Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع مقلق في عدد مصابي كورونا بألمانيا والبرازيل تتجاوز فرنسا

تمديد إغلاق واشنطن وغوتيريش يرجح عقد اجتماعات الجمعية العامة في سبتمبر عبر تقنية الفيديو

صورة جوية لمقبرة في ساو باولو البرازيلية تم توسيعها بسبب تفشي فيروس كورونا (رويترز)

في وقت يحاول العالم العودة إلى ممارسة "الحياة بشكل اعتيادي"، تتفاوت قدرات الدول واستعداداتها لتحقيق ذلك، في ظل خشية كبيرة من "موجة تفشٍ ثانية" لفيروس كورونا المستجد.

إصابات قياسية

وفي جديد الإصابات المسجلة حول العالم، أظهرت بيانات من معهد "روبرت كوخ" للأمراض المعدية في ألمانيا اليوم الخميس، أن عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في البلاد ارتفع بواقع 933 حالة ليصل إلى 172239، كما أفادت البيانات أن عدد الوفيات ارتفع 89 ليصل إلى 7723.

كذلك أظهرت بيانات لوزارة الصحة البرازيلية أن السلطات سجلت أمس، عدداً قياسياً من الإصابات الجديدة بالفيروس في يوم واحد، بلغ 11385. وارتفع بذلك عدد الإصابات المسجلة في البرازيل منذ بدء التفشي إلى 188974، متجاوزةً فرنسا، حيث بلغ عدد الإصابات المؤكدة والمشتبه بها 177700، لتصبح سادس أكثر دول العالم تضرراً.
وألحقت الجائحة ضرراً كبيراً باقتصاد البرازيل مع التزام الكثيرين بيوتهم، بينما أمر كثير من حكومات الولايات والبلديات أغلب الشركات بالإغلاق لإبطاء انتشار الفيروس. والدول الخمس التي سجلت إصابات أكثر من البرازيل هي توالياً، الولايات المتحدة وإسبانيا وروسيا والمملكة المتحدة وإيطاليا.
وسجلت البرازيل 749 وفاة جديدة بسبب فيروس كورونا يوم الأربعاء ليرتفع الإجمالي في البلاد إلى 13149.


إصابات محلية

في غضون ذلك، أفادت لجنة الصحة الوطنية في الصين برصد ثلاث حالات إصابة جديدة في 13 مايو (أيار) الحالي، انخفاضاً من سبع حالات في اليوم السابق. وذكرت اللجنة في بيان اليوم أن الحالات الثلاث الجديدة كلها إصابات محلية. ويبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة في الصين حالياً 82929 بينما ظل عدد الوفيات من دون تغيير عند 4633.
أما الولايات المتحدة فسجلت 1813 وفاة بفيروس كورونا في الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 84059، وفق إحصاء نشرته جامعة جونز هوبكنز الأربعاء.
وبلغ عدد الإصابات في البلد الأكثر تضرراً جراء انتشار كورونا 1.389.935 حالة مؤكدة، بحسب الجامعة التي تتخذ من بالتيمور مقراً لها.


إغلاق واشنطن

ومددت رئيسة بلدية واشنطن موريل باوزر، أمس، إغلاق العاصمة الأميركية بعد تسجيل سلسلة من الإصابات الجديدة بالفيروس، على الرغم من إعادة فتح مناطق كثيرة في البلاد بشكل تدريجي في محاولة للحد من الأضرار الاقتصادية الجسيمة.
وأمرت باوزر بتمديد إجراء التزام المنازل حتى 8 يونيو (حزيران) المقبل، بعدما كان مقرراً أن ينتهي غداً الجمعة، وترافق ذلك مع إجراءات مماثلة لضواحي المدينة في ولايتي مريلاند وفيرجينيا.
وتقوم الولايتان بإعادة فتح تدريجي لاقتصادهما، لكنهما وضعتا جداول زمنية مختلفة للفتح في بعض الضواحي بالقرب من العاصمة بسبب ارتفاع مستويات الإصابة بـ"كوفيد-19".
وقالت رئيسة بلدية واشنطن في بيان إن "عدد الإصابات اليومية الجديدة بـ(كوفيد-19) لم ينخفض بعد، ولم ينخفض عدد الوفيات اليومية أيضاً". وأضافت أن "العدوى المجتمعية لا تزال منتشرة في جميع أنحاء المنطقة"، وكذلك "في مناطق مريلاند وفيرجينيا بالقرب من واشنطن". وسجلت واشنطن وحدها 6584 إصابة بالفيروس و350 وفاة، وهي أرقام لا تأخذ بعين الاعتبار إحصاءات الضواحي الواسعة المحيطة بها.
ويستمر معدل الإصابات في العاصمة على ثباته في الوقت الذي شهدت بعض المدن مثل نيويورك، مركز تفشي الوباء في الولايات المتحدة، انخفاضاً في الإصابات، مع إعادة فتح مجموعة من الولايات لأعمالها بدرجات متفاوتة.
وأشارت باوزر إلى أن "عدد إصابات (كوفيد-19) والوفيات أقل من التوقعات السابقة، لكن مع ذلك لم تستوف المنطقة بعد معايير إعادة الفتح". وافتتحت باوزر الاثنين مستشفى ميدانياً بسعة 437 سريراً في مركز مؤتمرات "والتر إي واشنطن" في المدينة، حيث أعربت عن أملها بأن "لا نصل أبداً إلى نقطة الحاجة إلى استخدام هذا الموقع".
وأعلن الحاكم الجمهوري لولاية مريلاند لاري هوغان، رفع أوامر ملازمة المنازل في الولاية بدءاً من الجمعة، لكنه قال للصحافيين "نتفهم تماماً بأنه ليست جميع المقاطعات في الوضع ذاته".
وستبدأ ولاية فرجينيا جنوبي واشنطن إعادة فتح بشكل محدود الجمعة أيضاً، وفقاً للحاكم رالف نورثام، ومع ذلك، تم استبعاد المنطقة المحيطة بواشنطن من الخطة وإرجاء التنفيذ فيها لمدة أسبوعين.

في موازاة ذلك، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، أمس، إنه ستتم إعادة فتح الاقتصاد ببطء، محذراً من أن الانتظار أكثر من اللازم يهدد بحدوث أضرار اقتصادية بالغة. وقال في مقابلة مع محطة "فوكس نيوز" التلفزيونية "سنفتح الاقتصاد ببطء". وأضاف "لكن هناك أيضاً خطر الانتظار أكثر من اللازم، يوجد خطر تدمير الاقتصاد الأميركي والتأثير الصحي الذي يسببه ذلك". ولفت إلى أنه يتوقع أن يكون الربع الثاني من العام الحالي "سيئاً جداً" لكن إذا أُعيد فتح الاقتصاد بأمان فستكون الأرباع التالية أفضل، وفي العام المقبل "سيعود اقتصادنا عظيماً مجدداً".
وفي المكسيك الجارة الجنوبية للولايات المتحدة، أكدت وزارة الصحة رصد 1862 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس، إلى جانب 294 وفاة جديدة. ورفعت الزيادة الجديدة حالات الإصابة المؤكدة إلى 40186 والوفيات إلى 4220 في المجمل.
 


جمعية افتراضية

من جهة أخرى، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن وباء كورونا يجعل من "غير المرجح" حضور زعماء العالم وآلاف المشاركين الآخرين بشكل شخصي اجتماع الجمعية العامة الذي يُفترض أن يُعقد في سبتمبر (أيلول) المقبل في نيويورك.
وفي مقابلة نشرتها الخميس أسبوعية "باري ماتش" الفرنسية، قال غوتيريش إنه ينظر في "بدائل مختلفة" ممكنة بفضل التقنية الرقمية، وهو سيعرضها على الدول الأعضاء.
وتوقع دبلوماسيون في الأمم المتحدة عقد اجتماع الجمعية العامة عبر تقنية الفيديو، خصوصاً أن هذا العام يصادف الذكرى الـ75 لإنشاء المنظمة الدولية.
وصرح دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته إلى وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) بأن "الإجراءات ستكون بالتأكيد غير نمطية وهجينة ومختلفة". واستبعد الدبلوماسي أن تتمكن الأمم المتحدة من تنظيم "تجمع هائل في مانهاتن" في وقت لم يتم القضاء على الفيروس بعد.
ويعمل موظفو الأمم المتحدة من منازلهم منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، بسبب إجراءات مكافحة الفيروس في نيويورك، ولا يزال مبنى مقر الأمم المتحدة مفتوحاً، لكن أمام عدد قليل جداً من الأشخاص الذين لا يزالون يعملون هناك، فيما تُعقد اجتماعات مجلس الأمن عبر الفيديو. ومُدِدت ظروف العمل هذه حتى نهاية يونيو (حزيران) على الأقل.
ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع السنوي للجمعية العامة في 15 سبتمبر (أيلول) المقبل، ويتضمن إلقاء العشرات من قادة العالم كلمات بدءاً من 22 سبتمبر.
ولم يحدث أن أُلغي اجتماع الجمعية العامة منذ تأسيسها عام 1945، لكن تم تأجيله مرتين، الأولى بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك والثانية عام 1964 بسبب أزمة مالية داخل المنظمة.

تسللات إلكترونية

في سياق آخر، ذكر مسؤولون أميركيون أمس، أن متسللين مرتبطين بالصين يخترقون منظمات أميركية تجري أبحاثاً بشأن مرض "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا، وطالبوا الباحثين ومسؤولي الصحة العامة بالحذر من عمليات السرقة الإلكترونية.
وذكر مكتب التحقيقات الفيديرالي "إف.بي.آي" ووزارة الأمن الداخلي في بيان مشترك، أن المكتب يحقق في الموضوع بعد رصد هؤلاء المتسللين وهم "يحاولون تحديد والحصول بشكل غير قانوني على مواد ثمينة تخضع لحقوق الملكية الفكرية وبيانات خاصة بالصحة العامة تتعلق باللقاحات والعلاجات والفحص من شبكات وأفراد مرتبطين بأبحاث تتعلق بمرض (كوفيد-19)".
ولم يذكر البيان تفاصيل بشأن هوية الأهداف أو المتسللين، بينما نددت السفارة الصينية في واشنطن بالمزاعم ووصفتها بأنها "أكاذيب"، ورأت في بيان أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي أصدر تحذيراً يستند إلى افتراض الذنب ومن دون أي أدلة". وأضافت أن الاتهام الأميركي "يقوض التعاون الدولي القائم في مواجهة الوباء".
وذكرت وكالة "رويترز" في تقرير الأسبوع الماضي أن متسللين مرتبطين بإيران استهدفوا موظفين بشركة "جيلياد ساينسز" الأميركية لصناعة الأدوية، التي يعتبر عقارها "ريمديسيفير" الوحيد الذي تم إقراره حتى الآن لمساعدة مرضى "كوفيد-19".
كما ذكرت "رويترز" في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين أن متسللين حاولوا اختراق منظمة الصحة العالمية مع انتشار جائحة كورونا في العالم.

الصوت المرتفع

في غضون ذلك، أظهرت دراسة نُشرت أمس أن التكلم يولّد جسيمات صغيرة يمكن أن تبقى معلقةً في الهواء في فضاء مغلق لأكثر من 10 دقائق، ما يبرز الدور المرجح لهذه الجسيمات في نشر فيروس كورونا. وأجرى باحثون في المعهد الوطني لأمراض المعدة والسكري والكلى في الولايات المتحدة تجربةً قام خلالها شخص بالتكلم بصوت مرتفع حيث كرر عبارة "حافظ على صحتك" لمدة 25 ثانية داخل صندوق مغلق.
وأظهر تسليط أشعة الليزر على الصندوق جسيمات صغيرة يمكن رؤيتها وإحصاؤها وبقيت معلقة في الهواء لمدة 12 دقيقة، وفق الدراسة التي نُشرت في مجلة "محاضر الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة".
ومع الأخذ بعين الاعتبار تركّز فيروس كورونا في اللعاب، قدّر العلماء أن كل دقيقة من التكلم بصوت عال يمكن أن تولّد أكثر من ألف من الجسيمات التي تحتوي على الفيروس وقادرة على البقاء في الهواء لمدة ثماني دقائق أو أكثر في مكان مغلق.
واستنتج الباحثون أن "هذا التجسيد المباشر يبيّن كيف يمكن للمحادثات العادية أن تولّد جسيمات يحملها الهواء، وأن تبقى معلّقة لعشرات الدقائق وقادرة بشكل بارز على نقل المرض في أماكن محصورة".
ولاحظ الفريق ذاته أن التحدث بصوت أقل ارتفاعاً يولد جسيمات أقل، وذلك في بحث نُشر في مجلة "نيو إنغلاند الطبية" في أبريل الماضي. وإذا كان تأكيد مستوى التقاط العدوى من خلال الكلام ممكناً، فيمكن أن يعطي ذلك دفعةً للتوصيات بوضع كمامة على الوجه في دول عدة، والمساعدة في فهم الانتشار السريع للفيروس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


دراسة إسبانية

أما في إسبانيا فقد أفادت دراسة نشرتها الحكومة أمس، أن 5 في المئة فقط من سكان البلاد أصيبوا بالفيروس المستجد، على الرغم من أن هذه النسبة ترتفع إلى أكثر من 10 في المئة في مدريد ومناطق في وسط البلاد.
وتُعد إسبانيا واحدة من أكثر الدول تضررا جراء وباء "كوفيد-19"، إذ سجلت أكثر من 27 ألف حالة وفاة ونحو 228600 إصابة مؤكدة منذ بدء تفشي المرض في الصين أواخر العام الماضي. واستندت الدراسة التي انطلقت في 27 أبريل إلى عينات أخذت من 60 ألف شخص.
وقال وزير الصحة الإسباني سلفادور إيلا "وجدت الدراسة أن 5 في المئة من الإسبان أُصيبوا بالفيروس، أي أكثر بقليل من مليوني شخص". وأظهرت بعض الدراسات أن جزءاً من الأشخاص المصابين لن تظهر عليهم أي أعراض، لكن لا يزال بإمكانهم نقل المرض. وأكدت الدراسة أن الفيروس انتشر بشكل أكبر في وسط البلاد، التي تكبدت أعلى حصيلة وفيات.
وبحسب الدراسة، بلغ معدل الإصابة في مدريد 11.3 في المئة، وفي برشلونة 7.1 في المئة، و2.3 في المئة فقط في إشبيلية. ولم تنشر الحكومة حتى الآن سوى نتائج الموجة الأولى من "الاختبارات السريعة" لتحديد مستوى الأجسام المضادة كطريقة للتحقق من المصابين.
وأظهرت دراسة مماثلة نُشرت في التوقيت ذاته في فرنسا أن أقل من 10 في المئة من السكان أُصيبوا بالمرض في باريس وشمال شرقي البلاد، وهما أكثر المناطق تضرراً في فرنسا، وذلك مقابل 4.4 في المئة على الصعيد الوطني.
وأودى فيروس كورونا بحياة ما لا يقل عن 294199 شخص منذ ظهور المرض للمرة الأولى في الصين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفقاً لإحصاءات من مصادر رسمية جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية بحلول الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش من مساء أمس.
وتم تسجيل ما لا يقل عن 4.330.340 حالة في 196 دولة ومنطقة حول العالم، لكن من المحتمل أن يكون هذا مجرد جزء صغير من العدد الحقيقي لتفشي المرض بسبب انخفاض مستويات الاختبار.

المزيد من صحة