Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هكذا كانت أكبر تظاهرة ضد الإغلاق في بريطانيا

ليزي ديردن تسرد في ما يلي وقائع لقائها مع أصحاب نظريات المؤامرة ممن يسرهم أن يخرقوا القانون في سبيل معارضة ما يعتبرونه "استبداد" القيود المفروضة على خلفية تفشي فيروس كورونا

يصرخ رجل مخاطباً جمع المحتجين قائلاً إنهم "يسيطرون على الخطاب ولا يسمحون للشعب بقول أي شيء عدا ما يزعمون بأنها الحقيقة... لقد فكّكنا وكشفنا كل صغيرة وكبيرة تتعلق بهذا الاختراع، هذا الفيروس المفترض".

تهزّ السيدة الواقفة بجانبه رأسها تأييداً لكلامه، فيما ترفع لافتة كُتب عليها أنّ فيروس كورونا "جائحة زائفة"، فيما يتابع عناصر الشرطة المشهد بحذر. ويضمّ الحشد المحيط بهم أشخاصاً يلوّحون بلافتات تربط تفشّي الجائحة بتكنولوجيا الاتصالات من الجيل الخامس ومؤسّس شركة مايكروسوفت بيل غيتس و"النظام العالمي الجديد".

هذه أكبر تظاهرة مناهضة للإغلاق تشهدها المملكة المتحدة حتى الآن، وقد ضمت نحو 100 شخص في متنزه هايد بارك في لندن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبينما قاربت حصيلة الوفيات جرّاء فيروس كورونا في المملكة المتحدة عتبة الـ36 ألف حالة، لم يجد المتظاهرون أيّ مشكلة في انتهاك قواعد التباعد الاجتماعي تعبيراً عن احتقارهم لإجراءات الصحة العامة. وفيما شكّك البعض في وجود المرض أساساً، أعرب آخرون عن اعتقادهم بأنّ الفيروس اختُرع كسلاحٍ ويُنشر عمداً، فيما هاجم المحتجّون الآخرون الإغلاق "الاستبدادي".

وتكرّرت النداءات المطالبة بـ"الحرية" بعد ظهر ذاك الأحد المشمس خلال التظاهرة التي سمحت لها الشرطة بمواصلة احتجاجها على الرغم من إجرائها بعض الاعتقالات القليلة.

وتركّزت التظاهرة حول ركن الخطباء، أحد معاقل الحوار البريطانية، حيث تعرض أحد الخطباء التقليديين للسخرية بسبب طلبه من المشاركين أن يقفوا على مسافة مترين من بعضهم بعضاً. ولم ترتدِ سوى قلّة من المشاركين الكمّامات، وبدا أنّ هؤلاء قد لبسوها بسبب عناصر الشرطة وكاميرات البث التلفزيوني.

كتبت سيدة على لافتتها "لن أُجبر على ارتداء الكمّامة، أو التعرّض للتعقّب، أو وضع شريحة في جسمي، أو تلقّي اللقاح... لن يصبح هذا شكل الوضع الطبيعي في حياتي. لا أوافق". ورفع أحدهم  لافتةً تحمل صورة ديفيد إيك صاحب نظريات المؤامرة البريطاني، وتؤيد نظرياته، وصرخ "هو يقول الحقّ إنهم يكمّون فمه. هذا استبداد".

في لحظة من اللحظات، اعتذر رجل لسيّدة بسبب اصطدامه بها فشدّته إليها وعانقته. ثم قالت له "لا تخف، كلّنا هنا لأننا لا نمانع (الاحتكاك بالآخرين)". وراقب عدد كبير من عناصر الشرطة الحشد العدواني الذي ظل يردّد "عار عليكم" ويطلق صيحات الاستهجان.

 اعتُقل بعض المتظاهرين ومنهم بيرس شقيق جيريمي كوربين، وهو عالم في الفيزياء الفلكيّة، استخدم مكبّر الصوت كي يطلق ادّعاءات بأنّ الجائحة "مجموعة من الأكاذيب هدفها غسل أدمغتكم وضبطكم" صارخاً "التطعيم ليس ضرورياً". كما زعم، شأنه في ذلك شأن العديد من المتظاهرين، أنّ فيروس كورونا مرتبط بتكنولوجيا الاتصالات من الجيل الخامس، مضيفاً "تعزّز تكنولوجيا جي 5 مرض أي شخص مصاب بفيروس كوفيد لذا فهما يعملان معاً".

يُشار إلى أن غالبية المتظاهرين عارضت اللقاح الذي وصفته إحدى اللافتات بأنه "سلاح بيولوجي".  وغنّى المشاركون مرات عدة خلال التظاهرة عبارة جاء فيها "ضعوا لقاحكم في مؤخرتكم"، بينما نادى آخرون بـ"الحرية" في مواجهة "الاستبداد" المزعوم للإغلاق.

أشعلت سيّدتان البخور ولوّحتا به أثناء سيرهما بين الحشد، فيما أصرّت أخرى على توزيع نسخ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. في الأثناء، لوحظ أن دهشة المارة في متنزه هايدبارك، الذين مروا صدفة بالمتظاهرين، قد شحذت من عزيمة الحشد. وحاول بعضهم مجادلة أصحاب نظريات المؤامرة من دون أن ينجحوا بذلك كلياً.

واستقطب "التجمّع الحاشد" أنماطاً مختلفة من الناس، بدءاً بالعائلات الفتية ومجموعات الأصدقاء وصولاً إلى النساء المُسنّات والكهول ممن ارتدوا بزات العمل الرسمية.

وكان أحدهم يسير واضعاً " الضفدع كيرمت" على كتفه، بينما ارتدى آخر قبعة حمراء كتب عليها "اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً". وإذ لم تظهر على أيٍّ من المشاركين إشارات الانتماء إلى جماعات متطرفة، فإن أحد الحاضرين في الأقل، الذي كان يشرب زجاجة بيرة فيها نسبة عالية من الكحول، قد تظاهر سابقاً مع حركة السترات الصفر البريطانية اليمينية المتشددة.

أما السيدة التي حملت لافتة كُتب عليها أنّ "بي بي سي" و"آي تي في" و"سي إن إن" و"سكاي" هي كلها "فيروسات قاتلة"، فقالت "كلنا هنا على اختلاف قناعاتنا، الناس مستاؤون من أمور مختلفة".

وناقش عدد من المتظاهرين موضوع "الأخبار الزائفة"، فقال أحدهم بفخرٍ إنه لا يقرأ الإعلام الرئيسي ولا يملك جهاز تلفاز. ومع اقتراب نهاية فترة بعد الظهر، تراجع المتظاهرون من ركن الخطباء ليفترشوا العشب تحت أشعة الشمس الدافئة.

كان هذا الحشد هو الأكبر بين 60 "تجمعاً حاشداً" على الأقل دعت إليه مجموعة متنوعة من التنظيمات تسمّي نفسها "حركة الحرية البريطانية". وعبر مجموعة على فيسبوك جرى إلغاؤها بعد ذلك، وُزّعت مناشير تحثّ الناس على "المشاركة في أكبر تجمّع حاشد منذ فرض الإغلاق". وجاء فيها "نرفض قانون فيروس كورونا، واللقاح الإلزامي، وتطبيع الوضع الجديد، والإغلاق غير القانوني".

وخاطبت المناشير الناس قائلة "اجلبوا المأكولات ولوازم النزهة وبعض الموسيقى للاستمتاع وقولوا نعم للحياة".  

لم يحمل أي شعار يوماً هذا القدر من السخرية.

© The Independent

المزيد من الأخبار