Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة الفنزويلية تطرد السفير الألماني وغوايدو يدعوه إلى البقاء

طلب زعيم المعارضة الفنزويلية من الأوروبيين تشديد العقوبات المالية على نظام مادورو، فيما حذّرت واشنطن المؤسّسات المالية الأجنبية من تسهيل صفقات "غير مشروعة" لفنزويلا

زعيم المعارضة خوان غوايدو يترأس اجتماعاً للجمعية الوطنية الأربعاء 6 مارس (آذار) 2019 (أ.ف.ب)

تستمرّ الأزمة الفنزويليّة بالتطوّر يوميّاً، في ظلّ شدّ حبال شديد بين الرئيس نيكولاس مادورو، المدعوم من روسيا في شكل أساس، ورئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيساً موقتاً للبلاد بدعم من الولايات المتّحدة وعدد كبير من الدول الأوروبية، التي اعترفت به رئيساً شرعياً.

حكومة مادورو تطرد السفير الألماني

في خطوة تصعيدية، أمرت الحكومة الفنزويلية، الأربعاء، بطرد السفير الألماني في بلادها دانييل مارتن كرينر، ممهلةً إياه 48 ساعة لمغادرة أراضيها. وبرّرت وزارة الخارجية هذا القرار بتدخّل السفير "في الشؤون الداخلية الفنزويلية"، وذلك على خلفية توجّهه إلى مطار كراكاس الدولي لاستقبال غوايدو، الذي خرج من البلاد للقيام بجولة في أميركا اللاتينية، متحدّياً السلطات الفنزويلية التي منعته من مغادرة البلاد.

وذكر بيان الخارجية الفنزويلية أنّ كرينر "ذهب إلى مطار مايكويتيا الدولي ليشهد وصول النائب... خوان غوايدو"، مضيفاً أنّه "من غير المقبول" أن يتصرّف سفير "على نحو يتّفق تماماً مع أجندة مؤامرة فئات متطرّفة من المعارضة الفنزويلية".

علماً أنّ السفير الألماني لم يكن الديبلوماسي الوحيد في استقبال غوايدو، بل حضر إلى جانبه 11 سفيراً من أوروبا ودول أميركا اللاتينية، بينهم السفير الفرنسي، وذلك بهدف ضمان سلامته بعدما أكّد مادورو في وقت سابق أنّ على خصمه، كرئيس للبرلمان، أن "يحترم القانون"، مشيراً إلى أنّه إذا عاد إلى البلاد فسيتحتّم عليه "المثول أمام القضاء".

وكان غوايدو كشف عن خروجه من البلاد سراً إلى كولومبيا عبر الحدود البرية بفضل مساعدة عسكريين. وعند عودته إلى البلاد، قال في خطاب أمام أنصاره في العاصمة كاراكاس، "رحّب بي موظفو الهجرة في المطار بالقول: أهلاً بك حضرة الرئيس". ما يشير إلى استعداد عناصر أمنية عديدة للانقلاب على الرئيس مادورو، على الرغم من تأكيد قيادة الجيش مراراً دعمها له.

ألمانيا: طرد سفيرنا "يُفاقم الوضع"

قابلت ألمانيا خطوة الحكومة الفنزويلية المستغربة ضدّها، تحديداً، بتأكيد دعم غوايدو.

وندّد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الأربعاء، بقرار طرد سفير بلاده في كراكاس، معتبراً أنّه "يفاقم الوضع". وقال في بيان مقتضب إنّه "قرار غير مفهوم، يفاقم الوضع ولا يسهم في التهدئة".

 

وأضاف الوزير الألماني "دعمنا، دعم أوروبا، لخوان غوايدو يبقى ثابتاً. لقد قام السفير كرينر بعمل ممتاز في كراكاس، خصوصاً في الأيام الأخيرة".

في السياق نفسه، أمل الاتحاد الأوروبي أن تعيد كراكاس النظر في قرارها طرد السفير الألماني. وأسف الناطق باسم فيديركا موغيريني، وزيرة خارجية الاتحاد، لهذا القرار، مشيراً إلى أنّه جاء في الوقت الذي كان الاتحاد "حريصاً على إبقاء خطوط الاتّصال قائمة مع كل الأطراف، بما فيها حكومة مادورو".

غوايدو يدعو السفير الألماني إلى البقاء

غوايدو (35 سنة) الذي عاد إلى فنزويلا بعد جولته الخارجية، مشدّداً على عدم خوفه وعلى ازدياد المعارضة قوّة، قائلاً أمام مناصريه "مَن يقف أمامكم هو رئيس جمهورية فنزويلا"، يتسلّح بدعم دولي من قبل 50 دولة اعترفت به رئيساً شرعياً للبلد، في مقدّمها الولايات المتحدة، التي لم تستبعد تدخلاً عسكرياً في البلاد.

وفي مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، ندّد زعيم المعارضة بقرار الحكومة الفنزويلية طرد السفير الألماني، طالباً منه "البقاء" في البلاد. وأضاف "تعيش فنزويلا في ظلّ ديكتاتورية، وتشكّل طريقة التصرف هذه تهديداً لألمانيا". واتّهم غوايدو الرئيس مادورو بتولي الرئاسة بطريقة غير شرعية، قائلاً إنّه "لا يتمتّع بالشرعية حتى يعلن أن سفيراً غير مرغوب فيه". وأشار إلى أنّ "النظام لا يهدّد السفير كلامياً فقط، بل إنّ سلامته الجسدية مهدّدة أيضاً".

ورأى غوايدو، الذي ترأس الأربعاء اجتماعاً للجمعية الوطنية، أنّ إبعاد السفير الألماني يشكّل "تهديداً للعالم الحر".

من جهة أخرى، دعا غوايدو، في مقابلته مع المجلّة الألمانية، الدول الأوروبية إلى "تشديد العقوبات المالية على نظام مادورو". وأضاف "على المجموعة الدولية أن تمنع إساءة استخدام أموال الفنزويليين لقتل معارضي النظام والسكان الأصليين".

تحذير أميركي من تسهيل صفقات "غير مشروعة" لفنزويلا

ترافق التوتّر الفنزويلي – الألماني مع اتجاه واشنطن إلى فرض عقوبات جديدة على نظام مادورو والمقرّبين منه، تهدف إلى شلّ قدرته على الحصول على الأموال، وفق ما كشف مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، جون بولتون الثلثاء.

وفي هذا الإطار، حذّر بولتون، في بيان الأربعاء، المؤسسات المالية الأجنبية من المساعدة في تمويل مادورو، قائلاً "الولايات المتحدة أبلغت المؤسّسات المالية الأجنبية أنّها ستواجه عقوبات لمشاركتها في تسهيل التحويلات المالية غير القانونية التي تفيد نيكولاس مادورو وشبكته الفاسدة".

علماً أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقود ضغوطاً دولية لإزاحة مادورو وتنصيب زعيم المعارضة خوان غوايدو خلفاً له.

في سياق آخر، أخلي الأربعاء سبيل الصحافي الأميركي كودي ويدل، الذي يعمل مراسلاً في كراكاس منذ سنوات، وفق ما ذكرت إحدى وسائل الإعلام التي كان يعمل فيها ونقابة الصحافة الفنزويلية.

وكان ويدل اقتيد صباح اليوم نفسه من منزله إلى جهة مجهولة، وعبّرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي كيمبرلي بريير، في تغريدة، عن "قلقها العميق" إزاء خطفه، ودعت إلى "إطلاق سراحه على الفور".

 

وذكرت نقابة الصحافة الفنزويلية، الخميس، أنّه سيتمّ ترحيل الصحافي إلى الولايات المتحدة، فيما كتبت شبكة "لوكال 10 نيوز" في ميامي على تويتر أنّ "السلطات الفنزويلية" احتجزته. 

وتعليقاً على هذه الحادثة، قال غوايدو إنّ الإجراء الذي أتخذ ضدّ كودي ويدل "استهدف إخفاء الحقيقة، لكنه لم ينجح".

المزيد من دوليات