Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير إسرائيلي يتحدث عن بقاء إيران في سوريا

توقعات بأن يغرق البلد أكثر في أزمة مالية لكنه يسعى إلى إظهار القوة هنا وهناك عبر أذرعه المختلفة وإبقاء الداخل خارج معادلات الحرب

أفراد من الحرس الثوري في عرض عسكري في طهران في 22 سبتمبر (أيلول) 2018 (أ.ف.ب)

إيران في مشكلة كبيرة ولا نراها ستعود إلى برنامجها النووي على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة وعلى الرغم من التحذيرات من ذلك، هذا ما قاله ضابط إسرائيلي كبير خلال تقريرٍ قدّمه لتقييم وضع إيران بعد أربعين عاماً على الثورة.

"اندبندنت عربية"، حصلت على معلومات حصرية من هذا التقرير الذي يبدو أنه لم يرقْ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي لا زال يصرّ على أن إيران تمتلك برنامجاً نووياً وستعود إليه قريباً أو إنها تحاول سراً.


الضابط الكبير سرد الوضع القائم في إيران اليوم، وأشار إلى أن هناك قوّتين متصارعتين داخل إيران، الأولى، بقيادة حسن روحاني وزملائه الذين يرون أن المشكلة تكمن في الإصلاحات الاقتصادية وتحرير الاقتصاد من قبضة حرس الثورة والعودة إلى محاورة الغرب، والتحالف معه، أما القوة الثانية، بقيادة قاسم سليماني الذي يرى أن على إيران أن تكون قوية خارجاً لذلك يجب مساندة سوريا والحوثي في اليمن والحشد الشعبي في العراق وحزب الله وحماس والجهاد وفنزويلا وجهات أخرى أفريقية وفي أميركا اللاتينية، لأن إستراتيجية سليماني تعني أنه عندما تكون إيران قوية في الخارج يخاف منها الآخرون ويأتون لمفاوضتها.


ثم يستطرد الضابط في تقريره قائلاً، إن المرشد الأعلى خامنئي يتخبّط بين القوتين إلا أنه يميل إلى قاسم سليماني، لذلك يترك روحاني وزملاءه يلعبون في الهامش، ويستغلهم لإظهار صورة الإصلاح أمام الغرب. فهو يستطيع في أيّ لحظة أن يتخلّص من روحاني وظريف وزملاءهما إلا أنه يصغي لنبض الشارع الإيراني الذي بدأ يضيق ذرعاً بتسلّط حرس الثورة على كل شيء وتحويل مليارات الدولارات سنوياً إلى سوريا واليمن والعراق وحزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى على حساب الشعب الإيراني.


الضابط يقول خلال تقريره، إن إيران تستمرّ بتدريب المنظمات الإرهابية ومدّها بالمال والأسلحة غير آبهةٍ بأيّ تهديدٍ أو حملاتٍ لردعها عن ذلك. ويعطي مثلاً، حملة إسرائيل لإبعاد إيران من سوريا، ويقول، إيران باقية هناك وهي لم تدخل لتخرج، وإن الأمر لن يكون سهلاً أو قريباً لأنها تغلغلت في النظام السوري إلى حدٍ كبيرٍ، وضباط حرس الثورة يقودون كتائبَ وفرق الجيش السوري. كما أن إيران من جهة أخرى غير معنية بمواجهة إسرائيل، لذاك ستراوغ وتناور لتبقى في أماكنَ معينة، وقواتُ حرس الثورة تغيّر من مواقعها وتنتقل بين موقع وآخرَ داخل الأراضي السورية بل وتتموضع في مواقع تابعة للجيش السوري وتمتزج معه.


أما عن الاتفاق النووي والوضع الجديد فجاء في التقرير، أن إيران ستستمرّ في التحايل على العقوبات وسوف تهرّب النفط، وهم خبراء في التهريب والتحايل،  فالوضع الاقتصادي يضغط في الآونة الاخيرة والداخل الإيراني يغلي ولكن حتى الآن لا نرى إمكانية لثورة أو حراك شعبي كبيرٍ على غرار الثورة الخضراء في العام 2009.


التقرير الذي أعده المسؤول عن ملف إيران، يفيد بأن إيران على الرغم من تهديداتها وإشاراتها إلا أنها لن تعود لتفعيل برنامجها النووي الذي أوقفته بعد الاتفاق مع الولايات المتحدة والدول الخمس لأنها لا تريد خوض مغامرة مع إدارة ترمب من جهة، وهي غير قادرة على مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، وتعول على خداع أوروبا وإغرائها بالصفقات الكبيرة للخروج من أزمتها المالية من جهة أخرى.


التقرير يتوقع غرق إيران أكثر في أزمة مالية ومحاولات إظهار القوة هنا وهناك عبر أذرعها المختلفة وإبقاء الداخل الإيراني خارج معادلات الحرب ومحاولة امتصاص غضب الشارع بسبب هذه الأزمة والتضخم المالي وشحّ السلع وازدياد الفقر، إلا أن التقرير يشير إلى إمكان انهيار نظام الملالي في أي لحظة إذا كان هناك حراك جديّ وواسع، علماً أن النظام يقمع وبقسوة التظاهرات ويقوم بقتل الناشطين لردع الآخرين.


أما عن خط طهران – المتوسط، الذي تنوي إيران إنشاءه عبر العراق وسوريا، كتب الضابط، أن هذا الأمر غير مقبول عند إسرائيل التي عليها منع حدوث ذلك بكل وسيلة من دون أن يفصّل كيف وبأي طريقة.


مسؤولٌ في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي رفض التطرّق إلى الموضوع والرد على أسئلتنا.

المزيد من الشرق الأوسط