Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهرجان المربد... أربعة أيام ثقافية في البصرة

بعد الإمارات أختيرت سوريا ضيف شرف تعبيراً عن التضامن مع الشعب السوري الذي عانى بشدة وقدّم تضحيات كبيرة في الأعوام الماضية

تفتقر مدينة البصرة إلى بنية تحتية ثقافية من قاعات كبيرة وصالات سينما ومسارح عامة (اندبندنت عربية)

بمشاركة مئات الشعراء من العراق ومعظم الدول العربية، وبعض الدول الأجنبية، بدأت في البصرة الواقعة جنوب العراق دورة جديدة لمهرجان المربد، تتضمن على مدى أربعة أيام قراءات شعرية وجلسات نقدية وفعاليات فنية ومعارض تشكيلية وفوتوغرافية وزيارات إلى معالم ثقافية في المدينة.

يعد مهرجان المربد أهم حدث شعري عراقي، وتعود دورته الأولى إلى العام 1971. وجرت العادة أن يُقام في العاصمة بغداد، لكن بعد الاحتلال الأميركي في العام 2003 نُقل المهرجان إلى البصرة لما تتمتع به المدينة من عمق حضاري ومكانة ثقافية وأدبية رفيعة على المستوى العربي.

يقول رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان د. سلمان كاصد "في الدورة السابقة للمهرجان توّجت دولة الإمارات ضيف شرف، وخلال الدورة الحالية وقع الاختيار على الجمهورية السورية تعبيراً عن تضامننا مع الشعب السوري الذي عانى بشدةٍ وقدّم تضحياتٍ كبيرة في الأعوام الماضية"، مضيفاً أن "المهرجان حمل اسم الشاعر الراحل حسين عبد اللطيف باعتباره شاعراً مجدداً تمتع بقدرات إبداعية كبيرة".

والشاعر حسين عبد اللطيف هو أحد أبرز الشعراء العراقيين المعاصرين، وكان رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب في البصرة خلال التسعينيات، وله أربع مجموعات شعرية (على الطرقات أرقب المارة، نار القطرب، لم يعد يجدي النظر، قصائد الهايكو)، ونشر كثيراً من الدراسات النقدية في صحف ومجلات عربية وعراقية، وفي العام 2014 ترجل عن صهوة الحياة عن عمر يناهز 69 سنة.

بنية تحتية ثقافية

وقد غصّت القاعة بالحضور خلال حفل افتتاح المهرجان، والعشرات اضطروا إلى الوقوف. وهذه الحالة تكرّرت خلال دورات سابقة للمهرجان، وهي ناجمة عن افتقار مدينة البصرة إلى بنية تحتية ثقافية من قاعات كبيرة وصالات سينما ومسارح عامة.

وأفاد رئيس مجلس محافظة البصرة صباح حسن البزوني بأن "الحكومة المحلية بصدد معالجة مشكلة ضعف البنية التحتية الثقافية من خلال تخصيصها ضمن موازنة العام الحالي مبلغ 67 مليار دينار (حوالي 55 مليون دولار) لمتابعة مشروع بناء قصر الثقافة والفنون"، مبيناً أن "القصر سيكون عند إنجازه صرحاً كبيراً مؤهلاً لاستضافة فعاليات مهرجان المربد بدوراته اللاحقة".

سوق تاريخية

يقتبس المهرجان الشعري عنوانه من سوق المربد، وهي أشبه بسوق عكاظ قبل الإسلام، وكانت مخصصة لبيع الإبل والبغال قبل أن تتحول خلال العصر الأموي إلى ملتقى إقليمي للشعراء والأدباء والنحاة الذين كانوا يجتمعون فيها وينظمون مناظرات شعرية وحلقات نقاشية وفكرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبخلاف الأسواق الأدبية الأخرى في شبه الجزيرة العربية كانت سوق المربد في البصرة فسحة رحبة لأعراق مختلفة من فرس وصينيين وهنود وعرب. ومن أبرز شعراء المربد جرير والفرزدق وبشار بن بُرد وأبو نواس، كما أن الجاحظ والكندي وسيبويه والأصمعي والفراهيدي كانوا من رواد السوق.

وتعرضت سوق المربد إلى الاندثار قبل قرون من دون أن تخلّف أثراً ظاهراً، ولم يتوصل خبراء الآثار إلى تحديد موقعها الدقيق. وأكد مدير هيئة الآثار والتراث في البصرة قحطان العبيد أن "السوق كانت تقع في مدينة البصرة القديمة التي هي حالياً ضمن الحدود الإدارية لقضاء الزبير، لكن لا نعرف موقعها الدقيق".

المزيد من فعاليات