Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يحفز روح الإبداع السودانية لمواجهة انتشاره

أجهزة تنفس صناعي وممرات تعقيم لمحاربة الوباء

تصنيع أجهزة للتنفس الصناعي عُرض منها نموذجان على وزارة الصحة للتثبت من فاعليتهما (حسن حامد)

لا شكّ في أن زمن كورونا هو بلا منازع زمن الخوف من قاتل خفي، لم يستثن دولة أو يرحم يافعاً أو مسناً، وقديماً قيل، إذا كانت الحاجة امّ الاختراع فالخوف هو أبوه، فتحت ضغط الحاجة، وأمام عالم ساده الإغلاق الكبير، جواً وبحراً وبراً، بلغ تزايد الطلب على معدات وأدوات مكافحة كورونا، درجة قرصنة الكمامات وتصيّد أجهزة التنفس الصناعي في عرض البحار.

حال السودان الدولة النامية الفقيرة، تغني عن السؤال من حيث النقص في احتياجات مجابهة الوباء التي شكلت امتحاناً لقدرة النظم الصحية في العالم، ومدى قدرتها على الصمود أمام الجائحة.

الحاجة أم الاختراع

وتلقّى مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير إفادة من وزير الصحة أكرم علي التوم حول مستجدات كورونا أشار فيها إلى معضلة عدم توفر الملابس الواقية والمعقمات للكوادر الطبية، ونادى بضرورة الشراكة بين القطاعين العام والخاص للتصنيع المحلي والاستفادة من قدرات منظومة الصناعات الدفاعية في هذا المجال، وإيجاد سبل للاستيراد من الدول التي تسمح بالتصدير، وجدد المجلس إشادته ودعمه للجيش الأبيض، والتزامه بتقديم المزيد من الدعم والتسهيلات لتمكينه من أداء رسالته، وكشف الناطق الرسمي لمجلس الوزراء فيصل محمد صالح أن المجلس وجّه بالتشديد في إجراءات تنفيذ الإغلاق الكامل، والحد من أذونات الحركة إلا في حدود بالغة الأهمية، وتذليل معوقات توفير وتوزيع احتياجات المواطنين من السلع الاستهلاكية وتقديم الدعم النقدي لبعض الفئات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كثيرون اتهموا وزير الصحة بتقديم صورة قاتمة للوضع الصحي، وهو يستعجل اللجنة العليا لطوارئ كورونا إعلان الحظر الشامل، منطلقاً من قاعدة الوقاية خير من العلاج ومعرفته بالنقص الكبير في المال والدواء والأجهزة الطبية اللازمة لمجابهة كورونا حال انفجار الوضع ببلوغ مرحلة التفشي المجتمعي الداخلي، ونقص معدات ومستلزمات الوقاية للكوادر الطبية والصحية، واحتياجات المرضى والمشتبه فيهم، يقابله إحجام كثير من دول العالم في تصدير تلك الأجهزة تحسباً لحاجة متوقعة، خصوصاً أجهزة ومعدات الوقاية وأجهزة التنفس الصناعي السلاح الأكثر فعالية وطلباً وندرة.

الواقع المحفز

الواقع المثير للمخاوف، الذي يعززه الارتفاع اليومي والكلي المطرد في الإصابات، دفع كثيراً من الخبرات والعقول والقدرات البشرية السودانية، للبحث عن سبل لسدّ فجوة الاحتياجات بالتصنيع المحلي وارتياد مجال التكنولوجيا الطبية، وكانت البداية من منظومة الصناعات الدفاعية بتصنيع أجهزة للتنفس الصناعي، عُرض منها نموذجان على وزارة الصحة لاختبارهما والتثبت من فاعليتهما.

وأعلنت المنظومة عزمها تدشين مجموعة من الأجهزة الطبية السودانية الأخرى لمكافحة كورونا، تشمل جهازاً آخر للتعقيم اليدوي الآلي وغرفة للكشف بالتحكم من بعد لتفادي الاحتكاك بالمرضى، بالإضافة الى عيادات وغرف طوارئ متحركة.

"درون" ومعقمات

وأوضح المهندس بالمنظومة بشرى فضل خليل أن الشركات المتخصصة التابعة لها أسهمت بإنتاج محرقة طبية صديقة للبيئة ونفق للتعقيم الآلي، إلى جانب مجموعة من تطبيقات الكشف المبكر والتنبيه والتوعية، باستخدام طائرات "درون" مصنعة عبر مجموعة "صافات للطيران"، وتقوم المنظومة في فروع أُخرى بتصنيع الأساسيات الطبية ومعقمات الأسطح والأيدي.

المبادرة السودانية الطوعية لتصنيع أجهزة التنفس الصناعي التي تضم مهندسين طبيين سودانيين شرعت بدورها في تطوير إنتاج أجهزة للتنفس الصناعي، تنتظر الموافقة من الجهات المختصة للعمل عليها لتغطية العجز فيها.

ممر التعقيم التلقائي

وعلى صعيد الجهود الفردية، أهدى محمد صالح حسين، الى مجلس السيادة نسخة من جهاز ممر التعقيم التلقائي الذي ابتكره وصنعه، ودُشّن داخل القصر الجمهوري بواسطة عضو مجلس السيادة صديق تاور نائب رئيس اللجنة العليا لطوارئ كورونا، وقال محمد صالح لـ "اندبندنت عربية" إن الجهاز صُنع من مواد محلية ويلائم البيئة والثقافة السودانية، ويتمتع وفق الاختبارات العلمية التي أجريت له، بالفعالية والكفاءة وجودة عملية التعقيم، وهو سهل الصيانة، ويوفر الوقاية المطلوبة للكوادر الطبية والصحية والمرافق الخدمية والعامة وغيرها، ولفت إلى أنه أقدم على هذا الاختراع تجاوباً مع الحملة الوطنية لمكافحة كورونا، ويعمل على تطويره بما يؤهله مستقبلاً لفرز حالات الاشتباه وفقاً لدرجة حرارة مستخدميه.

قبعة كورونا الذكية

في السياق ذاته، قدّم الطالب في كلية الهندسة الكيميائية بجامعة الإمام المهدي، أحمد محجوب حسين، إنجازاً عبارة عن قبّعة واقية مزودة بجهاز استشعار ناطق، يقرأ درجة الحرارة ويتميز بدرع شفاف لحماية كامل الوجه وقاية لمستخدميه من الكوادر الطبية.

الجهاز بحسب شرح مبتكره لـ "اندبندنت عربية" مزوّد بمفتاح صغير للتشغيل والإطفاء، ويرسل رسائل صوتية وفق برمجة مسبقة بدرجة حرارة المريض إلى الطبيب، وأفاد محجوب بأنه صنع نسختين فقط من جهازه، وتواجهه تحديات عدة حتى يبصر الجهاز النور ويجد طريقه إلى المستشفيات ومراكز العزل وغرف العناية المكثفة التي تعاني نقصاً في وسائل ومعدات الوقاية.

معقم ذكي محلي

تصنيع محلي آخر قدمه الطالب بالمستوى الثالث (جامعة سنار) وهي جامعة حكومية، في قسم هندسة الحاسوب، خلف الله أحمد محمد حامدنو، اسمه (المعقم الذكي)، وهو عبارة عن جهاز يطلق رذاذ بخاخ للتعقيم عن بعد، بمجرد وضع اليد أمامه على مسافة قريبة، ويعمل على التيار الكهرباء العادي وبمصدر طاقة شمسي أو بطارية تدوم خمس ساعات للمناطق النائية، وأوضح حامدنو لـ "اندبندنت عربية" أن الجهاز يوقف انتقال العدوى بتفادي تكرار اللمس، كما أنه خفيف الوزن، وسهل التصنيع، وقابل للتطوير والتحديث.

ولأجل تنسيق كل الجهود والمبادرات، تشكلت المنصة الوطنية لمكافحة كورونا التي تضم 400 منظمة مجتمع مدني داخل وخارج السودان، تعمل على تجميع كل المبادرات لأغراض التوعية وتوفير الإمكانات والاحتياجات اللازمة لمكافحة كورونا، عبر التنسيق والشراكات وفتح المساهمة الوطنية لكل قطاعات الشعب السوداني.

ووقعت المنصة مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة الاتحادية وشراكة مع ولاية الخرطوم لتنسيق كل الجهود في مكافحة الوباء.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير