Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يؤجج الصراع على سيادة القدس الشرقية

إسرائيل اعتقلت وزير شؤون المدينة ومحافظها

اعتقلت إسرائيل محافظ القدس الفلسطيني عدنان غيث للمرة السادسة (أ.ف.ب)

يؤجج اعتقال إسرائيل مسؤولين عيّنتهم السلطة الفلسطينية في مدينة القدس الشرقية، بتهمة القيام بأنشطة "غير قانونية" مرتبطة بمكافحة كورونا، وإغلاقها عيادة للكشف عن الوباء، الصراع حول السيادة على القدس الشرقية.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها أغلقت الأربعاء 15 أبريل (نيسان) عيادة مستحدثة في حي سلوان في القدس كانت تعمل على أخذ عينات من السكان لفحوصات مخصصة للكشف عن فيروس كورونا المستجد بشبهة "التنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية".

اعتقال وزير ومحافظ

واعتقلت إسرائيل في أوائل أبريل وزير شؤون القدس فادي الهدمي، وهي المرة الرابعة التي يتم فيها توقيفه، كما اعتقلت محافظ المدينة الفلسطيني عدنان غيث للمرة السادسة.

وقال المسؤولان إنهما اعتقلا بسبب جهودهما للحد من انتشار الوباء، بينما أوضحت الشرطة إن توقيفهما جاء للاشتباه في أنهما أقدما على "انتهاك تطبيق سلطة القانون، والعمل لصالح السلطة الفلسطينية في القدس، في ظل أزمة كورونا"، وبعد التحقيق معهما لفترة قصيرة، أطلق سراحهما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تعهدات إسرائيلية

وتعتبر السلطة الفلسطينية أن عمل المؤسسات الفلسطينية في القدس يندرج في إطار تعهدات إسرائيلية وردت في رسالة من وزير الخارجية آنذاك شيمون بيريز إلى نظيره النروجي يوهان يورغن هولست في الأول من أـكتوبر (تشرين الأول) بعد التوقيع على اتفاق أوسلو، وتنص على أن "المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية وكذلك المصالح والحياة الكريمة ووضع فلسطينيي القدس الشرقية تعتبر على درجة كبيرة من الأهمية ويجب الحفاظ عليها".

ويمكن العثور على الرسالة باللغة الإنجليزية على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ونصت اتفاقات أوسلو التي قامت بموجبها السلطة الفلسطينية، على استمرار المفاوضات حول وضع القدس، لكن هذه المفاوضات متوقفة منذ سنوات طويلة، وتمنع إسرائيل أي مظاهر سيادية للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية.

الاستحواذ على الجزء الشرقي

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، وتعتبر تل أبيب القدس بأكملها عاصمة لها، بينما ينظر إليها الفلسطينيون كعاصمة لدولتهم المقبلة.

ويقول البروفسور أمل جمال، مسؤول قسم الإعلام السياسي في جامعة تل أبيب "هدف إسرائيل السياسي هو الاستحواذ على الجزء الشرقي من مدينة القدس وفرض سيادتها عليه، من خلال تطبيق السيادة على أرض الواقع. أما السيادة القانونية ففرضتها عام 1968"، مشيراً إلى أن "وجود منافس لإسرائيل في المدينة يوترها ويجعلها ترد بعنف"، ويضيف "من ناحية، إسرائيل تهمل القسم الفلسطيني من المدينة ولا تستثمر فيه، وفي الوقت نفسه، تريد الولاء من السكان الفلسطينيين، والولاء يعني استتباب الهدوء وتقبّل الواقع، وذلك من خلال منح السكان بعض الامتيازات"، ويرى جمال أن "وجود السلطة الفلسطينية في المدينة الشرقية يذكّر الناس بأن سيطرة السلطة الإسرائيلية جاءت بفعل القوة، وهناك فرق بين السيادة والسيطرة، فالسيادة لها مفهوم واقعي اجتماعي وهذا غير موجود".

مخالفة؟

ويقول فادي الهدمي الذي انضم إلى حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في أبريل 2019 كوزير لشؤون القدس "الشرطة اعتبرت لقائي مع أطباء المستشفيات في مدينة القدس للبحث في الحد من انتشار فيروس كورونا ودعوة الناس إلى البقاء في منازلهم، مخالفة"، ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية "اعتقالي جزء من الضغط علي وعلى عائلتي لثنيي عن العمل في القدس، وهي رسالة أيضاً للحكومة الفلسطينية".

لكن وزارة الأمن العام الإسرائيلية شددت هذا الأسبوع على أن "أي نشاط تقوم به السلطة الفلسطينية في الأراضي الإسرائيلية غير منسق أو موافق عليه من السلطات (الإسرائيلية) ممنوع قانوناً وعلى الشرطة منعه".

تنكر لكل الاتفاقيات

ويقول عدنان غيث الذي عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نهاية أغسطس (آب) 2018 محافظاً للقدس الشرقية، إحدى محافظات السلطة الوطنية الفلسطينية الـ 16 "الاحتلال يكرر اعتقالنا حتى يكرّس في العقول أن المدينة تخضع لسلطته، متنكراً لكل الاتفاقيات"، وأضاف "مع اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل والسيادة عليها، صعّد الاحتلال وتيرة نشاطه انسجاماً مع رؤية ترمب (خطة السلام الأميركية).

وأوضح غيث "أردنا مجتمعاً آمناً من الفيروس المستجد، لكن سلطات الاحتلال منعتنا، حتى مساعدة الفقراء ممنوعة"، معتبراً أن هدف إسرائيل "منع أي مشهد وظهور أي نشاط للفلسطينيين في القدس مهما كان نوعه".

"عدالة"

وألزمت المحكمة العليا بعد استئناف مركز "عدالة" القانوني، وزارة الصحة الإسرائيلية بفتح ثلاث عيادات إضافية للفحوصات المتعلقة بالفيروس في القدس الشرقية.

وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن السلطات الإسرائيلية زودت السلطة الفلسطينية بتجهيزات وتدريبات من أجل مواجهة أزمة "كوفيد-19".

وأكدت وزارة الصحة الإسرائيلية وجود 2577 إصابة بالفيروس بين عرب ويهود في شطري المدينة، كما أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى وجود 81 إصابة في القدس الشرقية، وأعلنت عن أول وفاة اليوم.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط