Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الجزائري يتهم جهات بالتشويش على تغييرات تبون

تنحية اللواء واسيني بوعزة لم يكن حدثاً عارضاً بل مفصلياً في بدايات حكم رئيس الجمهورية

اللواء علي عكروم رئيس دائرة الإمداد والتنظيم (وزارة الدفاع)

استنكرت وزارة الدفاع الجزائرية تداول أنباء عن إقالة ثلاثة من كبار الجنرالات وإحالتهم إلى التحقيق في قضية مدير الأمن الداخلي السابق اللواء واسيني بوعزة.

 وفنّدت الوزارة أخباراً عن تنحية الجنرالات الثلاثة علي عكروم وعمار عمراني وعبد القادر لشخم، واصفةً ما أُشيع بـ "دعاية أبواق لم تعجبها التغييرات التي باشرها رئيس الجمهورية"، داخل المؤسسة العسكرية.

وتراقب وزارة الدفاع عن قرب تفاعل شخصيات معارضة ومدوّنين، مع تبعات إقالة واسيني بوعزة وإحالته إلى التحقيق العسكري في قضايا تتصل وفق معلومات غير رسمية بـ"مقاومة قرارات السلطات العليا".

 وعلى ما يبدو، فإنّ لهذه الإقالة حسابات أكبر ممّا توقعه الرأي العام في البلاد، ما يفسر تأخرها لأشهر على الرغم ممّا أشيع عن علاقة فاترة بين رئيس الجمهورية، وزير الدفاع القائد الأعلى للقوات المسلحة ومدير الأمن الداخلي للجيش.

ولمّح بيان لوزارة الدفاع إلى ما يمكن اعتباره حسابات غير معروفة في موازين القوى داخل المؤسسة العسكرية، وأشار إلى "أبواق ومصالح لم تعجبها التغييرات التي باشرها رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني".

وأجرى تبون ثلاثة تغييرات "حساسة" في هيكلة المؤسسة العسكرية خلال الأيام العشرة الأخيرة، حين عيّن اللواء محمد قايدي رئيساً لدائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي، ومن ثم اللواء عبد الغني راشدي مديراً للأمن الداخلي خلفاً لواسيني بوعزة، وأخيراً اللواء محمد بوزيت المدعو "يوسف" على رأس مديرية الأمن الخارجي (أُقيل من المنصب ذاته في مارس 2019)، مستخلفاً بذلك العقيد كمال الدين رملي.

ويُنتظر أن يتحدث الوزير المستشار الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، محمد السعيد بلعيد، صباح الثلاثاء المقبل (21-4-2020) عن هذا الملف في مؤتمر إعلامي.

أذرع واسيني؟

على نطاق واسع، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن اعتقال ثلاثة من كبار القادة المركزيين على مستوى وزارة الدفاع الوطني، وهم قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم عمار عمراني ، واللواء علي عكروم، رئيس دائرة الإمداد والتنظيم واللواء لشخم عبد القادر، المدير المركزي للإشارة وأنظمة المعلومات.

وورد في رد وزارة الدفاع الوطني أنها تفنّد ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي، حول تنحية وتوقيف عدد من القيادات المركزية وإطارات عليا في الجيش الوطني الشعبي.

 وأضافت "تفنّد الوزارة قطعياً هذه الدعايات المغرضة الصادرة عن أبواق ومصالح لم تعجبها التغييرات التي باشرها رئيس الجمهورية، في محاولة يائسة لبث البلبلة وزرع الشك في صفوف الجيش الوطني الشعبي الذي سيظل الحصن المنيع الذي يحمي بلادنا من كل المؤامرات والدسائس".

وتستنكر "وزارة الدفاع بقوة هذه الممارسات الدنيئة، وستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة لمتابعة مروّجي هذه الحملة وتقديمهم أمام العدالة لوضع حد لمثل هذه الحملات التضليلية والتحريضية للرأي العام وأن كل القرارات التي تُتَّخذ في هذا الإطار يتم التعامل معها إعلامياً بكل الشفافية المطلوبة ويتم إطلاع الرأي العام بها في الوقت المناسب".

في المقابل، حمل بيان الوزارة إشارة قد يُقصد بها محسوبون على الجنرال المُقال واسيني بوعزة، ما يقوّي فرضية التهم الموجهة إلى هذا العسكري وتخص "مقاومة التوجيهات العليا". ومع ذلك، فلا يوجد أي تسريب رسمي حول طبيعة التهم الموجهة إليه ولا الدواعي وراء استهداف هؤلاء القادة المركزيين الثلاثة وربطهم برئيس الأركان الراحل الفريق أحمد قايد صالح.

من جهة ثانية، يقول حيوني إسماعيل، المحاضر السابق في مركز الدراسات الأفريقي حول الإرهاب ومقره العاصمة الجزائرية في حديث لـ"اندبندنت عربية"، أن "تنحية واسيني لم يكن حدثاً عارضاً بل مفصلياً في بدايات حكم الرئيس عبد المجيد تبون، بقدر ما كانت التنحية صامتة وما ورد عنها من ردود فعل من أطراف غير معروفة، لذلك يمكننا اليوم التخمين أن المؤسسة العسكرية تبعاً لتوجيهات تبون قد أطلقت عملية تصحيح من وجهة نظرها التي قد تغضب جناحاً أو أفرادا".

القائد الأعلى للقوات المسلحة

على غير العادة، بات الإعلام الحكومي يصرّ على صلاحيات دستورية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كوزير للدفاع الوطني القائد الأعلى للقوات المسلحة حتى حين يتعلق الأمر بنشاط سياسي كما ورد في بيان يستبق مجلس الوزراء مساء أمس (18-4-2020).

وحدث ذلك، بعد تنويه افتتاحية مجلة الجيش التي توصف حال المؤسسة العسكرية بما سمّته "الانسجام الكامل بين رئيس الجمهورية والجيش الوطني الشعبي".

 وكانت الافتتاحية محل تساءل في أوساط مراقبين في غياب أي عارض يستدعي التذكير بهذا "الانسحام، إذ ذكرت المجلة أن الجيش "يتمتع بثقة رئيس الجمهورية، كونه الراعي الأمثل لهذا الائتمان، ماضياً، حاضراً ومستقبلاً (...)".

تزامُن هذه الإشارات ليس اعتباطياً برأي إسماعيل "الآن فقط يمكن ربط الأحداث ببعضها، والحديث عن تنفيذ رؤية جديدة داخل النواة الصلبة في المؤسسة العسكرية باتفاق مع قيادة الأركان، ومحاولة تبون إزالة عقبات من أمامه، قد تنعكس نتائجها إيجاباً على محاولته التصالح مع الحراك الشعبي خصوصاً".

ويضيف "تعتقد أطراف توجيه الرأي العام، أن تنحية واسيني كان نتيجة ضغط من الحراك، لذلك تحاول الأطراف ذاتها، لفت الانتباه عمداً لقادة آخرين، ومن ضمن أهدافها تحصيل التركيز الذي خُصّص لواسيني وبالتالي الحصول على النتيجة ذاتها- الإقالة"، موضحاً أن" تبون ورث وضعاً صعباً للغاية كما أن تصريحاته المتفائلة والممدودة للحراك لم تُفعَّل على أرض الواقع... أظن أنه يقوم بانتزاع أسباب ذلك".

المزيد من العالم العربي