Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد قرارات بوتفليقة... المؤسسة العسكرية تراقب من بعيد

قال قائد الأركان لضباط من الجيش الجزائري، عشية عودة بوتفليقة من جنيف، إن "الوضع غير مريح في البلاد، لكن لا خوف، سأعمل المستحيل من أجل حماية البلاد ومنع حدوث أي فوضى".

توسعت الاحتجاجات في الجزائر إلى قطاعات أخرى كانت في وقت قريب من الممنوعات، بعدما خرج القضاة إلى جانب الطلاب والمواطنين رفضاً للقرارات التي أصدرها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وبات الوضع يتجه نحو مزيد من التوتر مع اقتراب يوم الجمعة، الذي يهدد الجزائريون بجعله "جمعة الحسم". وعلى الرغم من أن الجميع في الجزائر ينتقد القرارات التي وصفت بمحاولة استغباء الشعب والالتفاف على مطالب الشارع، تبقى المؤسسة العسكرية أكبر غائب عن الحدث، بعدما نشطت خلال الأيام الماضية في عدد من الرسائل الموجهة من قِبل رئيس الأركان في الجيش أحمد قايد صالح.

العسكر يلتزم الصمت

يتحرك الجميع في الجزائر بعد قرارات الرئيس بوتفليقة، بينما ثبتت المؤسسة العسكرية موقفها عند نقطة تفهم مطالب الحراك الشعبي المتعلقة برفض ترشح بوتفليقة إلى ولاية خامسة، في محاولة للبقاء في مركز المُتحكم بالاتجاهات التي ستنتهي إليها الخيارات السياسية في البلاد.

وأعلن قايد صالح، في آخر كلمة ألقاها أمام قيادات عسكرية في العاصمة الجزائرية، أن "الجيش والشعب يملكان الرؤية نفسها للمستقبل، وهناك روابط قوية نابضة بالحياة بين الشعب والجيش". وأضاف أن "صور التضامن والتلاحم بين الشعب وجيشه في كل الظروف والأحوال، خصوصاً أثناء المحن والملمات والكوارث الطبيعية، نابعة من رؤية موجودة تجاه الوطن ورؤية مشتركة لآفاق مستقبل الجزائر الواعد، التي يبقى شعبها عارفاً بخفايا عالم لا يرحم، يطبعه الغليان ويموج بالعديد من الأحداث والمتغيرات الطارئة والمدبرة".

قائد الأركان يحذر

على الرغم من أن بيانات المؤسسة العسكرية كانت تصنع الحدث إلى جانب الحراك، وتكشف في كل مرة عن خفايا ما هو حاصل في هرم السلطة ومستقبل البلاد، فإن صمتها منذ إعلان الرئيس بوتفليقة قراراته، التي رفعت من حدة الغضب والاستياء في الشارع، دفع العديد من الأطراف إلى الحديث عن فترة الترقب بعيداً من أي تأويلات.

 

وكشف مصدر رفيع لـ "اندبندنت عربية" عن أن قايد صالح قال للضباط، عشية إصدار الرئيس بوتفليقة قراراته، خلال وجوده في المدرسة العسكرية بالرويبة بالعاصمة، إن "الوضع غير مريح في البلاد، لكن لا خوف. سأعمل المستحيل من أجل حماية البلاد ومنع حدوث أي فوضى". وختم "لا أحد في الجزائر يمكنه المساس بي أو بمكانتي"، وهو التصريح الذي يوضح سر صمت المؤسسة العسكرية خلال الفترة التي أعقبت صدور قرارات الرئيس، على اعتبار أنه جرى الاتفاق بين أقطاب النظام على إخراج الجيش من الخصام.

تصريحات مرتبكة

تدرج الجيش الجزائري في بياناته أو تصريحاته منذ بداية الحراك. كان موقفه يختلف من بيان إلى آخر بشكل يشي أن الوضع ليس على ما يرام. إذ بدأ باستعداء الحراك الشعبي واصفاً التظاهرات بالنداءات المجهولة، والمتظاهرين بالمغرر بهم، قبل أن يتراجع عن ذلك، حين دعا قائد الأركان الشعب إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار، وتحدث بإسهاب عن العلاقة الطيبة بين الجيش والشعب. وهو ما اعتبر تطوراً لافتاً في موقف الجيش، بغض النظر عن مدى اقتناع جنرالات المؤسسة العسكرية بالمسألة الديمقراطية وإرادة الشعب، وهي الخطوة التي هدّأت من روع الشارع، الذي كان يتخوف من أن يدير الجيش ظهره، خصوصاً أن "فئة واسعة من إطارات المؤسسة من شباب ما بعد الاستقلال، الذين بلغوا أعلى المناصب والرتب بفضل المستويات الجامعية والتعليمية التي بلغوها، ترفض استمرار الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة وهو في وضعه الصحي الحالي"، وفق ما يقول المصدر، الذي أكد وجود اجماع داخل المؤسسة العسكرية أفرز القرارات التي اتخذها بوتفليقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع اقتراب جمعة الحسم، كما يصفها الشارع، تزداد المخاوف من حدوث انزلاق متعمد من جهات لا تروقها سلمية المسيرات واستمرار الضغط على النظام، من أجل دفع المؤسسة العسكرية إلى التدخل للحفاظ على الأمن والاستقرار.

من هو قائد أركان الجيش الجزائري؟

يعتبر قايد صالح الذراع القوية للرئيس بوتفليقة، وازداد التوافق بين الرجلين حينما نجح صالح في دفع بوتفليقة، في العام 2015، إلى إطاحة أقوى رجل في الجزائر، هو الجنرال محمد مدين، المدعو توفيق، من قيادة جهاز المخابرات، بعدما شغل هذا المنصب نحو 25 سنة.

ويتردد اسم قايد صالح إلى جانب سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس، في قيادة البلاد منذ اصابة الرئيس بوتفليقة بجلطة دماغية وتدهور صحته.

وكان بوتفليقة عيّنه في منصب قائد أركان الجيش ونائباً لوزير الدفاع في العام 2013، وهو الاختيار الذي لم يكن اعتباطياً، فالرجل لم يكن من جنرالات النواة الصلبة، كالجنرال توفيق واللواء خالد نزار، بل بقي في الظل يعمل بناءً على توجيهات الرئيس، ويرفع دائماً شعار "الجيش يقدس مهماته الدستورية ومتمسك بشدة بقوانين الجمهورية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي