Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المافيا الإيطالية تتربص بعوز "فقراء كورونا"

تحذيرات من خروج تكاثر أموال العصابات في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا عن السيطرة

عمال يعقمون قارباً في مدينة البندقية (رويترز)

في وقت يعصف وباء كورونا المستجد باقتصادات معظم دول العالم، مكبّداً إيّاها خسائر في الأرواح وانتكاسات مادية قد يكون من الصعب تعويضها، يتشارك الصحافي الإيطالي روبرتو سافيانو القلق نفسه مع مسؤولين إيطاليين، إذ اعتبر هذا المؤلف لكتاب "غومورا" الشهير حول مافيا مدينة نابولي (كامورا)، أن أوساط هذه العصابات تتحيّن الفرصة لاستغلال عوز الفقراء لشراء ولائهم من خلال تقديم المواد الغذائية والقروض المجانية.
وأوضح سافيانو أنّ "العصابات المافيوية تسعى إلى الاستفادة من انهيار ثالث اقتصاد أوروبي للاستيلاء على الشركات المتعثرة".
وشرح خلال مقابلة صحافية عبر تقنية الفيديو أنّ "المافيا عادةً ما تنتظر الأزمات" لأنّ الشركات التي تقع ضحيتها، ستجد نفسها مع شركاء جدد مرتبطين بهذه المنظمات الإجرامية. وأضاف "يصبحون شركاء. هم لا يأتون ويهدّدون بمسدس، بل يتلقّون نصائح من مستشاريهم الماليين".
في كتاب "غومورا"، وصف سافيانو كيف أن الـ"كامورا" وسّعت إلى جانب نشاطها الإجرامي التقليدي (مخدرات وإتجار على أنواعه)، نفوذها ليشمل الاقتصاد التقليدي والموضة ومعالجة النفايات. ولعصابات المافيا الإيطالية المختلفة نفوذ كبير في قطاعات أساسية كثيرة في الاقتصاد، من بناء وإدارة النفايات والزراعة، فضلاً عن الفنادق وطاقة الهواء.

مطالبة بتدخل أوروبي


وحذّر سافيانو من أنه "في حال لم تتدخل أوروبا سريعاً، سيخرج تكاثر أموال المافيا في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا عن السيطرة".
وإلى جانب تقديم المواد الغذائية إلى أفقر الفقراء في مدينة نابولي الكبيرة في جنوب إيطاليا، ألغى المرتهنون الفوائد على الديون، بأمر من الـ"كامورا" على ما أكد سافيانو. وتساءل الصحافي المقيم راهناً في نيويورك ويحظى بحماية من الشرطة منذ صدور كتابه عن الـ"كامورا" عام 2006 بسبب تلقّيه تهديدات، "ما الهدف من ذلك؟ الحصول على خدمات في المقابل".
وقد تأخذ هذه الخدمات شكل أصوات في الانتخابات أو اتفاقات لاستخدام أسماء الأفراد كواجهة في عقود ما، على ما أوضح.
وأثارت صحيفة "دي فيلت" الألمانية الجدل الأسبوع الماضي في إيطاليا عندما كتبت أن المافيا فيها "تنتظر وابلاً جديداً من المال من بروكسل". وفي إطار توتّر بين برلين وروما حول المساعدة الأوروبية المخصصة لإيطاليا التي تعاني جداً من جائحة كوفيد-19، حذّرت الصحيفة الألمانية من منح أوروبا الأموال "من دون حدود وأي إشراف".
لكن سافيانو أكد "أن العكس سيحصل"، معتبراً أن الصحيفة الألمانية على خطأ، إذ إنّ نقص الأموال يفيد المافيا ويدفع الفقراء إلى أحضانها.
ويلتقي رأي الكاتب مع ما صرح به رئيس بلدية نابولي لويجي دي ماجيسرتريس لوكالة الصحافة الفرنسية قبل فترة قصيرة، بأن "المجرمين يملكون المال وهم غير مقيدين بالبيروقراطية ويعرفون أي باب يدقّون وهم سريعو التحرك وفعّالون. إنه سباق، في حال وصلوا قبلنا، سنواجه خطر حصول عدوى إجرامية في نابولي وفي بقية أرجاء إيطاليا أيضاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


إجراءات للمواجهة


وأعلنت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامورغيزي في مقابلة مع صحيفة "كوريري ديلا سيرا" إصدار مرسوم قريب يتيح لمسؤولي الشرطة "مراقبة الأوضاع إذ ثمة خطر حصول اختراق إجرامي كبير. عددٌ كبيرٌ من العمال الذين هم في وضع ضعيف والعمال الموسميون والذين يعملون في السوق السوداء، قد يشكّلون خزان يد عاملة إجرامية ولا سيما في جنوب" البلاد الفقير.
يُذكر أن دول الاتحاد الأوروبي اتفقت الخميس الماضي على خطة لدعم الاقتصاد الذي أصابه وباء كورونا بالصميم، مع تخصيص أكثر من 500 مليار يورو للدول والشركات والعاطلين عن العمل، فضلاً عن "صندوق للإنعاش" الاقتصادي مستقبلاً.

المزيد من دوليات