Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يبحث عن حرب أهلية، وأنصاره يسعدهم إيقادها

تغريدات ترمب عن "تحرير" مينيسوتا وميشيغان وفرجينيا أخرجت الأشخاص نفسهم الذين صوتوا ضد مصلحتهم الذاتية في 2016 وستكون لهم صحوة عنيفة

ترافق وصول ترمب إلى الرئاسة، تصاعد حدة الانقسام السياسي. هل تبلغ التوترات مداها الأقصى ثم تنفجر أهلية؟ (أ.ب.)

لا يمكنني التفكير في تفسير معقول يعمد رئيس إحدى أغنى المجتمعات في العالم وأكثرها تطوراً من الناحية الطبية، إلى رفض النصائح الجادة كلها، وأن يغرّد، كما فعل رئيس بلدي يوم السبت الماضي، التوجيهات التالية: "حرّروا مينيسوتا،" "حرّروا ميشيغان" و"حرّروا فيرجينيا وانقدوا التعديل الثاني العظيم (للدستور). إنه تحت الحصار."

الآن، يمكن لأهالي نيويورك من أمثالي أن يخبروكم بالفعل ما يحدث حينما لا تحترمون التباعد الاجتماعي. [آنذاك] تشاهدون المستشفيات تكافح لاستيعاب المرضى، وتشاهدون الناس يموتون، المرّة تلو الأخرى. وتشاهدون المدن والمجتمعات تتداعى. يعلم الرئيس ذلك، ويعتقد كثيرون أنه غبي. لكن، لا أعتقد أن هذا صحيح بالمعنى التقليدي للكلمة. بالتأكيد لا يسير وفق القواعد والنصوص الراسخة، لكن غبي؟ لا. إن كل تغريدة يرميها إلى الحشد تمثّل قنبلة يدوية أفلت مسمار الأمان فيها.

لقد شجع دونالد ترمب، الحازم، سكان تلك الولايات الثلاث (وغيرها) على مقاومة قرارات حكامهم. وكانت النتيجة اندلاع احتجاجات، في أماكن متقاربة كلها، وذلك أمر يجدر ملاحظته، بل مع العنصر المشهدي الأشد منافاة للعقل في ذلك كله، إذ وقف الناس كتفاً إلى كتف في ظل جائحة [كورونا] على مداخل المباني الحكومية، يصرخون ضد انتهاكات ما يسمّى الحريات. وقد يموت هؤلاء المتظاهرون نتيجة ذلك، ما يجعلهم حرفيّاً الوقود لعود ثقاب الرئيس.

يعرف ترمب، بصورة أساسية، أننا لم نتجاوز الأسوأ. ومع ذلك، فإنه عاقد العزم تماماً على شن حرب ضد مواطنيه، لأن الرئيس يزدهر في لحظات الاضطراب السياسي. لقد قاده الاضطراب السياسي إلى الفوز بالانتخابات، ويراهن على اضطراب سياسي آخر (أو حرب أهلية فعلية) للفوز مرّة أخرى. لكن الفارق هذه المرة يكمن في أن العواقب ستكون وخيمة أكثر من تداول الشعارات على الإنترنت، واتهام هيلاري كلينتون بإدارة عصابة للاستغلال الجنسي للأطفال في طابق سفلي لا وجود له لمحلٍ يبيع البيتزا في العاصمة واشنطن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذه المرة، ستتطلخ يدي ترمب بدماء آلاف من الأميركيين.

إن الأشخاص الذين يقفزون عندما يقول ترمب إقفز، أولئك الذين خرجوا في الاحتجاجات وتنظموا من دون تردد عندما رأوا تغريداته، وقد يصابون بالمرض لأنهم فعلوا كل شيء ينهانا عنه العلم والطب، هم الأشخاص أنفسهم الذين صوتوا ضد مصالحهم الذاتية في 2016.

هؤلاء هم أهالي منطقة "حزام الصدأ" الذين وُعدوا بأجور مرتفعة من قِبَل رجل لم يعرف أبداً في حياته معنى التضحية، ومع ذلك بقيت أجورهم راكدة. أولئك هم أهالي وسط الغرب الأميركي الذين قيل لهم إن لدى الرئيس خطة للتأمين الصحي أوسع شمولاً، ولا يزالون، بعد أربع سنوات تقريباً، يتخبطون في التأمين الصحي الخاص غير المستقر. أولئك هم أناس جاءوا من الأمكنة كلها، ولقد قيل لهم إن الولايات المتحدة ستشهد ثروة لا متناهية بفضل حنكة رجل أعمال، وإنهم الآن، في 2020، يرون أنفسهم يسقطون بدلاً من ذلك في حفرة ركود لا نهاية لها، سببها استجابة متأخرة لا تغتفر للوباء من قبل رجل الأعمال نفسه.

أولئك هم محاربو ترمب وضحاياه. أولئك هم ضحايا حرب ترمب الأهلية. وخلال عطلة نهاية الأسبوع [الماضي]، اندلعت الاحتجاجات في ولاية كولورادو ووقع صدام بين أنصار ترمب الملوحين بالأعلام مع متظاهرين مضادين من عمال المستشفيات المحلية. هكذا تبدأ [الحرب].

وبالتالي، جهّزوا أنفسكم أيها الأميركيون. ليس الأمر أن رئيسنا لا يعرف ماذا يفعل. إنه يعرف، لكنه لا يبالي. نحن جميعاً يمكن التخلص منا. وعندما تندلع الحرب، ونحن نعلم أنها ستندلع، تذكروا هذه اللحظة، عندما اختبرنا حدود ديمقراطيتنا، وتمادينا إلى أقصى الحدود. إنه سيختبرنا بحرب أهلية، لكن وصولنا إلى التمدّن أو عدمه، أمر يقع حصراً على عاتقنا.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء