Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تسجيل منسوب إلى ابن علوي يعيد النبش في "تسجيلات القذافي"

الوزير لا يرد والسفارة العمانية في لندن تقول "لا علم لنا بالموضوع"

يشغل يوسف بن علوي منصب وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان منذ 1997 (أ.ف.ب)

يبدو أنّ مكتبة تسجيلات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي مع السياسيين العرب لم تُذِع كل ما لديها، فالتسجيلات التي بدأت التسرّب منذ 2011 عاودت تقديم مادة جديدة لحوار بين الرئيس الليبي ووزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، لم يتسنَ لنا التأكّد من مدى صحته.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتياً منسوباً إلى الوزير العماني، تناول فيه الشأن السياسي السعودي مع معمر القذافي، الذي كانت علاقته سيئة جداً مع الرياض، وصلت إلى اتهام السعوديين له بمحاولة اغتيال العاهل السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز.

التسجيل الذي أثار جدلاً واسعاً تحدّث فيه القذافي عن موقفه من الرياض، ومشروع التقسيم الإثني للمناطق السعودية المختلفة، بينما كان ابن علوي حَذراً ومكتفياً بالموافقة على عدد من رؤى القذافي، حتى بدأ الحديث عن رؤيته للتغيير بالمنطقة.

ولم نتلقَ أي تعليق من قِبل مكتب الوزير، أو ردّ حول ما ورد في التسجيلات ومدى صحتها، كما لم نتلق جواباً من وزارة الخارجية في مسقط رغم تواصلنا معها، سوى نفي السفارة العمانية في لندن علمها بأي شيء يخصّ الموضوع، مؤكدة أنها ليس لديها أي فكرة عن التسجيلات.

"البديل موجود"
بينما بدأ القذافي حديثه عن زيّ ابن علوي، مُبدياً إعجابه بخِنجره الذي يلفّه على خاصرته، ما لبث أن نقل الحديث إلى الوضع الإقليمي ورؤيته للمنطقة، كما تبيّن في تسجيل اللقاء المزعوم الذي جرى منتصف العقد الماضي بين 2005 و2007، كما اتضح من مجريات الحوار الذي تطرّق إلى فشل جون كيري في انتخابات 2004 أمام الرئيس الأسبق جورج بوش، عندما زعم القذافي أن أعضاءً في الحزب الديمقراطي التقوه، وأفصحوا له عن أنهم "كانوا ينوون إحداث تغيير في السعودية"، لولا "خسارة كيري الانتخابات".

ويواصل الرئيس الليبي حديثه عن لقاءاته النواب وأعضاء المخابرات الأميركية الذين "زاروه في طرابلس"، وأخبروه أن النظام السعودي "منتهي الصلاحية"، ليسارع ابن علوي للتعقيب قائلاً: "انتهى دورهم"، إلا أنّ ما يعطِّل هذا التغيير حسب القذافي هو "بحث الأميركيين عن بديلٍ"، وهو ما أجاب عنه ابن علوي بـ"البديل موجود. البديل أكيد موجود"، ليتسلّم بعدها دفة الحديث من القذافي، ويشرح رؤيته للتغيير.

محركات التغيير
يبدأ يوسف بن علوي حديثه بثقة عن حتمية التغيير، لكن الأمور تحتاج إلى بعض الوقت، إلا أنّ محرك التغيير بالنسبة إليه لا يأتي من واشنطن كما يرى القذافي، بل من طهران التي وصفها بـ"المحرِّك الكبير"، الذي سيبدأ لعب دوره الإقليمي خلال أربع أو خمس سنوات، أي في 2010، الأمر الذي يتطابق مع خريطة المنطقة السياسية بعد ذلك.

إلا أنّ القذافي وبلغته القومية المعتادة يتساءل: ما مصلحة العرب في أن تقود إيران التغيير في الخليج؟ وهو ما يردّ عليه الوزير العماني وفقاً للتسجيلات: "طبعاً، التغيير السلميّ أفضل، لكن الأمور تتفاعل بشكل كبير. وفي الرياض يخشون هذا الوضع"، يقصد الدور الإيراني.

أمّا المحرك الثاني للتغيير، كما ورد في التسجيلات، فهو "الإرهابيون السعوديون" الذين يشاركون في الحرب العراقية ضد القوات الأميركية في حينها، "السعوديون في العراق يقدّرون بأربعة آلاف مقاتل، بعد تجفيف العراق أين سيذهبون؟"، وهو ما يثير إعجاب القذافي.

ويتحدّث التسجيل المنسوب إلى يوسف بن علوي عن أدوار الدول الإقليمية في التغيير السعودي، قائلاً "اليمن مؤثرٌ مهمٌ في الأحداث بالسعودية، لكن الانقسامات والحاجة حدّت من تأثيره"، أمّا "بقية دول الخليج فتأثيرها محدود، باستثناء الرجل الجسور حمد بن خليفة (أمير قطر في حينها)"، ويضيف مستدركاً: "الأميركان أيضاً عندهم خطة. صحيح الذي فعلوه في العراق كان كارثة، لكن ربّ ضارة نافعة"، مؤكداً موقف القذافي "كلامك عين الصواب، وهو ما ينبغي أن يكون".

التسجيلات القطرية تعود إلى الذاكرة
التسجيل الأخير أعاد إلى الذاكرة الخليجية واقعة مشابهة حدثت مع أمير قطر السابق حمد بن خليفة، وكذلك مع حمد بن جاسم والقذافي، الذي كان يحب على ما يبدو تسجيل مكالماته ولقاءاته مع السياسيين لأسباب غير معروفة، ليكتب لها الإفراج بعد وفاته.

وتضمّنت التسجيلات، التي أكد صحتها حمد بن جاسم في لقاء تلفزيوني، قناعة الدوحة حول "اتجاه السعودية نحو التقسيم"، نتيجة ما وصفه بـ"البركان" الذي سيضرب المنطقة، داعياً القذافي إلى التنسيق مع المسؤولين السعوديين الذين يرتادون الدول الأوروبية للعمل على هذا المشروع.

وبرر ابن جاسم حديثه ذاك، في لقاء مع التلفزيون القطري، بأنه لم يكن "سوى محاولة لاستدراج القذافي"، لاستعادة أموال استثمرتها الدوحة في ليبيا، وجرى الاستيلاء عليها من قِبل النظام في طرابلس، مؤكداً "عدم جديته في الحديث الذي قاله". إضافة إلى تسجيل آخر لأمير البلاد في حينها، تضمّن الدلالات والأفكار ذاتها في التنسيق مع القذافي حول "تشكيل الدولة الخليجية الكبيرة وفق أسس إثنية".

وترحّب "اندبندنت عربية" بأي تعليق أو تعقيب أو نفي عماني حول ما ورد في هذه المادة المستقاة من التسجيل المتداول، وكما سعت الصحيفة للحصول على توضيح رسمي حيالها، فإنها ستضمن نشر وجهة النظر العمانية حول الموضوع في حال رغبت في ذلك.

المزيد من العالم العربي