Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بحث يكشف أن أنظمة السونار العسكرية تُـربك تغذية الحيتان الزرق

المخلوقات العملاقة توقفت عن تناول الطعام في الأعماق وفرّ كثير منها من المنطقة

تعتبر الحيتان من بين الثدييات البحرية الأسهل تعقباً بما أنها بالغة الضخامة وتنفث الماء لمسافات طويلة (أ.ف.ب)

قد يكون لأصوات أجهزة السونار العسكرية المرتفعة أثر كبير في العادات الغذائية للحيتان الزرق، وفق ما توصل إليه علماء في مشروع دام خمس سنوات لتتبع سلوك هذه الأجناس المهددة بالانقراض.

ووجد فريق من جامعة كاليفورنيا أن غالبية الحيتان تتوقف مباشرة عن تناول حيوانات كريل في الأعماق عندما تتعرّض للسونار، وأن كثيراً من الحيتان فرّ من المنطقة.

وذكر الدكتور براندون ساوثهول الذي قاد الدراسة "أردنا أن نفهم في شكل أفضل الردود السلوكية الشائعة لدى الحيتان الزرق عندما تتعرّض للأمواج الصوتية".

إن التردّدات الصوتية المستخدمة في السونار تتراوح بين شديدة الانخفاض (تحت الصوتية) والمرتفعة جداً (فوق الصوتية). ويُعتقد بأن بعض أنظمة السونار قد تتضارب مع آلية تحديد الموقع من طريق الصدى التي تستخدمها المخلوقات البحرية، ورُبطت هذه الأنظمة في السابق بجنوح الحيتان إلى الشواطئ، وكذلك بإرباك عملية التغذية والتزاوج.

وفي مسعى إلى تسجيل سلوك الحيتان، بدأ الدكتور ساوثهول برفقة 14 من زملائه خطة تعقب طويلة ومضنية من أجل وضع أجهزة رصد على الحيوانات.

وقال قائد الفريق: "المحيط مكان شاسع، ومن السهل أن تغفل حتى أضخم حيوانات الكوكب على الإطلاق أو حتى أن تفقد أثره، ولكن بما أن الحيتان بالغة الضخامة وتنفث الماء لمسافات طويلة فإنها تعتبر من بين الثدييات البحرية الأسهل تعقباً".

وأضاف الدكتور ساوثهول أنه على الرغم من الحجم الهائل لهذه المخلوقات، إلا أن العلماء كانوا يتحرّكون بقوارب مطاطية صغيرة على مسافة أقل من خمسة أمتار من الحيتان ليقوموا بإلصاق البطاقات البيانية، وهذه تمكنت في ما بعد من تسجيل وتتبع مدى الأعماق التي وصلت إليها الحيوانات، وتحركاتها، وأصواتها داخل الماء.

وما إن ثُبتت البطاقات البيانية واتخذ ستة مراقبين مُدرَّبين مواقعهم لتأكيد حركة الحيوانات على السطح، بدأ الفريق بإنتاج إشارات سونار من قارب يبعد نصف ميل لمدة تراوحت بين 30 دقيقة وساعة كاملة.

وقام الفريق برصد ردود الحيوانات أثناء ذلك الوقت، أولاً عندما كانت ترددات السونار شديدة الارتفاع وبعد أن انخفض ضجيجها في وقت لاحق. واستخدموا كذلك أجهزة رجع الصدى لتتبع حيوانات الـ كريل عندما سنحت لهم الفرصة، ليأخذوا فكرة أفضل عن علاقة الحيتان بطعامهم وتتبع مواقع طعامهم ومتى يعثرون عليها.

قام الفريق بتسجيل استجابة الحيتان لـ 42 اختباراً للسونار على مدى خمس سنوات. وعندما جُمعت النتائج، قامت العالمة البيئية، ستاسي ديرويتر، من كلية كالفين في ميتشيغان، بقيادة فريق لتحليل المعلومات التي جُمعت بواسطة البطاقات البيانية، والتي أجرى الدكتور ساوثهول تقاطعات بينها وبين ملاحظات بالعين المجردة، للنظر في وتيرة سلوك الحيتان والتغيرات المحتملة.

توقفت غالبية الحيتان التي تغوص في الأعماق عن تناول الطعام عندما بدأت إشارات السونار. وإلى ذلك، قامت الحيتان التي توقفت عن الأكل بالانعطاف والتوجه بعيداً من مصدر المسح، على الرغم من أن غالبية الحيتان استأنفت أنشطتها بعد توقف السونار بوقت قصير.

إلا أن الحيتان القريبة من السطح لم تتجاوب أبداً في شكل عام، حتى عندما كان السونار مرتفعاً وقريباً.

وبعد نشر النتائج في مجلة علم الأحياء التجريبي، "جورنال أوف إكسبرمينتال بيولوجي "، أقرّ الدكتور ساوثهول بأنه تفاجأ بمدى تفاوت استجابة الحيتان. وقال: "استجابت بعض الحيتان عندما كان الصوت مسموعاً بالكاد، بينما يبدو أن بعضها الآخر تجاهله واستمر بتناول الطعام عندما كانت مستويات الصوت مرتفعة جداً". وأضاف أن هذا الأمر كان "مهماً للغاية".

متابعاً "إن أساليب المعالجة الحالية تعتمد في شكل كبير على درجة التفاوت لتوقع الرد والاستجابة".

 قال الدكتور ساوثهول إن النشاط الذي يقوم به الحوت له أثر أكبر في الدرجة التي يبدأ فيها السونار بإرباك سلوكه. وأضاف: "من الممكن خفض هذه الآثار من خلال إنقاص الاضطراب الذي يحدثه السونار في الأوقات التي يتغذى فيها الحوت الأزرق على حيوانات كريل الأعماق في مناطق التدريب العسكرية الرئيسة".

© The Independent

المزيد من علوم