Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهرجان غوتنبرغ للفيلم العربي يلجأ الى الفضاء الرقمي

يقدم صورة شاملة عن الإنتاج السينمائي الراهن ويفتح بابا للحوار الثقافي

صالة في الهواء الطلق في غوتنبرغ بعد انتشار كورونا (وسائل التواصل)

أعلن مهرجان غوتنبرغ للفيلم العربي عبر موقعه الإلكتروني عن بدء التحضيرات للدورة الثانية بين 15 و 20  سبتمبر (أيلول) المقبل من خلال توجيه الدعوة للمخرجين العرب لتسجيل أفلامهم الوثائقية والروائية.

وقال مدير ومؤسس المهرجان المخرج والروائي الفلسطيني فجر يعقوب ل "اندبندنت عربية": "إن ما يميز هذه الدورة من المهرجان هو انسجامها وتكيفها مع سياسة السويد الخاصة بمكافحة فيروس كورونا. وهكذا فإن عرض الأفلام وتحكيمها سيتمان عبر الفضاء الرقمي، على أمل أن تتحقق دورة الحياة العادية في المستقبل ليصار إلى اجراء المهرجان في دورة جديدة تنهل من خصوصية الحاضن الثقافي الذي تشكله مدينة غوتنبرغ (جنوب غرب السويد) في الذاكرة الاسكندنافية، وتعيد تشكيله في فضاء انساني أوسع وأشمل".

وقال يعقوب: "إن إطلاق المهرجان من مدينة غوتنبرغ "عروس اسكندنافيا" أو "لندن الصغرى" كما تسمى، إنما يحمل أبعاداً بالغة الأهمية، لكون المدينة تتميز بحضور ثقافي باذخ، يمكن من خلاله تحري هوية الانسان العربي الجديد في دوله، كما في دول الشتات من خلال إشراك الأفلام الروائية و الأفلام القصيرة والوثائقية التي تسهم في خلق صورة واعية ومؤثرة تبرز مشاكل انسان العالم العربي وهمومه في مواقع تواجده المختلفة".

ويعد الهدف الرئيسي من إطلاق المهرجان في نسخته العربية هو أن يساهم في خلق فرص للحوار المشترك بين المخرجين العرب والمخرجين الأجانب، اضافة الى صنّاع الأفلام المنهمكين بسبر أغوار المجتمعات العربية كما حدث في الدورة الفائتة على سبيل المثل، حين افتتحت الدورة بفيلم "البرج" للمخرج النرويجي ماتز غرورد، وهو الفيلم الذي استغرق من المخرج إقامة مدة عامين في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين (بيروت) لإنجازه.

ويبحث المهرجان في سياسته المعلنة عن أفلام وثائقية وأفلام روائية قصيرة تصف وتحلل وتشرّح بعمق المشكلات المتجذرة في الواقع العربي. هذا بالاضافة الى تحديات يواجهها المهاجرون من أصول عربية في مختلف بلدان المهجر، بخصوص الإرتياب والإرتياب المتبادل مع الآخر، وخاصة في ظروف تصاعد المد اليميني العنصري في معظم البلدان الأوروبية. ويقارب مهرجان غوتنبرغ للفيلم العربي في توجهاته الفنية والعملية الموضوعات ذات الأبعاد الفنية والتعبيرية والتي تحمل طابعاً تجريبياً، بغية إفساح المجال أمام الجيل السينمائي الشاب المغامر في سياق بحثه المحموم عن هوية فنية ضامنة وأصيلة. ويطمح المهرجان لأن يكون قناة مستقبلية في توزيع الأفلام الأقل شهرة في بلدانها ليكون بمثابة أداة وصل مع مختلف المهرجانات التي تغطي عموم القارة الأوروبية.  

والجدير بالذكر أن مهرجان غوتنبرغ للفيلم العربي الذي أعلن عن انطلاقته في العام الماضي هو مؤسسة مستقلة منبثقة عن "أماليا للثقافة والفنون" التي تتخذ من أراضي السويد مكاناً ثابتاً لممارسة أنشطتها الثقافية المتعددة. وهي تتوجه في الوقت الحالي، عبر هذا المهرجان، إلى المخرجين العرب للمشاركة بأفلامهم. وتأتي هذه الدعوة ايماناً منها بضرورة تعميق الحوار مع الآخر في وقت حرج ومتعثر بدا فيه أن هذا الحوار معرض للقطيعة الشاملة، مع ظهور نزعات متطرفة واقصائية من كلا الطرفين، بأمل أن تتوسع في أنشطتها الأخرى مثل الاحتفاء بالرواية والشعر العربيين انطلاقاً من مدينة غوتنبرغ.

المزيد من سينما