Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لا لإنهاء الإغلاق قبل توفر النظام الموعود لتتبع المخالطين

حتى مع تخفيف القيود البسيط حاليّاً قد يتبين أن آلية الاختبار والتتبع غير كافية للتعامل مع معدلات الإصابات الجديدة المتوقعة

كثير من البريطانيين ينتقدون الحكومة بسبب إرشاداتها غير الواضحة حول إجراءات التخفيف التدريجي للإغلاق (غيتي) 

قال رئيس الوزراء قبل بضعة أيام لمجلس العموم سيتوفر لبريطانيا كلها نظام "فائق التطور" من أجل فحص مخالطي المصابين بفيروس كورونا وتتبعهم، وذلك بحلول الأول من يونيو (حزيران)، لكن يظهر أن البلاد لن تطوّر حتى تطبيقاً "فائق التطور" في جزيرة "آيل أوف وايت" ضمن هذا التوقيت.

أمّا المشكلة المباشرة فواضحة. إن لم يصبح التطبيق جاهزاً، ولم تُوظف وتُدرّب فرق الرصد والتقصي، ولم تُقسّم المسؤوليات بوضوح بين وكالات الصحة العامة والسلطات المحلية والحكومة الوطنية، سينهار النظام.

حتى مع تخفيف القيود البسيط حاليّاً، قد يتبين أن آلية الاختبار والتتبع غير كافية للتعامل مع معدلات الإصابات الجديدة المتوقعة، مع غياب هامش الأمان. وفي هذه الحال سيرتفع معدل انتقال الفيروس.

وسيتخطى مؤشر عامل التكاثر الأساسي R للفيروس مستوى واحد في بعض المناطق، مثل شمال شرقي إنجلترا، ما سيشكّل ضغطاً إضافياً على نظام البنية الأساسية للفحوص وعلى "خدمة الصحة الوطنية"، وتشير الدلائل المستقاة من الأخبار المتناقلة واستطلاعات الرأي إلى أن مزيداً من الشباب لا يحترمون بعض بروتوكولات التباعد الاجتماعي.

وستبدأ في أوائل يوليو (تموز) تقريباً الموجة الثانية المقلقة بإنهاك النظام من خلال تحميله أكثر مما يستطيع أن يحمل، حتى من دون إعادة فتح المدارس بشكل كامل، وستتضاعف مخاطر الموجة الثانية مع تطبيق أي من السياسات الجديدة المُقترحة لتخفيف قيود الإغلاق في موعد مبكّر يصادف الأول من يونيو (حزيران)، وهو تاريخ اُختير كيفما اتفق. وكما قال كير ستارمر، توجد "فجوة هائلة" في دفاعات المملكة المتحدة ضد "كوفيد 19". وحتى الآن، ليس لدى السلطات سوى فكرة مبهمة عن عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بـ"كوفيد 19"، وتفيد الدلائل بأن هذا العدد أقل بكثير من المعدلات المطلوبة لتحقيق مناعة القطيع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذه الظروف، على "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" (ساج) التابعة إلى الحكومة، أن تتخذ موقفاً لا لبس فيه، مؤكدة وجوب عدم تخفيف الإغلاق قبل توفر التطبيق وباقي نظام الفحص. لا يقوم تاريخ الأول من يونيو على أي أساس علمي، ويجب أن يُشرح ذلك للوزراء بطريقة واضحة لا تقبل الشك، ويُقال لهم ليس هناك مبرر علمي لتخفيف قيود الإغلاق بموجب الشروط التي وضعتها الحكومة نفسها من خلال "مبادئها" الخمسة لتغيير القوانين.

إذا كان الوزراء يسعون للحصول على غطاء علمي من "ساج" لقرار سياسي بإنهاء الإغلاق، يجب أن تلقى مساعيهم الرفض الجازم. فمع تلهفهم، المفهوم إلى حد ما، لإعادة الاقتصاد إلى وضعه الطبيعي بسرعة والبرهنة على تقدمهم وكفاءتهم أمام الرأي العام، يخاطر الوزراء بالاضطرار إلى القيام بانعطافة معاكسة على نحو مفاجئ وإصدار أمر بتنفيذ إغلاق "من المستوى الخامس" في ذروة الصيف.

ولمحت أنغيلا ماكلين نائبة كبير المستشارين العلميين سلفاً إلى هذه الحقيقة الصارخة، بألطف طريقة ممكنة حين قالت إن التغييرات يجب أن تحدث فقط، استناداً إلى "مستويات الإصابات الملحوظة، وليس بناءً على تاريخ محدد". 

لنكن عادلين، صحيح أن المملكة المتحدة تفادت أسوأ سيناريو كان يلوح في الأفق منذ بضعة أسابيع. لم تغرق "خدمة الصحة الوطنية" كما فعل النظام الصحي في لومباردي تحت وطأة نقص المواد كافة، والرسائل المتضاربة الصادرة عن الحكومة والجهد الضئيل والبائس لتقنيات المعلومات. وكان الإغلاق ناجحاً. لا يطيق بعض الأشخاص، الذين ينتمون إجمالاً إلى اليمين المُشكك بالاتحاد الأوروبي، صبراً على القيود المفروضة على الحياة العادية، ويوردون معدلات الإصابة والوفيات الأقل بشكل ملحوظ لدعم قضيتهم، كما يشيرون إلى التكلفة الاقتصادية للإغلاق.

لكن، هذا التفكير يشبه اعتبار لاعب القفز بالمظلات أن سهولة قفزه من الطائرة باتجاه الأرض سبباً كافياً لاستغنائه عن مظلته. وفي الحقيقة، ليست جهوزية خدمة الصحة الوطنية للتعامل مع موجة ثانية من هذه الجائحة أكبر من جهوزيتها في المرة الأولى. وتمثل الخسائر الاقتصادية، إضافة إلى الخسائر في الأرواح، موضوعاً مروعاً إلى حد يجعل التفكير به صعباً.

يعرف بعض الأشخاص داخل مقر رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت من تجربتهم الشخصية الصعبة ما يعنيه الاستخفاف بفيروس كورونا. ليس لدينا تطبيق يعمل، ولا بنية تحتية مناسبة للفحص، ونعاني نقصاً مستمراً في معدات الوقاية وأجهزة التنفس الصناعي، ودور رعاية وضعها هش، لذا فالموضوع لا يستحق هذه المخاطرة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء