Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قمة هواوي تنطلق على وقع حرب تقنية بين واشنطن وبكين

الحظر الأميركي الجديد سيؤثر في خدمات الشركة المقدمة لنحو 3 مليارات شخص

رئيس شركة هواوي متحدثاً في القمة التي انطلقت اليوم الإثنين في الصين (أ. ف. ب.)

تنطلق اليوم الإثنين 18 مايو (أيار)، في الصين قمة هواوي العالمية للمحللين "2020 Huawei Global Analyst"، وتستمر حتى 20 مايو (أيار) الحالي، وستركز هذا العام على الكيفية التي يمكن العمل بها لبناء عالم ذكي مترابط بالكامل على مدى السنوات العشرين إلى الثلاثين المقبلة، وستناقش آفاق التعاون في فتح إمكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمعالجة عدم اليقين مستقبلاً، وكيف يمكن للابتكار المستدام أن يقود التقدم الاجتماعي، والإجراءات اللازمة لتنمية الصناعة وبناء النظم البيئية التي تعزز النجاح المشترك لجميع المعنيين.

وينعقد هذا الحدث في ظل حرب تقنيات مشتعلة بين واشنطن وبكين، تغذيها الاتهامات الأميركية للصين بشأن وباء "كوفيد -19" الذي ظهر في البلد الآسيوي وانتشر في العالم، وبعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقطع العلاقات مع الصين، ورفضه أخيراً التحدث إلى نظيره الصيني شي جينبينغ.

وحرصت هواوي على اغتنام فرصة انعقاد القمة لتوجيه رسالة شديدة اللهجة للولايات المتحدة متهمةً الحظر الأميركي الجديد بأنه "تعسفي ومؤذ ويهدد بتقويض قطاع التكنولوجيا على المستوى العالمي". وقالت هواوي إن الحظر الأميركي الجديد من شأنه أن يؤثر على خدمات الاتصالات التي توفرها  لأكثر من 3 مليارات شخص حول العالم يستخدمون منتجات وخدمات الشركة الصينية العملاقة بحسب ما رود في بيان لها تلقت "اندبندنت عربية" نسخة منه. واستهدف الحظر الأميركي الجديد عمليات شراء هواوي لـ"أشباه النواقل" التي تقول الولايات المتحدة إن الشركة الصينية طورتها مباشرة بفضل البرمجيات والتكنولوجيا الأميركية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


واشنطن ترفض قيوداً جديدة

وأخيراً، دعت الصين الولايات المتحدة إلى وضع حد "للقمع غير المنطقي لهواوي والشركات الصينية"، بعد فرض واشنطن قيوداً جديدة على الصادرات للحد من قدرة المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات على الحصول على أشباه النواقل.

وردت الخارجية الصينية في بيان السبت الماضي، على القرار الأميركي بالقول إن "الحكومة الصينية ستدافع بحزم عن حقوق الشركات الصينية ومصالحها المشروعة والقانونية".

واتخذت الولايات المتحدة، سلسلة اجراءات الجديدة للحد من قدرة مجموعة هواوي التي تعتبرها "تهديداً للأمن القومي" وتتهمها بالعمل لحساب السلطات الصينية، على تطوير أشباه النواقل في الخارج باستخدام التكنولوجيا الأميركية. وأكدت وزارة التجارة الأميركية أن "هذا الإعلان يعوق جهود هواوي للتحايل على ضوابط التصدير".

وأعلنت هواوي في بيان معارضتها بشكل قاطع التعديلات التي وضعتها وزارة التجارة الأميركية وتتضمن قيوداً جديدة تمت في إطار جهود الإدارة الأميركية المستمرة لتشديد الإجراءات والقيود على الشركة، متجاهلةً الكثير من المخاوف والتحذيرات التي عبرت عنها شركات ومؤسسات عدة في مختلف أنحاء العالم بخصوص هذا الأمر.

وقالت إن الحكومة الأميركية وضعت الشركة، على القائمة السوداء في 16 مايو 2019 من دون أي تبرير. ومنذ ذلك الوقت، وعلى الرغم من أن مجموعة من المواد والعناصر الصناعية والتكنولوجية الأساسية اللازمة لم تعد متاحة للحصول عليها من قبل هواوي، إلا أن الشركة التزمت تطبيق جميع القوانين التي وضعتها الولايات المتحدة في هذا الخصوص واستطاعت الوفاء بالتزاماتها التعاقدية تجاه عملائها والموردين وواصلت ممارسة أعمالها رغم الصعاب التي واجهتها، بحسب البيان.
 

تدقيق شامل للقواعد والإجراءات الجديدة

وترى هواوي أن القرار الجديد الذي اتخذته الإدارة الأميركية تعسفي، ويهدد فعلياً بتقويض قطاع التكنولوجيا على المستوى العالمي، إذ ستؤثر الإجراءات والقواعد الجديدة في عمليات التوسع والصيانة واستمرارية التشغيل للشبكات التي تبلغ قيمتها مئات مليارات الدولارات التي طرحتها الشركة في أكثر من 170 دولة حول العالم.

وتابع البيان "بهدف استمرار مهاجمة دولة لشركة مستهدفة عالميتها وريادتها، تتجاهل حكومة الولايات المتحدة مصالح عملاء ومستهلكي هواوي، ما يتعارض مع ادعاءاتها التي تفيد بأن إجراءات الحظر والقيود الجديدة تصب في مصلحة الحفاظ على استقرار وأمن الشبكات". وأضاف أن "قرار أميركا لا يؤثر في هواوي فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل عدداً كبيراً من القطاعات المختلفة. وعلى المدى البعيد، سيؤدي ذلك إلى الإضرار بثقة وتعاون كل الأطراف ضمن قطاع أشباه الموصلات العالمي الذي تعتمد عليه شركات عدة، ما يسهم في زيادة حدة النزاع والخسائر ضمن هذه القطاعات".

وقالت الشركة الصينية بلغة صارمة "تعتمد الولايات المتحدة على قوتها ومصالح قطاعها التكنولوجي لإزالة شركات تقع خارج حدودها، ما يسهم في زعزعة ثقة الشركات العالمية بالتكنولوجيا وسلاسل التوريد الأميركية، وفي نهاية المطاف سيضر ذلك فعلياً بمصالح أميركا ذاتها".

وأوضحت أنها تعمل حالياً على إجراء تدقيق شامل للقواعد والإجراءات الجديدة التي ستؤثر في أعمالها، وستبذل قصارى جهدها لإيجاد الحلول الكفيلة بمتابعة التزاماتها نحو عملائها. وأعربت عن أملها في أن يواصل عملاؤها والموردون التنسيق مع الشركة للحد من الآثار المترتبة على هذه القواعد التعسفية الجديدة على تعامل الشركات مع هواوي وصادراتها لها.
 

حرب أميركية صينية مشتعلة

كذلك، أعلنت وزارة الخارجية الصينية "نطلب بإلحاح من الطرف الأميركي التوقف فوراً عن قمعه غير المنطقي لهواوي والشركات الصينية"، مؤكدة أن ما تقوم به إدارة الرئيس ترمب "يدمر السلاسل العالمية للإنتاج والتوريد والتقييم".

في المقابل، قالت الإدارة الأميركية إنها استهدفت "بشكل استراتيجي ودقيق للغاية عمليات شراء هواوي أشباه النواقل التي طُورت مباشرة" بفضل البرمجيات والتكنولوجيا الأميركية.

واتهم مسؤولون أميركيون مراراً هواوي بسرقة أسرار تجارية أميركية تدعم جهود الصين للتجسس على الولايات المتحدة. ومنعت واشنطن العام الماضي السوق الأميركية من التعامل مع هواوي كما منعت شركات أميركية من شراء المكونات الحيوية.

وتقول وزارة التجارة الأميركية، إنه منذ أن وضعت هواوي على قائمتها السوداء في عام 2019، بات على الشركات التي تريد تصدير مكونات أميركية الحصول على ترخيص لذلك. لكن هواوي واصلت استخدام البرمجيات والتكنولوجيا الأميركية لتصميم أشباه النواقل عبر شرائها من مسابك خارجية تستخدم معدات أميركية، وفق الوزارة.
وتمنع القيود الجديدة الشركة الصينية العملاقة من شراء معدات من أحد مزوديها الرئيسيين، شركة "تي إس إم سي" التايوانية لصنع الرقائق، التي تزود أيضا "آبل" وشركات أخرى للتكنولوجيا.

وهددت بكين باتخاذ تدابير ضد واشنطن، لا سيما عبر فرض قيود على الشركات الأميركية الكبرى وإدراجها على "قائمة كيانات قليلة الموثوقية"، وفق ما نقلت صحيفة "غلوبال تايمز" التابعة للحزب الشيوعي الصيني عن مصدر حكومي لم تسمه.

ومن بين الشركات التي يمكن استهدافها، آبل وسيسكو وكوالكوم وهي شركات عملاقة في مجال التكنولوجيا.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد