Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السينما المصرية تواصل نزيف الخسائر بسبب إلغاء موسم عيد الفطر

كورونا يجبر دور العرض على الإغلاق ويؤجل أحلام السقا وعز وكريم وفهمي

أحمد عز في فيلم "العارف – عودة يونس"  (مواقع التواصل الاجتماعي)

أطاح كورونا مئات الملايين وأحلام كبار نجوم السينما المصرية، بسبب استمرار قرار إغلاق دور العرض المصرية في موسم عيد الفطر رغم آمال صناع السينما في تعويض خسائرهم الكبيرة منذ اجتياح الفيروس البلاد، وإغلاق دور العرض التي لم تتعرض له من قبل، إذ إنها المرة الأولى في تاريخ الفن المصري التي يتم فيها إغلاقها منذ السبعينيات.

وكان من المفترض أن تحول أفلام عيد الفطر الموسم لـ"تكسير العظام" بين كبار نجوم السينما المصرية، حيث يتنافس خلاله 5 أفلام على كعكة الإيرادات، معظمها أفلام ضخمة الميزانية.

خمسة أفلام ضخمة

وعلى رأس قائمة الأفلام  يأتي "العنكبوت"، الذي يعود به أحمد السقا إلى الشاشة الكبيرة بعد غياب نحو 3 أعوام منذ تقديم آخر أفلامه "هروب اضطراري"، وهو من تأليف محمد ناير، وإخراج أحمد نادر جلال، ويشارك في بطولته منى زكي، وظافر العابدين، ويسرا اللوزي. وهو من الأفلام التي تتجاوز ميزانيتها 80 مليون جنيه (نحو 5.5 مليون دولار)، وقد تم تأجيله من موسم الصيف الماضي لعدم انتهاء مراحل تصويره النهائية.

أما الفنان كريم عبد العزيز، فبعد نجاحه المدوي بفيلم "الفيل الأزرق 2"، كان  يستعد لطرح فيلمه الجديد "البعض لا يذهب للمأذون مرتين" في موسم عيد الفطر، والعمل أيضا يندرج تحت قائمة الميزانيات الضخمة حيث تقترب ميزانيته من 5 ملايين دولار، ويشاركه في البطولة ماجد الكدواني، ودينا الشربيني، وبيومي فؤاد، وغادة عادل، بالإضافة إلى ضيوف شرف أبرزهم أمير كرارة وأحمد فهمي وعمرو عبد الجليل، وهو من إخراج أحمد الجندي، ومن تأليف أيمن وتار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكعادته ينافس أحمد عز بأفلام الميزانيات الضخمة في المواسم الكبرى، وكان من المفترض أن يشارك بفيلم "العارف – عودة يونس"، في موسم العيد المُلغى، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم، بينهم، أحمد فهمي، ومصطفى خاطر، ومحمود حميدة، وكارمن بصيبص، وفتحي عبد الوهاب، والفيلم من تأليف محمد سيد بشير، وإخراج أحمد علاء الديب.

ويبدو أن فيلم "ديدو" للفنان كريم فهمي، سيظل يعاني الحظ السيء، فرغم تأجيله مرتين من قبل بموسمي رأس السنة ونصف العام، كان مقررا عرضه بموسم عيد الفطر ولكن مع أزمة "كورونا" سيضطر للتأجيل لموسم ثالث. ولا أحد يعلم متى سيفرج عنه في ظل غموض وضبابية الحالة السينمائية بسبب الوباء؟

"ديدو" يشارك في بطولته مع كريم فهمي، كل من حمدي الميرغني، ومحمد ثروت، وهدى المفتي، وبيومي فؤاد، ومن ضيوف الشرف أحمد فهمي، وهشام ماجد، وشيكو، وهو من تأليف كريم فهمي، وإخراج عمرو صلاح.

أما الفيلم الخامس الذي أطيح من العرض في موسم العيد، وكان ضمن الخريطة فهو "يوم 13"، والمميز بالفيلم أنه أول فيلم "ثري دي" مصري وعربي، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والغموض، ويشارك في بطولته أحمد داوود ودينا الشربيني وشريف منير وجومانا مراد ومحمد ثروت ونسرين أمين وأروى جودة وأحمد زاهر، وهو من تأليف وإخراج وائل عبد الله.

 

 

منحنى خطير

أزمة غلق دور العرض بسبب كورونا لها الكثير من الخسائر على كافة الأصعدة، عن هذا يقول الناقد المصري طارق الشناوي لـ"اندبندنت عربية"، بالتأكيد السينما تعاني منحنى خطير، يؤثر في كل شيء، فهناك دورة رأسمال تضخ في الصناعة، وهذه الدورة توقفت بشكل كبير ولأجل غير معلوم، حيث إن المنتج يكلف العمل ثم يحصل على العائد أو الإيرادات فيدخل في عمل آخر. ولكن يبدو أن هذه العملية ستتوقف حتى تتضح الرؤية الضبابية للوضع السينمائي الحالي، الذي يرتبط بشكل وثيق بالحالة العامة.

