Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف حولت "انتفاضة" لوس أنجلوس طالبة إلى ناشطة اجتماعية؟

مقابلة: عندما عادت "أوريا مونتيس رودريغيز" من رحلة مدرسية إلى واشنطن وجدت الحرس الوطني منتشراً في شوارع ديارها

صورة أرشيفية لجندي من الحرس الوطني الأميركي يقف متأهبا خلال احتجاجات لوس أنجلوس في أبريل 1992 (غيتي) 

كانت أوريا مونتيس رودريغيز طالبةً في عُمر الـ17 وتتهيأ لرحلة مدرسية إلى واشنطن دي سي عندما أُعلِنت براءة أربعة رجال شرطة بِيض اتُهموا بالاعتداء على رجل أسود يُدعى رودني كينغ كان يقود دراجة نارية.

وأشعل إسقاط هيئة قضاة تضم بضعة أشخاص ملونين، من دون أن يكون بينهم أفريقي- أميركي، التُهم عن رجال الشرطة، وكذلك إبعاد المحاكمة عن موقع وقوع الاعتداء، فتيل احتجاجات سياسية وأعمال عنف في حيّها الواقع في جنوب وسط لوس أنجلوس.

وأدت أعمال الشغب وما تلاها، التي تنظر إليها باعتبارها "انتفاضة" مجتمعية، إلى إقناعها بضرورة العمل في خدمة مجتمعها، وهو الأمر الذي تمارسه منذ عدة عقود ضمن "الائتلاف المجتمعي لجنوب لوس أنجلوس"، الهيئة المموّلة من القطاع العام التي تعمل على مساعدة الطلاب، والضغط لتصويب السياسات، وتحسين العلاقة بين الشرطة وباقي الفئات، تحديداً السكان الملوّنين. وتقوم مونتيس رودريغيز اليوم بمهام نائب المدير التنفيذي لهذا الائتلاف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الذكرى السنوية الـ28 لشغب لوس أنجلوس، تقول مونتيس رودريغيز، إنها مصدومة أكثر من أي وقتٍ مضى بواقع اللا مساواة العرقية في المجتمع، التي نتجت عن جائحة فيروس كورونا.

"كل ذكرى سنوية لذاك الشغب لها أهميتها. إلا أن الذكرى الـ28 اليوم تبقى ماثلة فعلاً في فكري بسبب الوباء"، تقول مونتيس رودريغيز. و"أرى أن ما أثبت أهميته الكبيرة بالنسبة لنا كان التواصل مع كل الأشخاص الذين نتعامل معهم عبر عملنا التنظيمي. وهذا درسٌ تعلّمناه في انتفاضة 92 التي تبقى حقيقية، لا بل ربما أكثر أهمية اليوم".

وسلّط عددٌ من التقارير الصادرة الضوءَ على النحو غير المتكافئ في نسب الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا بأوساط السكان الملوّنين، وهذ أمرٌ في جزءٍ منه مردّه إلى ما يُعايشه هؤلاء السكان في الأصل من سوء أحوال صحية، أو حرمان من سهولة الوصول إلى الرعاية المطلوبة في حال أصيبوا بالفيروس.

وتعقدُ مونتيس رودريغيز مقارنة بالعدد الكبير للأشخاص الملوّنين، غير المتكافئ أبداً أيضاً، الذين جرى سجنهم في زمن الشغب. واليوم تخفق السلطات في مدن مثل لوس أنجلوس بالاستجابة سريعاً لدعوات إطلاق السجناء المعرّضين فعلياً لخطر الإصابة بالفيروس وإعادتهم إلى مجتمعهم.

"بدأنا في توجيه الدعوات إلى إدارة سجن الإقليم من أجل إطلاق المسجونين الأكثر عرضة للإصابة ممن يعانون مشكلات صحية أساسية، أو ممن هم فوق سن الـ60، ممن لم يرتكبوا جنحاً خطيرة والذين ما زالوا في السجن لعجزهم عن تسديد الكفالات"، تقول مونتيس رودريغيز.

وحين سئلت عن بُنى العنصرية الهيكلية التي ما زالت قائمة اليوم في عام 2020، أجابت قائلة، "ما يقلقني أن بُنى العنصرية الهيكلية التي كانت قائمة قبل اضطرابات عام 1992 المدنية، لا تزال راهنة وسارية خلال هذه الجائحة".

وتمضي الناشطة الاجتماعيّة قائلة أنه، وعلى الرغم مما أظهره الوباء من تشابك أعضاء المجتمع، فإن من يبقى في الخطوط الأمامية بالدرجة الأولى هم الفقراء وذوو البشرة الملوّنة، ممن يعملون بشبكات النقل المشترك، وفي متاجر التموين، وفي خدمات توصيل الطلبات للسكان في بيوتهم ممن يحظون بامتياز الحجْر المنزلي. "وهكذا"، تتابع مونتيس رودريغيز قائلة، "فإن ما يقلقني يتمثل في أن نسبة ارتفاع عدد الإصابات والأضرار في أوساط السود والملوّنين خلال الجائحة الراهنة تفوق نظيرتها في الأوساط الأخرى".

وكانت مونتيس رودريغيز وبعد خمسة أيام من اندلاع الشغب في لوس أنجلوس عام 1992، انضمت إلى زملائها في رحلة إلى العاصمة الأميركية. وحين عادت إلى لوس أنجلوس، كان الحرس الوطني قد انتشر في شوارع ديارها.

"تلك التجربة هي ما قادتني للعمل كمُنسِّقة اجتماعيّة، ولتولي فيما بعد قضايا العدالة الاجتماعية في صميم مجتمعي. وأنا ممتنة لأنه يتسنى لي فعل ما أقوم به. لكني في آن أشعر كذلك بالانزعاج والقلق مما سيُلحقه الوباء والهبوط الاقتصادي بالعائلات في لوس أنجلوس، العائلات السوداء والملوّنة في جنوب المدينة. وأخشى أن الأمر سيتطلب منا العمل لسنوات وعقود كي نعيد البناء".

وترى مونتيس رودريغيز أن "العِرق والمساواة" ينبغى أن يكونا في صلب أي حديثٍ يدور اليوم عن كيفية مواجهة الفيروس، وعن التعافي في الأمد البعيد. كما تضيف، إن "الدرس الذي تعلمناه يتمثل بوجوب إشراك السكان بما يحصل، وينبغي أن يكونوا في صدارة أي قرار يتخذه المسؤولون".    

© The Independent

المزيد من حوارات