Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"انقلاب ناعم" في الحزب الحاكم في الجزائر... ودعوة إلى المرشّحين للانسحاب

كان التغيير في قيادة جبهة التحرير الوطني مفاجئاً لكن يبدو أن "القيادة الموسعة تستبق قراراً مهماً سيصدر مطلع الأسبوع المقبل"

وجهت قيادية بارزة في حركة "مواطنة"، التي تناهض ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (82 عاماً) إلى ولاية خامسة، نداءً إلى جميع المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية، لسحب "ترشيحاتهم وأن ينضموا إلى صوت الشعب". يأتي هذا النداء في ظل رفض مناصري بوتفليقة "إعلان حالة شغور المنصب"، في الوقت الذي سارع فيه الحزب الحاكم، جبهة التحرير الوطني، إلى توسيع قيادته. وهو ما فهم على أنه تحييد لدور معاذ بوشارب، الذي يقود الحزب منذ بضعة أشهر.

وقال قيادي في حملة بوتفليقة الانتخابية، الأربعاء، إن "لا شيء تغير في برنامج بوتفليقة الانتخابي". وحرص مصطفى نواسة، وهو قيادي في "تجمع أمل الجزائر" ومتحدث باسم إدارة بوتفليقة الانتخابية، على التأكيد أن "الانتخابات ستتم في موعدها والتفاصيل السياسية ستُناقش في الندوة التي يعد بها مرشحنا (بوتفليقة)".

وتوالت نداءات إلى المرشحين الذين أودعوا ملفاتهم لدى المجلس الدستوري، وهم عشرون من دون احتساب بوتفليقة، لسحب ترشيحاتهم قبل الأربعاء المقبل، تاريخ انتهاء المهلة الممنوحة دستورياً للمجلس الدستوري لبحث قانونية ملفات المرشحين.

وتتوقع النداءات أن المرشحين الذين سيتمكنون من المرور إلى المرحلة الأخيرة سيُقيدون بمضمون بالمادة 32 للمجلس، التي تنص على أنه "عندما ينال ترشيح للانتخابات الرئاسية موافقة المجلس الدستوري، لا يمكن سحبه إلا في حالة حصول مانع خطير يثبته المجلس الدستوري قانوناً أو في حالة وفاة المرشح المعني طبقاً للمادة 103 (الفقرة الأولى) من الدستور".

ودعت زبيدة عسول، وهي عضو بارز في حركة "مواطنة" التي تناهض منذ أشهر فكرة ترشح بوتفليقة مجدداً، المرشحين إلى الانسحاب من "المهزلة الانتخابية"، نظراً إلى "الخروقات التي مسّت المسار الانتخابي منذ انطلاقه حتى اليوم".

والاهتمام بنداء عسول، وهي رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي، يرجع إلى قربها من المرشح علي غديري، وهو لواء متقاعد في الجيش الجزائري، يعتقد مراقبون أنه غير مهتم بحراك الشارع وما يحدث فيه من نقاشات وأنه سيواصل الترشح حتى لو انسحب الجميع.

ولأن غديري لم يقتنع بالنداء، فقد أعلن مسؤول حملته الانتخابية، مقران أيت العربي، الأربعاء، استقالته من الحملة. وقال أيت العربي إنه ينسحب "للحاق بركب حراك الجزائريين".

وكتب أيت العربي، وهو ثاني شخصية لافتة تستقيل من حملة غديري، بعد مدير إعلامه حميدة العياشي، "من الواضح أن البلاد تعيش في وضع ثوري سلمي غير مسبوق في تاريخها الطويل، يقوده الشعب وحده. لا يمكن لهذه المرحلة التاريخية أن تُخترق عبر مسار انتخابي".

أضاف أيت العربي "في مواجهة هذا الوضع، وبعد نقاش طويل مع علي غديري، توصلنا إلى نتيجة مفادها أنه في حالة الأزمة الحادة هذه على كل واحد منا أن يحدد موقعه وفقاً لقناعاته الشخصية".

مرشحون في وضعية "مراقب"

قياساً على ما يجري في الشارع الجزائري من مسيرات، تبدو احتمالات انسحاب مرشحين ممكنة، لكن في انتظار التطورات. في مكتب المرشح بلعيد عبد العزيز، رئيس "جبهة المستقبل"، يستعين الحاج بلغوثي، مدير حملته الانتخابية، ببضعة معاونين لينقلوا ما يحدث في الشارع بصورة واضحة.

ويشير بلغوثي إلى أن احتمالات الانسحاب "قائمة حتى في حال موافقة المجلس الدستوري" على طلب الترشح. بمعنى أن عبد العزيز مستعد لـ"خرق دستوري" يخلصه من قيود تمنع انسحابه لاحقاً.

الأمر نفسه بالنسبة إلى المرشح عمر بوعشة، رئيس "حركة الانفتاح"، الذي لفت إلى إمكانية انسحابه في أي لحظة.

الموالاة تعيد ترتيب أوراقها

فيما تتسارع وتيرة مبادرة الانسحاب من الانتخابات الرئاسية في صفوف الرافضين لإجراء الاقتراع في ظل ترشح بوتفليقة، لا تُظهر الموالاة ما يوحي بتراجعها عن مشروع ترشيح بوتفليقة، بل تطلق إشارات لتغيير واجهة المساندين، كما كان الحال داخل جبهة التحرير الوطني، الأربعاء.

ففي شكل غير متوقع، أُعلن ميلاد هيئة قيادية جديدة من حوالي 22 شخصية لتقود جبهة التحرير الوطني، مع مواصلة معاذ بوشارب مهماته ضمنها كمنسق. وهذا ما يمكن وصفه بأنه "انقلاب أبيض" ضد الرجل، خصوصاً أن رئاسة الجمهورية تعيب على بوشارب إطلاقه تصريحات في 23 فبراير (شباط) الماضي استفزت المتظاهرين بشكل واضح، حين وصفهم بـ"الحالمين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبقراءة سريعة لهوية الأسماء التي ضمّتها القيادة الجديدة، يظهر اسم وزير العدل الحالي، الطيب لوح، الرجل القوي في منظومة حكم بوتفليقة. كما ضمت حبة العقبي، وهو الأمين العام لرئاسة الجمهورية.

أسماء أخرى غُيّبت عن جبهة التحرير سنوات عدة، عادت لتشارك في القيادة الجديدة، بينها الناطق الرسمي السابق حسين خلدون، والوزير بدة محجوب، ووزير الخارجية عبد القادر مساهل. ومن الأعضاء الجدد وزير الشباب والرياضة السابق الهاشمي جيار وعضو مجلس الأمة في الثلث الرئاسي صالح قوجيل، والقيادي الأسبق في الجبهة عبد الكريم عبادة، وعبد الرحمان بلعياط وليلى الطيب ومحمد قمامة وآخرون.

وبقدر ما كانت المفاجأة كبيرة داخل جبهة التحرير الوطني، بقدر ما كانت التساؤلات تُطرح عن دواعي هذا التغيير. لكن مصدراً رفيعاً في الحزب قال لـ"اندبندنت عربية" إن "القيادة الموسعة تستبق قراراً مهماً سيصدر مطلع الأسبوع المقبل".

المزيد من العالم العربي