Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإغلاق بسبب كورونا يجنب بريطانيا 1700 وفاة

تأثير إيجابي لانخفاض تلوث الهواء أثناء الوباء

التلوث الذي اعتادت عليه المدن الكبرى قد يتغير بعد إغلاق كورونا (غيتي) 

توصلت إحدى الدراسات إلى أن جهود المملكة المتحدة لمحاربة فيروس كورونا أدت إلى تجنب قرابة 1700 حالة وفاة، بسبب انخفاض تلوث الهواء.

وأظهر البحث الذي أجراه مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف أن المستوى المتوسط للتلوث بثاني أكسيد الكربون قد انفخض بنسبة 40 في المئة تقريباً بينما انخفض المستوى المتوسط للتلوث بالجسيمات بنسبة 10 في المئة خلال الثلاثين يوماً الماضية. 

وتعني هذه النتائج مجتمعة أنه تم تجنب ما يقدر بنحو 11 ألف حالة وفاة ناجمة عن تلوث الهواء في أرجاء أوروبا كافة.

الأهم من ذلك، أن تأثير انخفاض تلوث الهواء سيعني انخفاضاً بمقدار مليون وثلاثمئة ألف تغيّبٍ عن العمل، وحالات ربو مستجدة لدى الأطفال أقل بـ 6 آلاف حالة، وانفخاضاً في زيارات قسم الطوارئ بسبب نوبات الربو بنسبة 1900 زيارة،  وحدوث 600 ولادة مبكرة أقل خلال الأشهر والسنوات المقبلة. لذلك، وفي حين أن هيئة خدمات الصحة الوطنية تخضع لضغط شديد في الوقت الحالي، يشير البحث إلى أن الوضع سيكون أسوأ لو لم يطرأ انخفاض كبير على تلوث الهواء، بخاصة بالنظر إلى أنه قد ثبت أن الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مسبقة هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

في الوقت الراهن، تشير البيانات إلى وجود ما يزيد على ثلاثة ملايين حالة إصابة بفيروس كوفيد 19 على مستوى العالم، في حين يقترب عدد الوفيات بشكل متسارع من 220 ألف حالة،  بينما شهدت المملكة المتحدة وحدها 26 ألف وفاة.

يذكر أن الإنتاج في محطات توليد الطاقة بالفحم في المملكة المتحدة  متوقف لأكثر من أسبوعين، مما أسهم بشكل كبير في التغيرات التي طرأت على تلوث الهواء.

على الرغم من أن وباء كورونا أمر لا يدعو للابتهاج، فقد سلطت الآثار الجانبية غير المقصودة للأزمة الضوء على الفوائد الرئيسة  التي تجنيها الصحة العامة بسبب تقليل حرق الفحم والنفط خلال شهر واحد فقط.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ينخفض متوسط العمر المتوقع للسكان في الاتحاد الأوروبي بحوالي ثمانية أشهر بسبب التعرض للتلوث.

وفي الوقت نفسه، تعكس نتائج الدراسة كذلك الدعوات التي توجهها الأمم المتحدة إلى صناع القرار الرئيسيين في أوروبا وخارجها كي يضعوا الهواء النقي والطاقة النظيفة والنقل النظيف في صميم خططهم للتعافي من هذه الأزمة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال: "ونحن نخطط للتعافي من وباء فيروس كورونا، لدينا فرصة شاملة لتوجيه عالمنا إلى طريق أكثر استدامة وشمولية - مسار يعالج التغير المناخي، ويحمي البيئة، ويبدّل فقدان التنوع البيولوجي ويضمن صحة  البشرية وأمنها على المدى الطويل".

وعلى الرغم من نتائج دراسة مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، فقد فاقم تلوث الهواء للتو من خطر الإصابة بفيروس كورونا لدى الكثير من الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مسبقة، بما في ذلك مرض السكري وأمراض الرئة والربو وأمراض القلب والسرطان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أوضح لوري ميليڤرتا، كبير المحللين في المركز أن "تدابير مكافحة وباء كوفيد 19 أسفرت عن انخفاضات هائلة غير مسبوقة في حرق الفحم والنفط، وما يرتبط بهذا النشاط من تلوث الهواء في أوروبا... وقد ساعد انخفاض التلوث هذا في تخفيف الضغط عن نظام الرعاية الصحية خلال هذه الأزمة. علاوة على ذلك، يسلط تحليلنا الضوء على الفوائد الهائلة على الصحة العامة ونوعية الحياة التي يمكن تحقيقها من خلال التخفيض السريع لاستخدام الوقود الأحفوري بطريقة مستدامة ويمكن المواظبة عليها... وبما أننا حريصون جميعاً على عودة الحياة والأعمال إلى طبيعتها، فلا أحد يتطلع إلى العودة إلى التلوث الناجم عن الوقود الأحفوري. من الضروري أن يعطي صناع القرار الأوروبيون الأولوية للهواء النظيف والطاقة النظيفة والنقل النظيف كجزء من خطط التعافي من الأزمة". 

البروفيسور ستيفن هولغيت، أستاذ علم الأدوية المناعي في جامعة ساوثامبتون، يصر على أن دراسة مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف تظهر أن العودة إلى المستويات السابقة من تلوث الهواء بمجرد رفع إجراءات الإغلاق سيشكل المزيد من الضغط على هيئة خدمات الصحة الوطنية. 

ويقول البروفيسور هولغيت: "إن هذا التقرير جاء في الوقت المناسب ليذكرنا إلى أي درجة أصبح تلوث الهواء قاتلاً... تحارب هيئة خدمات الصحة الوطنية فيروس كوفيد 19 بكل إمكاناتها وستجعل العودة إلى المستويات السابقة من تلوث الهواء هذه المعركة أكثر صعوبة... بينما نتطلع إلى رفع حالة الإغلاق، يجب علينا حماية الناس الأضعف أمام تأثيرات الهواء القذر، بما في ذلك الأشخاص الذين يتعافون من فيروس كورونا، والأطفال وملايين الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مثل الربو. نحن نمتلك الحلول وقد أظهرت الأسابيع القليلة الماضية أننا جميعاً قادرون على القيام بما هو ضروري لإنقاذ الأرواح".

© The Independent

المزيد من بيئة