Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اندماج "أو2" وفيرجين ميديا يشكل منافسا قويا لبريتش تليكوم

تليفونيكا الإسبانية وليبرتي الأميركية تستهدفان سوق الاتصالات البريطانية

مقر الاتصالات البريطانية وسط لندن (رويترز)

جاء الإعلان عن صفقة الاندماج الكبرى في قطاع الاتصالات بين شركة الهواتف المحمولة "أو2" وشركة الإنترنت المنزلي السريع فيرجين ميديا، بقيمة تزيد على 31 مليار جنيه إسترليني (نحو 38 مليار دولار أميركي)، ليؤكد حقيقة أن هناك قطاعات لم تتأثر سلباً بأزمة وباء كورونا.

على العكس، استفاد قطاع الاتصالات والإنترنت من إجراءات الحظر والإغلاق للوقاية من الوباء التي زادت من استخدام المعزولين في البيوت للاتصالات، وكذلك العمل من المنزل أدى إلى استهلاك أكبر للإنترنت.

لذا، لم توقف أزمة الوباء خطط مجموعة "ليبرتي غروب" الأميركية المالكة لفيرجين ميديا وتليفونيكا الإسبانية المالكة لـ"أو2" للاندماج، وتكوين كيان اتصالات وإنترنت تكاملي يشكل أكبر تحدٍ لعملاق الاتصالات البريطاني بريتيش تليكوم "بي تي".

الميزة الأهم لهذا الاندماج هي أن أنشطة الشركتين، رغم كونهما في قطاع واحد، لا تتقاطع كثيراً بل هناك فرص تكاملية هائلة بينهما تفيد المستهلك البريطاني في النهاية. وإن كانت الوعود باستثمارات كبيرة، أميركية وإسبانية حسب المجموعات المالكة للشركتين، في الاقتصاد البريطاني تبدو مبالغاً فيها إلى حد كبير.

تكامل خدمات

شركة "أو2"، هي أكبر مقدم خدمة موبايل في بريطانيا بقاعدة مشتركين بحوالي 34 مليون مستخدم، بينما توفر فيرجين ميديا خدمة الإنترنت واسع النطاق عبر كابلات الألياف الضوئية، لأكثر من 6 ملايين مشترك في بريطانيا، إضافة إلى حوالى 3 ملايين مشترك في خدمة فيرجين موبايل.

وتعتمد فيرجين ميديا على توفير خدمة الإنترنت واسع النطاق ومعه باقة تلفزيون كيبل، لا توفرها شركة أو2 التي تعتمد أساساً على تقديم خدمة اتصالات الموبايل فحسب. وسيؤدي التكامل بين الشركتين في الكيان الجديد إلى استفادة المشتركين فيهما من مجموعة خدمات مشتركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مثال على ذلك، أن "أو2" كانت تسعى لتقديم خدمة بث مباشر أوسع لعدد من قنوات الترفيه وغيرها أكبر من التي تقدمه حالياً لمشتركيها. وبدلاً من الحصول عليها من طرف ثانٍ بمقابل، سيمكنها الآن استخدام ما توفره فيرجين ميديا. كما يستفيد المشتركون في خدمة الإنترنت المنزلي من فيرجين ميديا من خدمة اتصالات الموبايل من أو2.

ورغم أن فيرجين ميديا لديها خدمة موبايل، فإنها في أحدث تكنولوجياتها خدمة الجيل الرابع فقط، بينما أو2 بدأت فعلاً تقديم خدمة الجيل الخامس 5G، وكانت فيرجين تخطط للتعاقد مع فودافون لتتمكن من تقديم خدمة 5G لمشتركيها في خدمة الموبايل. لكنها لن تكون بحاجة لذلك الآن.

ويحتاج توفير خدمة اتصالات وإنترنت الجيل الخامس إلى شبكة واسعة وقوية من هوائيات الموبايل المجهزة لتلك التكنولوجيا، وهي متوفرة لشركة أو2، وشبكة ألياف ضوئية أرضية للإنترنت واسع النطاق، متوفرة لدى فيرجين ميديا، وهو ما يفيد ملايين المشتركين. ومن غير الواضح بعد إذا كان هذا التكامل سيفيد البريطانيين من توفير شركة أو2 خدمة هواتف الموبايل. فسكاي موبايل وتسكو موبايل تتوفر أصلا ًعبر شركة أو2، وهو ما يضيف بضع ملايين لقاعدة انتشار أو2 في بريطانيا.

استثمارات وديون

إذا كانت استفادة ملايين المشتركين البريطانيين من تكامل خدمات شركتي فيرجين ميديا وأو2 واضحة ومتوقعة، فإن التوقعات بأن يؤدي هذا الاندماج الى استثمارات كبيرة في الاقتصاد البريطاني ليست قوية. صحيح أن الكيان الجديد كي يستطيع منافسة بي تي، التي استحوذت على شركة الموبايل "إي إي" عام 2015 في صفقة بقيمة تزيد على 12.5 مليار جنيه إسترليني (15 مليار دولار)، سيكون عليه الاستثمار لتعزيز خدماته وجذب مشتركين جدد، لكن الشركتين ليستا في وضع جيد من قبل أزمة الوباء؛ فـ"تليفونيكا" الإسبانية تعاني مشكلة ديون متراكمة حتى أنها كانت تسعى للتخلص من ذراعها البريطانية، شركة أو2 منذ سنوات. وفي عام 2015 حاولت تليفونيكا بيع أو2 للشركة المنافسة "ثري" مقابل 10.3 مليار جنيه استرليني (نحو 13 مليار دولار)،  إلا أن سلطات منع الاحتكار في بريطانيا لم توافق على الصفقة. وبعد ذلك حاولت تليفونيكا توفير أموال بطرح أسهم في البورصة في لندن لكن أوضاع عدم اليقين بشأن بريكست حالت دون ذلك.

أما "ليبرتي غروب" الأميركية المالكة لفيرجين ميديا فرغم تصريح رئيسها بأن صفقة الاندماج مع أو2 ستوفر عائداً ما بين 500 و700 مليون سنوياً من الأعمال في بريطانيا، فإن المجموعة تعمل بطريقة صناديق استثمار أكثر منها معنية بالقطاع على المدى الطويل. كما أن الشركة الأميركية تعتبر استثماراتها في بريطانيا مصدراً للعائد، وبالتالي لا تضخ فيها الكثير مع ضعف العائدات. وتعتبر أيضاً الإجراءات واللوائح البريطانية عائقاً للاستثمار ذي العائد السريع والكبير.

ومع نظرة المجموعتين، الإسبانية والأميركية، لهدف تخفيف عبء الديون عبر زيادة الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف لا يتوقع أن تضخ استثمارات ضخمة من المجموعتين في الاقتصاد البريطاني، على الأقل في الوضع الحالي الذي تسعى فيه الشركات، حتى غير المتضررة من أزمة كورونا، لخفض نفقاتها بشدة.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد