Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شريهان نجمة رمضان بالفوازير والفنانات يقلدنها دوما

استعراضاتها تجذب الجمهور من جديد عبر "تيك توك" وإطلالتها لا تزال الأجمل

شريهان لا تزال نجمة فوازير رمضان (يوتيوب)

مع كلّ موسمٍ رمضاني، تعود شريهان إلى الواجهة. يستعيدها الجمهور "أيقونةً" ملتصقة بذاكرته الرمضانية. يتناقلون فيديوهات ويشاركون مقاطع من فوازيرها القديمة، كأنّهم يجدون فيها شيئاً من زمنٍ مفقود.

في رمضان 2020، رجعت شريهان مرّة جديدة، ولكن هذه المرة عبر تطبيق "تيك توك". اختار روّاد الموقع فقرة صغيرة من فوازير "حاجات ومحتاجات" (1993)، وباتوا يتسابقون على تقليد شريهان وهي تُغني المقطع الأول من تتر النهاية "سُك سُك عالموضوع" (كلمات سيد حجاب وألحان مودي إمام). أحدث الفيديو تفاعلاً كبيراً بين مُدوّناتٍ وفناناتٍ معروفات مثل سمية الخشاب ودرّة وياسمين علي وغيرهنّ. وكان للأطفال أيضاً نصيب كبير في انتشار الفيديو، وقد شاركت النجمة شريهان عدداً كبيراً من فيديوهات "تيك توك" على صفحتها في "إنستغرام"، لتعلن سعادتها بهذا الاحتفاء التكريمي على منصات شبكات التواصل.

المقطع المُستخدم من "حاجات ومحتاجات" لا يتعدى 12 ثانية، وعندما تُعيد مشاهدته بصيغته الأصلية تجد أنّ شريهان ظهرت فيه ب12 "لوك" مختلف، أي بمعدل فستان (أو شخصية) في كلّ ثانية. وهنا إشارة إلى أنّ الأزياء كانت تُشكل عنصراً أساسياً من عناصر "الإبهار" في استعراضات صنعت "الدهشة" في حياة المتفرّج العربي، وقادته من الواقع إلى الخيال.

نجمة الفوازير

أحدثت شريهان، التي قدّمها استعراضياً المخرج الراحل فهمي عبد الحميد، ثورة تلفزيونية لم يسبقها اليها سوى نيللي. لكنّ شريهان، بملامحها الشرقية وشعرها الأسود، كانت هي "شهرزاد" العربية التي منحت المشاهد جرعةً من البهجة والأمل بعد سنوات من النكبات والهزائم. ومن عاش تلك المرحلة يقول ضاحكاً إنّ شريهان كانت الفنانة الوحيدة التي أوجدت حلاًّ لزحمة السير في مصر، باعتبار أنّ الساحات كانت تخلو من أهلها وقت إذاعة فوازيرها.

 

وعلى رغم التطوّر التكنولوجي الهائل، مازلنا نشاهد استعراضات شريهان بمتعة، لكونها تقوم على "نجمة" محترفة، جميلة، ومُلمّة بأنواع الفنون والرقصات الكلاسيكية والمعاصرة. والأهمّ أنّها عرفت كيف تُوازن بين جسدها وحواسها وأحاسيسها في كلّ مشهدٍ تؤديه. ولا ننسى أن شريهان ولدت في أسرة فنية، فهي الأخت الصغرى للفنان عمر خورشيد، ما سمح لها بمخالطة كبار الفنانين منذ طفولتها. والمعروف أنّها مثلّت في طفولتها أمام فريد شوقي، ورقصت في أكثر من حفلة أمام عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، وجلست في حجر أم كلثوم أثناء إحدى بروفاتها مع "أمير الغيتار"، عمر خورشيد. ولأنّ أمها وأخاها لمسا لديها "موهبة" فنية، دفعاها نحو استكمال دروسها في أهم مدارس الرقص، داخل وخارج مصر.

ومع ذلك، فإنّ الاستعراض لا يمكن أن ينجح بمجهود شخصي. لذا، اشتغلت شريهان مع نخبة من الملحنين والشعراء والكوريغراف، من سيّد مكاوي ومحمد الموجي وعبد السلام أمين الى سيّد حجاب ومودي إمام وحسن عفيفي وعاطف عوض. فكانت "فوازيرها" مُتقنة على كلّ المستويات.

غياب الإستعراض

استعادة شريهان "الإفتراضية" تعكس أيضا توق المشاهدين الى فنٍّ لم يعد موجودا في عالمنا العربي، كأنّما شريهان خرجت من المشهد الإستعراضي وأغلقت الباب وراءها.

 

كثيرات حاولن وفشلن. ممثلات، مغنيات، مذيعات، راقصات شرقي وباليه... لكنّ المجازفة كانت دائماً خاسرة. من لوسي ودينا الى نيللي كريم وياسمين عبد العزيز ومن ثم حليمة بولند وميريام فارس. إخفاقات بالجُملة... الجميلة منهنّ كان ينقصها خفة الظلّ، وصاحبة اللياقة كانت تفتقد الموهبة. فالاستعراض هو دائماً الامتحان الأصعب، لكونه يقوم على ثنائية الروح والجسد، ويمزج بين كلّ الفنون في آن: التمثيل والغناء والرقص والتعبير. ولهذا، مازالت الساحة تفتقر - منذ عقود- الى فنانة استعراضية حقيقية، وإن تلطّت كثيرات خلف هذا "اللقب" حتى بات مستفزّاً، إن لم نقل مبتذلاً.

تطبيق "تيك توك" لاقى رواجاً كبيراً خلال فترة الحجر المنزلي، وخصوصا بين فئة المراهقين ممن وجدوا فيه فرصةً للتعبيرعن مواهب فنية بأسلوب جديد وطريف. إنّه "مُتنفّس" جديد لهذا الجيل الذي لم يعد التلفزيون يُغريه بشيء. ومع ذلك، فإنّ معظم فيديوهات "تيك توك" مستقاة من المرحلة الذهبية للتلفزيون، سواء أكانت فوازير شريهان أو "نهفات" سعيد صالح وسمير غانم، أو حتى مقتطفات "إم محمود" (سامية الجزائري) في مسلسل "جميل وهناء".

المزيد من ثقافة