Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ضاعت الروح الحقيقية لليوم العالمي للكتاب بين الأزياء والمزاجية والتلفزيون؟

قد يخطر في بالك أنه كان من الممكن توظيف المبلغ المدفوع لشراء زي فانتاستيك مستر فوكس (السيد ثعلب الرائع) القابل للاشتعال أيضاً، في شراء ... كتاب أو كتابين.

كم من رون ويزلي و هيرميون جرانجر  (شخصيات خيالية من سلسلة هاري بوتر)  يمكن أن يتحملها فصل دراسي؟ (وارنر برذرز)

إنني أعشق الكتب. لكنني نوعاً ما أكره اليوم العالمي للكتاب،  ليس ككره زوجتي له، وسأتطرق إلى هذه النقطة لاحقاً.

الهدف الأساس نبيل تماما: أن يحصل كل الأطفال على كتاب خاص بهم. فعندما تتفكر في نتائج مسح أجري في كانون الأول (ديسيمبر) عام 2017  و خلص إلى أن واحداً من بين كل ثمانية أطفال مُعوَزين في المملكة المتحدة لا يمتلك كتاباً واحداً، تصبح الحاجة لمثل هذه الحملة جليّة جداً.

بالشكل الذي صممته اليونيسكو كاحتفال عالمي بالقراءة وتأثير الكتب فإن هذا اليوم، كما تقول الوكالة، طريقة "لدعم الإبداع والتنوع والمساواة في فرص الحصول على المعرفة." ما الذي لا يُعجب في ذلك؟

ما قد يثير الاستغراب، أن اليوم العالمي للكتاب في كل العالم - باستثناء المملكة المتحدة وأيرلندا - ليس يوم  [السابع من مارس (آذار)] بل 23 أبريل (نيسان). إنها بريطانيا التقليدية - تحاول أن تسبق الجميع وتجبر أيرلندا على أن تحذو حذوها.

ومن المستغرَب أيضاً، عندما يحتفل باقي الكوكب بهذه المناسبة، يصبح اسمها اليوم العالمي للكتاب وحقوق الملكية، ما يوحي بمهرجان لمحامي الملكية الفكرية وأمناء المكتبات.

لكن حتى لو وضعنا هذه التناقضات جانباً ، أخشى أن نكون أضعنا المعنى الحقيقي لليوم العالمي للكتاب.

ففي نهاية المطاف، واقع الحال بالنسبة لكثير من االآباء والأمهات هو القلق العظيم الذي ينتابهم قبل عدة أيام عندما يدركون أنه يُتوقّع من صغارهم في المرحلة الابتدائية الحضور مرتدين أزياء الشخصيات القصصية المفضلة لديهم.

قد يكون هذا الأمر محرجاً لو -على سبيل المثال- كانت الشخصية المفضلة لابنك قطاراً - أو يرقة (كما كان الحال بالنسبة لطفلي السنة الماضية). يصبح الوضع أسهل لو أن طفلتك تحب مالوري تاورز [اسم مدرسة محور سلسلة بست روايات من تأليف أنيد بلايتون]: ارتدِ يا عزيزي ثياب المدرسة العادية مع ربطة عنق مختلفة. مع بلوغهم سن الثامنة، ستجد أن الكثير من الفتيات يرتدين زي ماتيلدا [الشخصية الأولى في رواية للصغار من تأليف روالد دال] وعدداً مماثلاً من الأولاد يجسّدون شخصيات متنوعة من هاري بوتر - هذا الأمر بحد ذاته قد يثير المدامع عندما يتبين أن هيرميونز [إحدى شخصيات سلسلة هاري بوتر] 2 و 3 و 4 يمتلكن عصيا سحرية أحسن.

قد يتحول الجدال في الأزياء بشكل متكرر إلى احتداد. وعلي الاعتراف أن وصولي إلى المنزل ليلة السادس من مارس (آذار) في الساعة العاشرة والنصف ليلاً ومغادرتي في الساعة 7.15 من صباح اليوم التالي جنّباني خصام هذا العام، بالتحديد الجدل في جوارب بيضاء قديمة التي أرادت ابنتي ذات التسع سنوات ارتداءها كجزء من زي شخصية راقصة الباليه في حكاية باليه شوز. وما زلت أنعم بجهل مبارك  لما أسفرنه تلك "المحادثات". للأسف تحملت زوجتي وطأة ذلك: قد تكون كلماتها أقذع إذا ما أرادت هي الحديث عن الموضوع.

بالنسبة لأولئك الذين لا يميلون إلى قضاء ساعات في تصميم ملابس خاصة لأبنائهم بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، فسيجدون ضالتهم في التسوق على الإنترنت، بوجود مصنّعي ملابس يتربّحون من وراء رغبة الأطفال في كل مكان في أن يبدوا مثل الغول في حكاية غرافالو أو كساحرة.

ثمة استهزاء في الأمر، قطعا، عندما تتنبه إلى أن المبلغ المدفوع لشراء زي فانتاستيك مستر فوكس ( السيد ثعلب الرائع [الشخصية العنوان في رواية للأطفال من تأليف روالد دال]) والذي قد يتضاعف بسبب مخاطر الحريق، كان من الممكن تحويله لشراء ...كتاب أو كتابين. مجرد فكرة.

وكأن هذا لا يكفي، ما يثير شكوى المتحذلق في أيضاً هو أن الكثير من الأطفال لا يرتدون أزياء شخصياتهم القصصية المفضلة، بل يعوّلون على وجود شخصياتهم المفضلة في أفلام أو مسلسات الرسوم المتحركة في بعض الكتب إذا ما بحثنا جيداً. صادفت اليوم في طريقي إلى العمل أطفالاً في زي الإطفائي سام [مسلسل رسوم متحركة للصغار] والملكة إيلسا من فيلم فروزن وسبايدرمان: وفيما أعرف أن شخصية سبايدرمان انطلقت من قصة مصورة، تراني أخمن أن ذلك الطفل ذا السنوات الثلاث  الذي يعاني مع قناع العين أكثر تعودا على رؤية بطله المفضل على الشاشة.

أعلم أن التذمر من حدث له قيمته وغايته الخيرية ويحمل البهجة للأطفال، لن يكون في صالحي.

لهذا أنا أجلس خلف مكتبي مرتدياً زي شخصية غرنش [سارق البهجة الشخصية الأولى في رواية من تأليف الدكتور سويس).

© The Independent

المزيد من آراء