Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التوصّل إلى لقاح ناجع ضدّ كورونا ليس مضموناً

تقول باحثة في جامعة أكسفورد إن التوقّعات بشأن عقار للتحصين ضدّ كورونا ما زالت "مبشرة للغاية"

التجارب السريرية بدأت في أكثر من دولة لتطوير دواء أو لقاح لفيروس كورونا (رويترز) 

حذَّر خبراء من أنّ توصّل العلماء إلى لقاح ناجع لفيروس كورونا ليس مضموناً. وقالت سارة غيلبرت البروفيسورة في جامعة أكسفورد البريطانيّة، التي تقود فريقاً يعمل على تطوير لقاح ضدّ كوفيد-19، إنّه لا يمكن لأحد أن يكون متيقِّناً تماماً من تحقيق ذلك.

في برنامج "أندرو مار شو" على شاشة بي. بي. سي (هيئة الإذاعة البريطانيّة)، ذكرت البروفيسورة في علم اللقاحات: "لذا، يتعيَّن علينا إجراء تجارب من أجل تبيُّن ذلك. صحيح أنّ التوقعات مبشرة للغاية، ولكن من الجليّ أنّها ليست مؤكَّدة تماماً".

البروفيسورة غيلبرت قالت كذلك إنّ فريقها ينتظر حاليّاً اختبارات السلامة والموافقات النهائيّة (المتعلقة باللقاح المحتمل)، لبدء التجارب السريريّة عليه.

في غضون ذلك، أُعطي الإذن لتعيين مجموعة من المتطوِّعين، وأخذ عينات دم منهم لإجراء فحوص عليها، فضلاً عن تفسير مجرى العملية وتقييم الحالة الصحيّة لأؤلئك المشاركين، وفقاً لغيلبرت.

البروفيسورة قالت: "بحلول وقت حصولنا على الموافقات كافة المتعلِّقة باللقاح، لا بدّ من أن تكون لدينا مجموعة جيدة من المتطوِّعين كي نستخلص المعلومات منها، وأن يكون في مقدورنا التقدّم بسرعة كبيرة".

ولكن، وفقاً لغيلبرت، من الصعب معرفة متى يكون اللقاح جاهزاً، إذ تشتمل عملية تطويره على مراحل معقّدة كثيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في البداية، يُعطى اللقاح لأشخاص أصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و55 سنةً، قبل الانتقال إلى الفئات العمريّة الأكبر سناً، بغية البحث في سلامة اللقاح واستجابة الجهاز المناعيّ له.

"ويكتسب ذلك أهمية لأنّ كبار السن هم الفئة التي ينبغي حقاً أن نحميها باللقاح"، قالت غيلبرت. "ولكن بواسطة اللقاحات عموماً، لا يوفّر الجهاز المناعيّ استجابة جيدة فيما يتقدّم في العمر، لذا من الضروريّ أن نتبيَّن مدى جودة اللقاح لدى كبار السن مقارنةً بالأشخاص الأصغر سناً، فقط من طريق قياس الاستجابة المناعيّة للتطعيم".

سيُعطى نصف المتطوِّعين في التجربة لقاح فيروس كورونا الجديد، بينما سيحصل النصف الآخر على لقاح مرخّص للوقاية من التهاب السحايا. وبحسب غيلبرت، لن يُكشف للمشاركين في التجربة نوع العقار الذي أخذوه.

تابعت غيلبرت: "بمرور الوقت، عندما يصاب الناس بالعدوى، أو تظهر لديهم أعراض فيروس كورونا، سيقصدوننا بغية إجراء الفحوص، وسنتّخذ الترتيبات اللازمة كي يخضعوا لفحوص كورونا بسرعة كبيرة، وعندما يحصل عدد كافٍ من الأشخاص على نتائج موجبة للفيروس (أي أنّهم مصابون بكورونا)، سينظر خبراء الإحصاء في أيّ من المجموعتين كان هؤلاء الأشخاص كي يعرفوا، هل كانوا في المجموعة التي تلقت لقاح كورونا، أم أنّهم جميعاً في المجموعة التي أُعطيت لقاح التهاب السحايا؟".

"نأمل من دون شك في أن تحدث الإصابات فقط لدى المجموعة التي تلقّت لقاح التهاب السحايا. وإذا جاءت النتيجة على هذا النحو، سيكون في إمكاننا القول إنّ هذا اللقاح ناجع، على الأقل ضمن الفئة العمريّة التي أعطيناها اللقاح،" حسبما قالت البروفيسورة.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قالت غيلبرت إنّ أحداً لا يمكنه تقديم أيّ ضمانات بشأن لقاح ناجع، لكنّها ذكرت أنّ توفّر لقاح في حلول فصل الخريف "أوشك على أن يغدو ممكناً ما دامت الأمور تسير على أكمل وجه".

وحذَّر مبعوث لـمنظمة الصحة العالميّة بشأن فيروس كورونا من أنّه لا يمكن الجزم بإمكانيّة التوصّل إلى لقاح ناجع لـكوفيد-19.

كذلك قال ديفيد نابارو، وهو بروفيسور في الصحة العالمية في "إمبريال كوليدج لندن": "ليس النجاح في تطوير لقاح آمن وفاعل ضدّ كل فيروس أمراً مضموناً بالضرورة".

وفي تصريح إلى صحيفة "ذي أوبزرفر"، قال: "عندما يتعلّق الأمر بتطوير لقاح، يكون بعض الفيروسات شديد الصعوبة. لذا بالنسبة إلى المستقبل المنظور، سيتعيَّن علينا إيجاد طرائق من أجل التعايش مع هذا الفيروس (كورونا) بوصفه تهديداً مستمرّاً".

أعلنت حكومة المملكة المتحدة في الآونة الأخيرة تعيين فريق عمل جديد بهدف دعم تطوير لقاح ضدّ كوفيد-19. باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميِّين في البلاد قال: "عندما يتوفّر أيّ لقاح محتمل ضدّ فيروس كورونا، سيحرص فريق العمل على أن يكون إنتاجه ممكناً على وجه السرعة وعلى نطاق واسع كي يكون متاحاً للناس بأسرع ما يمكن".

يبقى أنّ الفحوص كشفت إصابة ما يربو على 114 ألفاً و200 شخص في المملكة المتحدة بفيروس كورونا، فيما توفي 15 ألفاً و464 شخصاً من المرضى في المستشفيات، وفقاً لأرقام وزارة الصحة البريطانيّة الصادرة يوم السبت الماضي.

(تغطية إضافيّة من "برس آسوسيشين")

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات