتلا" جراء الضغط على العنق

غضب ومواجهات وصدامات وحظر تجول، هذا باختصار المشهد الذي يزداد عنفاً في الولايات المتحدة بعد وفاة جورج فلويد الذي قضى اختناقاً بعدما ثبّته الشرطي ديريك شوفين على الأرض بساقه.

فقد فرض حظر تجول في مدن أميركية كبرى، أبرزها نيويورك، حيث أعلن رئيس بلديتها بيل دي بلاسيو حظراً للتجول من الساعة 11 ليلاً ولغاية الخامسة فجراً بسبب أعمال الشغب، وسط تجاهل المتظاهرين تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن حكومته ستضع حداً للاحتجاجات العنيفة.

وجاء في تغريدة لدي بلاسيو "تحدّثت مع الحاكم (ولاية نيويورك) آندرو كومو وحفاظاً على سلامة الجميع قررنا فرض حظر تجول في مدينة نيويورك هذا المساء، يدخل حيّز التنفيذ عند الساعة 11 ليلاً ويرفع عند الخامسة فجراً"، محتذياً بذلك حذو نحو أربعين مدينة أميركية أخرى.

كما أعلن رئيس بلدية المدينة وحاكم الولاية، وكلاهما ديمقراطي، أنّهما سيعمدان إلى "مضاعفة انتشار الشرطة" في مواجهة التظاهرات التي تعصف منذ مساء الخميس بأكبر مدينة في الولايات المتحدة.

فلويد توفي "قتلا"

وفي تأكيد طبي لما شهده الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن الطبيب الشرعي الرسمي المسؤول عن تشريح جثة فلويد، الإثنين، أن الأخير قضى "قتلاً" بعدما أصيب بـ"سكتة قلبية" جراء "الضغط" على عنقه من قبل الشرطيين.

وجاء في بيان الطبيب الشرعي في مقاطعة هينبن أن فلويد كان تحت تأثير مسكّن فنتانيال، وهو من الأفيونيات القوية. كذلك، قال طبيبان قاما بتشريح مستقل لجثة فلويد، إن سبب الوفاة "اختناق ميكانيكي" وإن وفاته كانت جريمة قتل. 

وصرح الدكتور مايكل بادن، وهو أحد طبيبين قاما بتشريح الجثة بناءً على طلب عائلة فلويد، خلال مؤتمر صحافي في منيابوليس إن جورج فلويد لم يكن يعاني من أي مشكلة طبية كامنة ساهمت في وفاته. وقال بادن إن "وفاة فلويد كانت بسبب ضغط ركبتَي ضابطَي شرطة على عنقه وظهره".

وقالت أليسيا ولسون، مديرة التشريح والعلوم الجنائية في جامعة ميشيغن التي عاينت الجثة إن "الأدلة تتوافق مع الاختناق الميكانيكي سبباً للوفاة، والقتل طريقة للوفاة".

ترمب ينتقد حكام الولايات

في السياق، ذكرت تقارير لوسائل إعلام أميركية أن الرئيس دونالد ترمب انتقد رد حكام الولايات على الاحتجاجات خلال اتصال أجراه اليوم الاثنين 1 يونيو (حزيران) الحالي، وحضهم على اتخاذ موقف أكثر صرامة، معتبراً أن ردهم الحالي يجعلهم يبدون ضعفاء.
وبثت محطة "سي.بي.إس" التلفزيونية تسجيلاً صوتياً حصلت عليه للمكالمة، جاء فيها "عليكم السيطرة إذا لم تسيطروا على الوضع فإنكم تهدرون الوقت. سيسحقونكم وستظهرون كمجموعة من الحمقى".

وأعلن البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم الاثنين إنه سيتم قريباً إرسال قوات اتحادية إضافية للرد على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

واتّهم الرئيس الأميركي اليسار المتطرّف (أنتيفا) بإثارة أعمال العنف التي شملت النهب وإشعال الحرائق، وقال ترمب الذي دان مرات عدة الموت "المفجع" لجورج فلويد، إن المتظاهرين يلحقون العار بذكرى الرجل، واعتبر أنه "يجب علينا ألا نسمح لمجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين بتدمير مدننا"، ونسب حالة الفلتان إلى "مجموعات من اليسار الراديكالي المتطرف" وخصوصاً المعادين للفاشية.


بايدن يندد

في المقابل، ندّد المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن اليوم الاثنين بنهج ترمب ومشكلات العنصرية واللامساواة التي تنخر الولايات المتحدة، خلال لقائه مسؤولين دينيين وسياسيين سود بعد وفاة جورج فلويد.

وقال بايدن إن "الضمادة نُزعت بفعل الجائحة وهذا الرئيس"، في إشارة إلى فيروس كورونا الذي يحصد وفيات أكبر لدى المصابين السود في بعض المناطق الأميركية، وإلى تصريحات ترمب حول الأقليات. وأضاف بايدن "لا يمكن لأحد بعد الآن أن يدّعي بأنه لا يعرف ما الذي يحصل"، خلال تجمّع نُظّم داخل كنيسة في مدينة ويلمينغتون التي يقيم فيها والواقعة في ولاية ديلاوير.

وتابع أن "الحقد يختبئ ولا يزول. وعندما ينفخ مَن في السلطة بالحقد الكامن تحت الصخور، يخرج هذا الحقد"، مردفاً أن ما يقوله الرئيس يدفع الناس إلى تفجير غضبهم. وأعلن نائب الرئيس السابق باراك اوباما، خلال اللقاء، أنه سينشئ لجنة لمراقبة الشرطة في غضون مئة يوم من بدء ولايته، إذا ما فاز بالرئاسة في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في مواجهة ترمب.

وزار بايدن الأحد موقعاً يحتج فيه مناهضون للعنصرية، في ولاية ديلاوير، قائلاً إن الولايات المتحدة "تتألم"، وكتب بايدن في "تويتر"، "نحن أمة تتألم الآن، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا".

وشهدت مينيابولس السبت أعمال عنف لليلة الخامسة على التوالي، وقد أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق محتجين غاضبين على خلفية مقتل فلويد، وهو أميركي أسود أعزل قضى الاثنين خلال توقيفه في المدينة.

أوباما يندد بالعنف

من جهته، ندد أوباما  باستخدام العنف في الاحتجاجات التي خرجت في أنحاء البلاد ضد عدم المساواة العرقية‭‭ ‬‬واستخدام الشرطة للقوة المفرطة، مشيداً في الوقت ذاته بأفعال المحتجين السلميين الساعين للإصلاح. 

وكتب أوباما في مقال نشرته منصة ميديام الإلكترونية أن الغالبية العظمى من المحتجين سلميون لكن "أقلية صغيرة" تعرض الناس للخطر وتُلحق الضرر بالمجتمعات التي تهدف الاحتجاجات إلى دعمها. وقال أوباما إن العنف "يزيد من الدمار في الأحياء التي تعاني فعلا على الأغلب من نقص الخدمات والاستثمارات ويصرف الانتباه عن القضية الأكبر".

حظر تجول

وفُرض حظر للتجوّل الأحد 31 مايو (أيار) في العاصمة الأميركية واشنطن، بعد خروج تظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، بحسب ما أعلنت رئيسة بلدية العاصمة ميوريل باوزر، وكتبت على "تويتر" أنه أمر بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة. وأعلنت باوزر الإثنين تمديد ساعات حظر التجول المفروض في المدينة بسبب استمرار الاضطرابات.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين مع اندلاع اشتباكات عنيفة في العاصمة الأميركية خلال ليلة سادسة من التظاهرات التي تعم أنحاء البلاد.

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكيناني، في مؤتمر صحافي، الاثنين، "نشر 17 ألف عنصر من الحرس الوطني في 24 ولاية أميركية". وقالت إن الرئيس الأميركي "طلب تشكيل مركز قيادة من وزيري العدل والدفاع ورئيس الأركان لبحث الأزمة"، لافتة إلى "أدلة متزايدة على تورط حركة أنتيفا في أعمال العنف". وذكرت أن "الحرس الوطني موجود لخفض التصعيد في الشارع"، مشيرة إلى أن "وقف أعمال الشغب من مسؤولية حكام الولايات لكنهم فشلوا في ذلك".

إلى ذلك، قتل شخص في لويفيل، كبرى مدن ولاية كنتاكي. وأعلن قائد الشرطة أن عناصره وقوات الحرس الوطني "ردوا على إطلاق نار" تعرضوا له خلال تفريق حشود في مرأب للسيارات. وأفادت صحيفة "لويفيل كورير جورنال" بان القتيل هو ديفيد مكاتي، وهو مالك محل شواء.

والإثنين أعلن رئيس بلدية لويفيل غريغ فيشر إقالة قائد الشرطة بسبب عدم توثيق العناصر الواقعة بالفيديو.

توترات غير مسبوقة

ومن نيويورك إلى لوس أنجليس مروراً بفيلادلفيا وسياتل، تظاهر مئات آلاف الأميركيين السبت والاحد ضد العنف الممارس من قبل الشرطة واللامساواة، التي فاقمتها جائحة كوفيد-19.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال النهار بقيت الاحتجاجات سلمية بغالبيتها، لكن مواجهات عنيفة سجّلت ليلاً تخلّلها إشعال حرائق وعمليات نهب وتخريب واسعة النطاق.

وكان من المقرر أن يمثل ديريك شوفين الذي وجّهت إليه تهمة القتل غير العمد أمام المحكمة الإثنين، لكن الجلسة أرجئت إلى الثامن من يونيو (حزيران).

ولم يسهم طرد الشرطي شوفين الذي ضغط بركبته على عنق فلويد حتى الموت من الخدمة وتوقيفه لاحقاً وتوجيه تهمة القتل غير العمد إليه في تهدئة النفوس، لا بل اتّسعت رقعة الاحتجاجات إلى 140 مدينة أميركية على الأقل.

ونشرت قوات الحرس الوطني في أكثر من عشرين مدينة كبرى لمؤازرة شرطة مكافحة الشغب في المواجهات مع المتظاهرين، وسط توترات غير مسبوقة منذ تسعينيات القرن الماضي.

واستخدمت أجهزة الأمن المدرّعات المخصّصة لنقل العناصر والغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية. وفرض حظر تجول في مدن شيكاغو ودنفر ولوس أنجليس وسولت ليك سيتي وكليفلاند ودالاس وإنديانابوليس.

ومساء الاحد سجلت عمليات نهب في فيلادلفيا ونيويورك، وفي مركز ونُظّمت تظاهرات في ميامي ونيويورك أُطلقت خلالها شعارات "أرواح السود لها قيمة"، و"أعجز عن التنفس" (الكلمات الأخيرة التي قالها فلويد).

تظاهرات كندا

في سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الاثنين أنه يصغي إلى "غضب" و"آلام" الشباب الكنديين السود بعد سلسلة تظاهرات في انحاء البلاد نددت بعنف الشرطة والعنصرية في الولايات المتحدة كما في كندا.

وقال ترودو في مؤتمره الصحافي اليومي "أود أن أخاطب الشباب الكنديين السود: أنا أصغي إليكم، أصغي إلى القلق، غضبكم، آلامكم. أصغي إليكم حين تقولون إن هذا الأمر يذكركم بتجارب مؤلمة من العنصرية والتمييز". وأضاف "بالنسبة إلى عدد كبير من الكنديين، فإن ما يحصل راهناً على الجانب الآخر من الحدود (مع الولايات المتحدة) هو مشهد مألوف. العنصرية بحق السود، التمييز المنهجي، الظلم، هذا موجود أيضاً لدينا".

وشهدت مدن تورونتو وفانكوفر ومونتريال تظاهرات كبيرة مناهضة للعنصرية في نهاية الأسبوع في كندا. وهدفت التحركات الكندية إلى التنديد بالعنصرية والعنف الذي تمارسه الشرطة في كندا، مع التعبير عن "تضامن" الكنديين مع المتظاهرين في الولايات المتحدة إثر وفاة جورج فلويد.

وضمّت التظاهرة السلمية في مونتريال أكثر من عشرة آلاف شخص، وأعقبها مساءً مواجهات متقطعة بين الشرطة ومشاغبين حطموا واجهات وسرقوا متاجر عدة في وسط المدينة. وردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع واعتقلت نحو عشرة اشخاص.
وهاجم ترودو "مَن تسللوا إلى التظاهرة"، مندداً بهم.

وسُئل رئيس الوزراء الليبرالي عن نشر صور وشريط فيديو له في سبتمبر (أيلول) الماضي، قبل شهر من اعادة انتخابه في الاستحقاق التشريعي، تظهره في وجه أسود في تسعينات القرن الفائت، ما أثر سلباً على سمعته كمناصر للتسامح والانفتاح.
ورد ترودو "آسف للخيارات التي قمت بها منذ وقت طويل. لقد اعتذرت ممَن أهنتهم بأفعالي".

تظاهرات في بريطانيا

وتحدّى مئات من سكّان لندن تدابير الإغلاق المرتبطة بكورونا ونظّموا مسيرة احتجاجية أمام السفارة الأميركية الأحد، تضامناً مع المتظاهرين في أنحاء الولايات المتحدة تأييداً لقضية فلويد.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات