Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تغلق بوابات "الأقصى" وتطرد المصلين وتمنع رفع الأذان

تزامن الإغلاق مع قرار محكمة إسرائيلية تأجيل النظر في قضية تهدف إلى إصدار حكم بإغلاق مصلى "باب الرحمة" الذي تمكّن الفلسطينيون من إعادة فتحه في 22 فبراير (شباط) الماضي

قوات اسرائيلية تغلق كل بوابات المسجد الاقصى الثلاثاء 12 مارس (آذار) 2019 (وفا)

أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوابات المسجد الأقصى المبارك كافة وطردت المصلين منه ظهر الثلثاء ومنعت رفع أذان العصر والمغرب والعشاء فيه، وذلك في تطور نوعي نادر الحدوث.

جاء ذلك عقب اقتحام العشرات من قوات الاحتلال الخاصة المسجد الأقصى من جهة "باب المغاربة" إثر اندلاع حريق في مركز للشرطة الإسرائيلية في باحات الأقصى، اتهم الفلسطينيون إسرائيل بافتعاله وتدبيره.

وداهمت قوات الاحتلال مسجد قبة الصخرة واعتدت على نساء وشخصيات دينية من بينها الشيخ واصف البكري، وإحدى الحارسات ما أدى الى إصابة أربعة مصلين واعتقال ثلاثة آخرين.

وعقب طردهم من المسجد الأقصى وباحاته وإغلاق بواباته، اضطر المصلون إلى أداء صلوات العصر والمغرب والعشاء في الشوارع القريبة من بوابات المسجد المبارك، بخاصة في منطقة "باب الأسباط".
 

"باب الرحمة"

وقال عضو مجلس الأوقاف حاتم عبد القادر إن "إشعال النار تزامن مع قرار محكمة إسرائيلية تأجيل النظر في قضية مرفوعة من قبل المفتش العام لشرطة الاحتلال بغية إصدار قرار بإغلاق مبنى مصلى باب الرحمة" في المسجد الأقصى. وأضاف عبد القادر أن حجم "التغوّل الوحشي" لشرطة الاحتلال في مهاجمة المصلين والاعتداء على شخصيات دينية ومدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني والقائم بأعمال قاضي القضاة واقتحام المكاتب ثم إغلاق المسجد الأقصى بوجه المصلين، يشير إلى "أن هذا الحادث مدبّر مسبقاً لتبرير هذا العدوان الهمجي وإرسال رسائل واضحة". وشدد عبد القادر على رفض إغلاق مصلى "باب الرحمة" الذي تمكن الفلسطينيون من إعادة فتحه في 22 فبراير (شباط) الماضي، مؤكداً رفض التعامل مع المحاكم الإسرائيلية في شأن المسجد الأقصى "لأن لا سيادة لإسرائيل عليه".


الرئاسة تحذّر

وأدانت الرئاسة الفلسطينية من جانبها، التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، محذرةً من التداعيات الخطيرة التي سيتسبب بها.

ودعت الرئاسة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لمنع التصعيد في المسجد الأقصى المبارك "نتيجة إمعان قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في انتهاك حرمة المسجد واستفزاز مشاعر المسلمين، من خلال الاقتحامات وانتهاك حرمة الشعائر الدينية".

وحيّت الرئاسة "صمود المرابطين في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين". وأكدت أن الرئيس محمود عباس يجري اتصالات مكثفة بكل الجهات ذات العلاقة، "وتحديداً مع الأردن الشقيق للضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذا التصعيد الخطير".

موقف الأردن

وحمّل الأردن، الذي يتولى رعاية الأماكن المقدسة في القدس، "السلطة القائمة بالاحتلال" (أي إسرائيل) مسؤولية ما جرى في المسجد الأقصى المبارك، واعتبره "انتهاكاً خطيراً لكل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية".

وصرّح وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني عبد الناصر أبو البصل أن "عمان تتابع لحظة بلحظة وباهتمام شديد الأحداث التي تجري في المسجد الأقصى من افتعال أحداث وإيجاد مبررات لإفراغ المسجد من المصلين والمرابطين وإغلاق بواباته والاعتداء بالضرب من قبل شرطة الاحتلال على العاملين في الأقصى والاعتداء على النساء والرجال العزّل"، مضيفاً أن "سلطات الاحتلال تسعى من وراء ذلك إلى تأجيج الصراع الديني في المنطقة".

وشدّد وزير الأوقاف الأردني على قدسية المسجد الأقصى المبارك حرمته عند المسلمين جميعاً، واصفاً الاعتداء عليه بأنه "اعتداء على جميع المسلمين".
 

الأزهر يدين

كما أدان "الأزهر الشريف" بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ساحات المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين فيه، وإغلاق بواباته.

وشدّد الأزهر في بيان على أن هذه "الاعتداءات السافرة، تُعدّ انتهاكاً صارخاً لحرمة بيوت الله، واستمراراً لإجراءات القمع الغاشمة بحق القدس وأهلها ومقدساتها، ما يستفزّ مشاعر المسلمين حول العالم".

وأكد الأزهر "حقّ الشعب الفلسطيني الكامل في الكرامة والحرية والسيادة على أرضه ومقدساته"، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال لاحترام القرارات والمواثيق الدولية.

وقالت حركة فتح بدورها إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وضعت خطةً لإغلاق المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل، من خلال افتعال أزمات متتالية واستفزازات متصاعدة لخلق مشكلة داخل باحات المسجد يتم أخذها كحجة لتنفيذ المخطط.

وأكد المتحدث باسم "فتح" أسامة القواسمي أن "الأقصى خط أحمر، والقدس بكل ما فيها فلسطينية خالصة"، متعهداً عدم السماح "بتمرير المخطط الإسرائيلي مهما كلّف من ثمن".

وقال القواسمي إن "إدخال الخمر وتدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على الشيوخ ورجال الدين، والاعتقالات المتواصلة، وحملة الإبعاد عن القدس والأقصى، والاقتحامات اليومية لعصابات المستوطنين، ما هي إلا إجراءات مخططة مسبقاً تهدف إلى تغيير الحقيقة وتنفيذ المخطط الذي سيقلب الأوضاع تماماً".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط