Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع قياسي في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون "يتحدى" الإغلاق

لا تكتفي مستوياتها بالتزايد بل تتسارع أيضاً

بعد "هدنة" قصيرة لتراكم غازات التلوث عاد ثاني أكسيد الكربون إلى التراكم سريعاً في الغلاف الجوي (رويترز)

سجّلت المستويات العالمية لثاني أكسيد الكربون رقماً قياسياً على الرغم من وجود تقارير تفيد بأنّ ثمة مناطق محدّدة شهدت تحسّناً في نوعية الهواء نتيجة إجراءات الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا، بحسب بعض التقارير.

في الأسبوع الماضي، نشرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "نووا" (NOAA) في الولايات المتحدة، بيانات تشير إلى أنّ مستويات ثاني أكسيد الكربون (الغاز الأول في ترتيب الغازات المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري عالميّاً) قد ارتفعت بشكل حاد.

وفقاً لتلك المؤسسة الأميركية، بلغ المتوسط الشهريّ لتركيز ثاني أكسيد الكربون، الذي سجّله "مرصد مونا لوا" في جزيرة هاواي، 416.21 جزءاً في المليون ("بي. بي. إم") العام الحالي بالمقارنة مع 413.33 جزءاً في المليون في أبريل (نيسان) 2019. ويعتبر ذلك أعلى تركيز بلغه هذا الغاز منذ بدء عمليات التسجيل في 1958.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت وكالة "نووا" أن تركيز ثاني أكسيد الكربون كان قبل عقد 393.18 جزءاً في المليون.

في ذلك الصدد، يذكر أن تركيز ثاني أكسيد الكربون لم يكتف بالارتفاع بل تسارعت مستوياته أيضاً، وفقاً للبيانات. مثلاً، خلال ستينيات القرن العشرين، بلغت الزيادة معدل 0.9 أجزاء في المليون على مدى عام واحد، وارتفعت سنوياً بمعدل 2.4 أجزاء في المليون خلال العقد الماضي.

تقول "نووا" إنها "متأكدة" من أن قياسات ثاني أكسيد الكربون "تعكس الحقيقة بشأن غلافنا الجوي العالمي". يُذكر في هذا الشأن أن "مرصد مونا لوا" يقع على ارتفاع 3400 متر، بالقرب من قمة بركان "مونا لوا"، ما يسمح بقياس كتل هوائية تمثل مناطق واسعة من الكرة الأرضية.

هذا وكانت بيانات الأقمار الاصطناعية أظهرت انخفاضاً في مستويات ثاني أكسيد النيتروجين فوق المدن في الصين وأوروبا والولايات المتحدة، في سياق موجة كورونا، لكن تلك الانبعاثات عادت بشكل عام إلى التزايد.

وكذلك أشار علماء المناخ إلى أن جائحة فيروس كورونا يمكن أن تُحدِثَ انخفاضاً في الانبعاثات. وفي المقابل، إذا لم يحدث تغيير بنيوي في انبعاثات غازات التلوث، فسيكون ذلك الانخفاض قصير الأجل ولن يترك تأثيراً يُذكر في مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي التي تراكمت على مرّ عقود من الزمن.

في تصريح إلى وكالة "رويترز"، ذكر روب جاكسون الذي يرأس "مشروع الكربون العالمي" Global Carbon Project، أنه على الرغم من تراجعها في أعقاب الأزمة المالية العالمية 2008، عادت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى الارتفاع خلال الانتعاش الاقتصادي، وازدادت 5.1 في المئة.

وخلال العام الماضي، جاء في تقرير صادر عن "الأمم المتحدة" أن انبعاثات غازات الدفيئة يجب أن تبدأ في الانخفاض بمعدل 7.6 في المئة سنوياً من أجل تحقيق هدف "اتفاق باريس للمناخ" القاضي بالحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري وإبقائه ضمن حدود 1.5 درجة مئوية. وعلى المنوال نفسه، حذرت "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ" (IPCC) من أن عدم تحقيق ذلك الهدف سيؤدي إلى آثار مناخية متطرفة على نحو متزايد.

في سياق متصل، أفاد "برنامج الأمم المتحدة للبيئة" أنه في حين أدى وباء كورونا إلى انخفاض معدل السفر جواً وبراً، وكذلك الحال بالنسبة إلى النشاط الصناعي منذ بداية العام الحالي، لم يتدنّ في المقابل استخدام الكهرباء. يُذكر في هذا الشأن أن قرابة ثلثي طاقة الكهرباء العالمية تعتمد على الوقود الأحفوري، مع كون الفحم المصدر الرئيس فيها.

كذلك لاحظ البرنامج أن كميات إضافية من ثاني أكسيد الكربون أضيفت إلى الغلاف الجوي من جراء حرائق الغابات الكبيرة التي يُتوقع أن تزداد شدتها بسبّب تغير المناخ.

في الأسبوع الماضي، اشتعلت النيران في نحو 2500 فدان في فلوريدا نتيجة رياح عاتية وأحوال مناخية جافة. كذلك أظهر مرصد "ناسا إيرث أوبزفاتوري" NASA's Earth Observatory المخصص لرصد الأحوال العامة للكرة الأرضية، حرائق غابات مشتعلة في مناطق كبيرة من البلدان تشمل البرازيل وهندوراس وفنزويلا وتايلند وميانمار.

© The Independent

المزيد من بيئة