تردد أن البيت الأبيض يراجع مدى الخطر الذي قد تتعرض له طائرات التجسس ومسؤولو الاستخبارات وقدرات (عسكرية واستخباراتية) أميركية أخرى، وبالتالي توجب سحبها من المملكة المتحدة، بعد تكليف لندن شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" المساعدة في بناء شبكة الجيل الخامس من الاتصالات "جي 5" في بريطانيا.
واستناداً إلى تقارير نشرتها صحيفة "ذي تليغراف" البريطانية، يُعتقد أن مجموعة من طائرات التجسس الاستطلاعية المتطورة للغاية من نوع "آر سي- 135 إس" RC-135S، من بين القدرات الأميركية الأكثر تعرضاً للخطر الآن في بريطانيا.
ونقل تقرير نُسب إلى نحو ستة مسؤولين حاليين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لم تُذكر أسماؤهم، أن المراجعة التي تجريها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب جارية لكنها ليست علنية حتى الآن، ويمكن أن تتوصل إلى نتائج كبيرة في شأن "العلاقة الخاصة" بين الدولتين.
وفي وقت سابق، أصر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في سياق منح موافقة لشركة "هواوي" الصينية على المساعدة في بناء شبكة الجيل الخامس من الاتصالات في بريطانيا، على منع الحكومة الصينية من العمل في الأجزاء الأساسية للشبكة. وشمل المنع المناطق القريبة من المنشآت العسكرية والمواقع النووية. ويضاف إلى ذلك أن حصة الشركة في العمل على تطوير الأجزاء غير الحساسة في الشبكة تبلغ حوالي 35 في المئة.
في المقابل، رُفِض ذلك الموقف من قِبل الولايات المتحدة التي تؤكد أن تولي شركة "هواوي" بناء أي جزء من الشبكة اللاسلكية، سيعطي الحكومة الشيوعية في الصين الحق في الوصول إلى الشبكة كلها. وتعمل السلطات الأميركية على إعادة النظر في جميع مرافقها العسكرية والاستخباراتية في بريطانيا، لا سيما لجهة احتمال انكشاف نقاط الضعف فيها. ويشكل ذلك جزءاً من المراجعة التي يشرف عليها "مجلس الأمن القومي" الأميركي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتنظر المراجعة في الوضع الراهن لأكثر من 10 آلاف جندي وعسكري أميركي، وست ثكنات، وعشرات المركبات العسكرية، وعمليات أجهزة المخابرات، إضافة إلى مدى ضرورة وقف أنشطة الاستخباراتية السرية التي تنطلق من بريطانيا.
وبحسب تقرير صحيفة "ذي تليغراف"، ثمة قلق رئيس بشأن طائرات التجسس من طراز "آر سي- 135 سي" التي تعمل انطلاقاً من قاعدة "سلاح الجو الملكي" في مدينة "ميلدنهال" في "ساسيكس".
ويتولى قرابة 500 جندي أميركي تشغيل ست طائرات انطلاقاً من القاعدة، كجزءٍ من العمليات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط ضدّ تنظيم "داعش".
وفي سياق ذلك التقرير، جرت الإشارة أيضاً إلى الخطورة التي قد يتعرض لها عملاء أميركيون متمركزين في بريطانيا يستخدمون هواتف شخصية وأجهزة أخرى متصلة بالإنترنت، خارج المناطق "الأساسية" وفي جميع أنحاء البلاد.
© The Independent