يروّج قائد الحرس الثوري الإيراني لجهاز يبدو أنّه جهاز الكشف عن المتفجّرات المزوّر ذاته الذي استخدمته قوات الأمن العراقية والأفغانية في السابق، باعتباره أداةً لمكافحة فيروس كورونا.
وظهر اللواء حسين سلامي، المسؤول الأعلى للتنظيم النخبوي الموازي للمؤسسة العسكرية الإيرانية، على قناة التلفزيون الرسمية يوم الأربعاء الماضي، مقدماً ذلك الجهاز المحمول باليد بوصفه أداة تكشف عن وجود المرض. ويبدو أن ما عُرِضَ واحد من أجهزة الكشف عن المتفجرات المزيّفة ذاتها التي باعها يوماً المحتال البريطاني المُدان جيمس ماكورميك إلى القوات الأمنية العراقية، وظهرت على مدى سنوات على نقاط التفتيش في مختلف بلدان الشرق الأوسط.
وآنذاك، بيعت تلك الأجهزة العديمة الفائدة المصنوعة من بلاستيك ومعدن باعتبارها أجهزة كشف عن طابات الغولف الضائعة، وثَبُت أنها لا تجدي نفعاً. واشتكى منها أفراد القوات الأميركية المسلّحة المنتشرين في العراق، وسخروا منها وشبّهوها بالعصا السحرية التي لا يمكنها الكشف عن أي شيء.
لكن هذه الأجهزة المسمّاة "إيه دي إي 651" ADE 651 تظهر باستمرار في البلدان النامية باعتبارها أدوات ذات خصائص خارقة ظاهرياً. وقد روّج الجيش المصري في 2013 لأجهزة مُشابهة بوصفها أداة لكشف التهاب الكبد.
ومنذ أشهر، تسعى الحكومات جاهدةً إلى صناعة وتوزيع أدوات ومنظومات لتشخيص الإصابة بفيروس كورونا، وبعضها لا ينجح في ذلك تماماً. فقد اشتكت حكومات عدّة من اختبارات فاشلة صُنعت في الصين التي يُرجَّح أن موجة فيروس كوفيد-19 قد بدأت فيها.
كذلك يجهد العلماء للعثور على لقاح مضاد للفيروس. ويحاول أطباء حول العالم العثور على علاجات للمرضى المصابين به، يتخطّى عملها مجرّد مساعدتهم في التنفّس أثناء الحرب بين جهاز مناعتهم والفيروس المسبّب للمرض. وقد ذكرت "منظمة الصحة العالمية" أنه من غير المتوقع إيجاد لقاح قبل 12 شهراً على الأقل.
في المقابل، يدعو الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى استخدام دواء "هيدروكسي كلوروكين" المضاد للملاريا كعلاجٍ لفيروس كورونا، وتحثّه على ذلك برامج القنوات التلفزيونية اليمينية غالباً، مع أنّ مستشاريه الشخصيين حذروا من ضعف الأساس العلمي في ذلك الزعم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من غير الواضح مدى تعرّض [الجنرال] سلامي للخداع من قبل مرؤوسيه، أو أنه يروّج بنفسه للعبة على أنها أداة تكشف وجود فيروس كورونا، مع إدراكه أنها ليست كذلك.
أثناء ظهوره على شاشة التلفزيون، وصف اللواء الجهاز بأنّه اختراع "تقني وعلمي" طوّره "الطلاب"، أعضاء ميليشيا الـ"باسيج" المتطرّفة الموالية للنظام التي تستغل غالباً القنوات السياسية في إيصال مناصريها إلى المناصب البحثية والجامعية المرغوبة.
وأثناء تلك المقابلة التلفزيونية، ظهر [سلامي] واضعاً كمامة طبية ومرتدياً القفازات. وبحسب كلماته، "يستطيع الهوائي المثبت في الجهاز اكتشاف كل موقع ملوّث بالفيروس ضمن قطر 100 متر، وكذلك يكشف الفيروس في غضون 5 ثوانٍ".
وزعم أيضاً أنّ الجهاز أفضل من اختبارات فيروس كورونا الأخرى لأنه "لا يحتاج إلى أخذ عيّنات من الدم. تستطيع إجراء الاختبار عن بعد". وكذلك ادّعى أنّ تلك الأداة غير المفيدة على الأرجح، تستطيع إجراء "تعقيم ذكي" للمناطق التي تحتاج إلى التطهير.
وكذلك زعم أنّ الجهاز وُضع قيد الاختبار في المستشفيات، وبلغت نسبة نجاحه "80 في المئة".
تذكيراً، تُعتبر إيران من أكثر دول الشرق الأوسط تضرّراً بفيروس كورونا المستجدّ. وسجّلت حتى الأربعاء الماضي 76389 إصابة بفيروس "كوفيد- 19" مع 4777 وفاة جرّاء المرض.
© The Independent