وأضاف، أنه لا يذكر أن عيد الفطر قد توقف منذ بداية السينما، فلم تتوقف دور العرض أبداً إلا مرة في عام 1973، حينما كان يعرض فيلم "خلي بالك من زوزو"، وكان الجنود على الجبهة والبلد في حالة غليان. وهنا توقف عرض الفيلم احتراماً لما تمر به البلاد.

الأمل بعيد الأضحى

تابع الشناوي، أن هناك أملاً كبيراً في موسم عيد الأضحى ليتم تعويض الخسائر وعرض الأفلام المؤجلة ذات الميزانيات الضخمة، ولكن نحن أمام ثلاثة احتمالات لا بد أن نتعامل معها. الاحتمال الأول أن يكون فيروس كورونا حالة استثنائية قصيرة الأمد وسيتم اجتيازها. وهذا ربما يستغرق شهوراً. والاحتمال الثاني أن تكون الفترة الاستثنائية متوسطة الأمد، وهذا يعني أننا سنعاني عاماً آخر. أما الاحتمال الأخير والأسوأ هو أن يكون الوضع دائماً مع الفيروس، ونضطر للإجراءات الاحترازية طوال العمر.

وأعتقد أن هناك قراراً أوروبياً بافتتاح دور العرض السينمائية مع تقليل عدد الجمهور للربع تقريباً، وهذا حل قد ينقذ الأمور، ولكن بالطبع سنضطر لانتظار نتيجة التجربة الأوروبية حتى نطبقها في مصر، وطبعاً تقليل عدد الجمهور سيؤثر في الإيرادات لكن كما يقولون؛ "نصف العمى ولا العمى كله"، ويمكن التغلب على الأزمة بتقليل عدد الأفلام وعرضها بالجمهور المحدود بشكل مكثف حتى تسترد تكاليفها على الأقل.

واستبعد الشناوي إمكانية عرض الأفلام السينمائية الضخمة بالمنصات الإلكترونية الشهيرة عوضاً عن العرض السينمائي. وأوضح أن المنصات لن تعوض الناحية المادية والتكاليف، فمستحيل أن تغطي سعر تكلفة الفيلم، وأيضاً لا شيء يمكن أن يغني عن السينما ودور العرض فهي الحياة السينمائية الحقيقية.

 

نزيف لا يتوقف

من جانبه، أكد المنتج وائل عبد الله، أن ما يحدث بسبب كورونا والاحترازات وقرارات الإغلاق تسبب في خسائر سينمائية ضخمة للجميع منذ بداية الأزمة، ولم يتوقف النزيف حتى الآن، بل زاد الطين بلة توقف موسم عيد الفطر، الذي كانت تعقد عليه آمال كبيرة.

وأوضح عبد الله، أن الجميع  يتعرض لخسائر مالية منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، وهو واحد منهم على وجه التحديد بحكم امتلاكه دور عرض سينمائية، بها موظفون وعاملون وتكاليف مادية كثيرة، وهو ما عرّضه إلى خسائر كبيرة اختتمها إلغاء موسم عيد الفطر.

وشدد عبد الله على أن الرؤية شديدة الضبابية للحياة بوجه عام بخاصة السينمائية وحتى أفضل الحلول وهو تشغيل السينما بربع عدد الجمهور حل مفزع بالنسبة لصناع السينما لأننا سنخسر كثيراً، ومستحيل أن يعوض عدد الجمهور المقترح ما سنخسره، لدينا تكاليف إنتاج فيلم ومصروفات خدمات ثابتة  كالكهرباء والمياه وتشغيل المعدات وصيانتها. وعموما فالاقتراح لا أراه مناسباً ولا أرحب به بحكم خبرتي والدراسة المنطقية للوضع الراهن والمتوقع. وعلينا الانتظار حتى نرى ما تخبئه لنا الأيام وبناء عليه يتم تجميد الحياة السينمائية تماماً من عرض وإنتاج حتى نرى طريقنا بوضوح.

لا للمنصات الإلكترونية   

ورفض عبد الله أيضاً فكرة البيع للمنصات الإلكترونية في حالة استمرار الاحترازات الخاصة بفيروس كورونا بتأثيراتها السلبية على دور العرض وقال، الأفلام المصنوعة ضخمة الميزانية، لذلك لن تغطي المنصات الإلكترونية سعر التكلفة الخاصة بفيلم، فمستحيل أن تشتري هذه المنصات فيلماً بـ80 مليون جنيه (5 ملايين دولار)، ولهذا هي ليست حلاً لصناع السينما على الإطلاق ولا للمنتجين.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون