Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"فاينانشال تايمز" تخترق اتصالات صحيفتي "اندبندنت" و"ايفنينغ ستاندر"

تنصّت المراسل الصحافي على اجتماعات عُقدت عبر تطبيق "زوم" بينما أُطلع الموظفون على أنباء حسّاسة تتعلق باقتطاع الرواتب والتسريح المؤقت خلال الجائحة

أطلع الموظفون على أنباء حسّاسة تتعلق باقتطاع الرواتب وصحيفة "فاينانشال تايمز" من أهم المراجع الاقتصادية والسياسية في بريطانيا (غيتي) 

تأكّدت "اندبندنت" من أنّ أحد مراسلي صحيفة "فاينانشال تايمز" تنصّت على اتصالات فيديو سريّة وحساسة تخص مؤسسات إخبارية منافسة، بينما نقل (رؤساء) التحرير وكبار الإداريين للموظفين أنباء تتعلق باقتطاع الرواتب والتسريح المؤقت.

وانضمّ مارك دي ستيفانو، الذي أوقفته "فاينانشال تايمز" عن العمل مؤقتاً بانتظار انتهاء التحقيق في الحادثة، إلى اجتماعات خاصة عقدتها "اندبندنت" و"إيفنينغ ستاندرد" عبر تطبيق "زوم"، بينما كانت الإدارة تطلع الصحافيين على تأثير الإجراءات الجديدة المفروضة بسبب جائحة فيروس كورونا في وظائفهم.

وتُظهر سجلّات الدخول أنّ حساباً يرتبط بعنوان بريد دي ستيفانو الإلكتروني في "فاينانشال تايمز" انضمّ إلى اتّصال الفيديو الخاص بموظفي "اندبندنت" يوم الخميس مدة 16 ثانية. لم يفتح المتّصل الكاميرا خاصّته، لكنّ الصحافيين رأوا اسمه عندما ظهر برهة على الشاشة، قبل أن يغادر الاجتماع.

وبعد مرور خمس دقائق، انضمّ حسابٌ مختلفٌ إلى الاتّصال، لكنه لم يحمل أيّ اسم هذه المرّة. ومن جديد، أُطفئ الفيديو فلم يظهر سوى مربع أسود بين 100 شاشة تعود إلى من دُعوا إلى المشاركة في الاجتماع. وتبيّن لاحقاً أنّ حساب المُستخدم المجهول، الذي بقي بالاجتماع حتّى النهاية، مرتبطٌ بالهاتف النقّال الذي يستخدمه مراسل "فاينانشال تايمز" نفسه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نشر دي ستيفانو الأنباء على "تويتر" في أثناء استماع موظفي "اندبندنت" إلى تفاصيل وأسباب الاقتطاع من رواتبهم والتسريح المؤقت، وقبل أن يتمكّن رئيس التحرير كريستيان بروتون وكبار المسؤولين في الصحيفة من الاتصال بصحافيين آخرين لم يستطيعوا أن ينضمّوا إلى الاتصال، بمن فيهم المراسلون المقيمون في الولايات المتّحدة.

بعد ذلك بقليل، نشرت "فاينانشال تايمز" تقريراً بقلم دي ستيفانو، تضمّن تفاصيل سريّة حول تراجع إيرادات الإعلانات في الصحيفة، واقتباساً عن كلام الرئيس التنفيذي زاك ليونارد. وذكر التقرير "المشاركين في الاتصال" باعتبارهم مصدر القصّة.

ويكشف التحقيق، الذي أجرته "اندبندنت" كذلك، أنّ الحساب المرتبط بهاتف دي ستيفانو دخل إلى اتصال فيديو أجراه رئيس تحرير "إيفنينغ ستاندرد" جورج أوزبورن في الأول من أبريل (نيسان) أعلن فيه للموظفين تسريحاً مؤقتاً واقتطاع رواتب على نطاق واسع.

وهذه المرّة أيضاً، ظهرت التفاصيل على حساب دي ستيفانو على "تويتر"، ووصفت مجريات "اتصال زوم الداخلي" قبل أن ينتهي، بينما نشر موقع "فاينانشال تايمز" تقريراً اقتبس فيه كلام أوزبورن كما ورد خلال الاجتماع الخاص.

ازداد استخدام تطبيق اتصال الفيديو "زوم" بشكل هائل، بعدما ترك الملايين حول العالم مكاتبهم كي يعملوا من المنزل، وهو البرنامج نفسه الذي يستخدمه مجلس الوزراء خلال الجائحة.

معلوم أن دي ستيفانو كان التحق بصحيفة "فاينانشال تايمز" مراسلاً للشؤون الإعلامية والتكنولوجية في يناير (كانون الثاني)، بعد أن كان يعمل لدى موقع "بازفيد"Buzzfeed  ، إذ اكتسب سمعةً بأنه مصدر سريع للأخبار والإشاعات الإعلامية، ودأب على نقل الأخبار العاجلة إلى متابعيه على "تويتر" الذين يبلغ عددهم 100 ألف شخص.

تحدّد مدوّنة السلوك المهني التي وضعتها "فاينانشال تايمز" أنه "على الصحافة أن لا تسعى إلى اقتناء أو نشر مواد حُصل عليها من خلال اختراق اتصالات أو رسائل أو رسائل إلكترونية خاصّة أو هاتفية. ولا يمكن تبرير اللجوء إلى الخداع أو التحايل عادة سوى في حال صبّ ذلك في المصلحة العامّة، وحتّى في هذا الوضع، فقط إن كان من غير الممكن الحصول على المواد بأي وسيلة أخرى".

وصرّح رئيس تحرير "اندبندنت" كريستيان بروتون، قائلاً "نحترم حرية التعبير ونتفهّم صعوبات جمع الأخبار، لكن (اندبندنت) تعتبر حضور مراسل يعتبر طرفاً ثالثاً إيجازاً خاصاً للموظّفين أمراً غير لائق أبداً، وتطفلاً غير مبرّر على خصوصية موظفينا. وكان الناطق الإعلامي باسمنا أعدّ بياناً كاملاً للصحافة، وما كان على أي مراسل مهتمّ بالأمر سوى الاتصال وطلب الحصول عليه".

وقال ناطق باسم صحيفة "إيفنينغ ستاندرد"، "من غير المقبول أن يدخل مراسل (فاينانشال تايمز) بشكل غير قانوني إلى اتصال خاص على تطبيق (زوم). نحن على يقين من أنّ (فاينانشال تايمز) سترغب في تقديم تفسير فوري واعتذار".

اتّصلت "اندبندنت" بشكل منفصل بـ"فاينانشال تايمز" طلباً لتعليقها على هذا المقال، لكن المسؤولين رفضوا التعليق. كما رفض مارك دي ستيفانو الإدلاء بتعليق كذلك.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار