Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستقبل "المجلس الثقافي البريطاني" في خطر بظلّ الجائحة

وزير مكتب الشؤون الخارجيّة: تأثير الفيروس "هائل" في "عمليّات المجلس وتمويله"

أجبرت جائحة كورونا المجلس على إغلاق معظم مدارسه لتعليم اللغة الإنجليزيّة (غيتي)

حذّر اتحاد نقابي رئيس في بريطانيا من الخطر المحدق بمستقبل المجلس الثقافي البريطاني British Council في غياب تمويل طوارئ حكومي، وذلك مع استمرار تأثير جائحة كورونا في الاستقرار المالي للمجلس.

ويعدّ "المجلس الثقافي البريطاني" British Council، الذي تأسّس في العام 1934، أحد أعرق هيئات التبادل الثقافي في العالم، وهو يؤدّي دوراً رئيساً كـ"قوّة ناعمة" لبريطانيا عبر البحار، فيعزّز الحضور الدولي للمملكة المتّحدة من خلال الفنون والثقافة والتعليم.

ويوظّف المجلس أكثر من ألف شخص في إدارته وهيئاته العامّة، كما أنّه يمثّل مؤسّسة خيريّة مسجّلة ترعاها وزارة الخارجيّة، وينشط في أكثر من 100 بلد وقد تخطّت مداخيله في السنة الماليّة الماضية 1.25 مليار جنيه إسترليني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غير أن حلول جائحة كوفيد 19، وما رافقها من تدابير إغلاق فرضتها الحكومات عبر العالم، أجبرت المجلس على إغلاق معظم مدارسه لتعليم اللغة الإنجليزيّة – التي تمثّل المصدر الرئيس لإيراداته الماليّة – الأمر الذي قاد إلى تحذير من شمول ظاهرة الإغلاق معظم قطاعاته في المستقبل القريب.

وعلى الرغم من الدعم المالي الأخير الذي قدّمته وزارة الخارجيّة البريطانيّة للمجلس، والمتمثّل بمبلغ 26 مليون جنيه إسترليني، فإنّ "اتحاد الخدمات العامّة والتجاريّة" PCS، الذي يمثّل هيئات وأفراداً في "المجلس البريطاني"، قال لاندبندنت إنّ فجوة التمويل التي يعانيها المجلس "ما زالت تُقدّر بـ 40 مليون جنيه إسترليني في الشهر، وهي سوف تستمرّ لأربعة أشهر على الأقل" ريثما يُعاد استئناف العمليات. وقال ناطق باسم الاتحاد المذكور "إنّ المجلس البريطاني أبلغ "اتحاد الخدمات العامّة والتجاريّة" بأنّه سوف يبدأ بمواجهة صعوباتٍ في دفع الرواتب في يونيو (حزيران) المقبل ما لم يحصل على دعم إضافي بأواخر مايو (أيّار) الحالي، وأنّهم ببساطة سوف يفتقرون إلى المال اللازم للاستمرار".

وجرى الإقرار بالصعوبات الماليّة التي يعاني منها "المجلس البريطاني" British Council في ظلّ تدابير مواجهة كورونا برسالةٍ بعثها وزير مكتب الشؤون الخارجيّة نايجل آدامز إلى النائب في البرلمان البريطاني عن الحزب الوطني الأسكتلندي SNP، كريس ستيفنس، الذي يرأس التكتّل البرلماني لـ"اتحاد الخدمات العامّة والتجاريّة" PCS. وقال السيد آدامز في رسالته إنّ "أثر كوفيد 19 في أنشطة المجلس البريطاني وتمويله هائلة، مع اضطرار الغالبيّة العظمى من مراكزه لتعليم اللغة الإنجليزيّة وإجراء امتحاناتها عبر العالم إلى الإغلاق في الوقت الراهن". لكن الوزير أصرّ على التأكيد أن "استمرار التزام مكتب الشؤون الخارجيّة بدعم "المجلس البريطاني" الذي يمثّل العامل الأساس في قوّتنا الناعمة عبر البحار"، وفق قوله، مُشيراً إلى الـ 26 مليون جنيه إسترليني التي أضيفت إلى الدعم للسنة الماليّة 2019-20 في أبريل (نيسان) الماضي. كما أضاف الوزير أنّ نصف الإعانات المقرّرة للمجلس للسنة المالية 2020-21 مُنحت له مُقدّماً خلال الشهر الفائت كبادرة إضافيّة "لتخفيف الضغوط". كما أشار السيّد آدامز إلى أن المسؤولين في وزارته "سوف يستمرّون في التنسيق الحثيث خلال الأيّام والأسابيع المقبلة مع "المجلس البريطاني" لمعالجة آثار كوفيد 19 المنعكسة على أنشطتهم وعمليّاتهم، ولضمان موقع المؤسّسة وقدرتها على الاستمرار في أداء عملها في خضم عالمنا المتحوّل".

وقال ناطق باسم الـ British Council إنّ "تأثير كوفيد 19 في الوضع المالي للمجلس جاء عميقاً". وأضاف قائلاً إنّهم يجرون "محادثات بناءة مع الحكومة البريطانيّة للتوصّل إلى حلّ. إذ تزامناً مع بدء تعافي العالم من الجائحة، فإنّه من المهم أكثر من أيّ وقتٍ مضى التأكّد من حضور بريطانيا الدوليّ، ومن دورها الواضح والموثوق. فنحن نودّ أن نكون هناك، ونؤدّي دورنا".

وكان "المجلس البريطاني"، الذي يُعدّ مؤسّسة خيريّة مُسجّلة، واستناداً إلى إجراء يومي قُدّم إلى البرلمان البريطاني الشهر الماضي ووقّعه 35 نائباً، قد أغلق 203 مدارس من أصل الـ221 حول العالم، وأشار إلى ما يمثّله ذاك الإغلاق من "آثار كارثيّة في احتياطيّات المجلس الماليّة". وفي رسالة بُعثت إلى وزارة الشؤون الخارجيّة يوم الاثنين الماضي، من قِبل "جامعة المجلس للغات الحديثة"، التي تعتبر نفسها أحد "أوثق حلفاء" "المجلس البريطاني"، وُجِّه أيضاً نداء إلى الحكومة البريطانيّة للتحرّك العاجل وضمان استمرار "المجلس البريطاني" ذي الدور "الفعّال" والمهم للحكومة. وجاء في الرسالة: "الآن هو الوقت الذي ينبغي أن ننظر فيه إلى سبل استمرار منظّمة كالمجلس البريطاني بمتابعة عملها أمام التحدّيات العالميّة من ناحية الدور الدوليّ والعلاقات الثقافيّة التي طُرحت أخيراً مع جائحة كورونا والبريكست". وأشارت الرسالة إلى ما "نواجهه من تدابير إغلاق عالميّة غير مسبوقة، والتي تحتّم على الحكومة في ظلّ الظروف الراهنة اتخاذ أفعال فوريّة لتلافي إغلاق أحد المعاهد التي من شأنها أنّ توفّر لنا منفذاً من أزماتنا، والتي تستمرّ في مدّ الأجيال الصاعدة من قادة العالم ومُعلّميه بالحساسيّات الثقافيّة، ومشاعر التعاطف، والرؤى للخوض في مسالك عالمنا المُتشعّب".

وقال مارك سيروُتكا، الأمين العام لـ"اتحاد الخدمات العامّة والتجاريّة" PCS إنّه "من غير الصائب أن يكون تحت التهديد اليوم أحد أهم معاهدنا وأعزّها وأكثرها مساهمة في وضع بريطانيا على خريطة العالم. إذ إنّ العاملين في "المجلس البريطاني" يجهدون في تقديم الصفوف التعليميّة وتعزيز المعرفة باللغة الإنجليزيّة ونشرها حول العالم، في أكثر من 50 بلداً. وأضاف سيروتكا أنّ "الحكومة قامت سلفاً بتخصيص المال اللازم لحماية العمّال ومشاريع الأعمال التي تواجه الصعوبات في ظلّ جائحة كورونا. وقد آن الأوان للقيام بالأمر ذاته تجاه "المجلس البريطاني" وجميع العاملين فيه".             

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار