Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يعوق النفط الصخري الارتفاعات المتوقعة بالأسعار بعد اتفاق "أوبك+"؟

الشركات الأميركية تخفض موازناتها بنسب كبيرة... والرهان حالياً على تقليل الإنتاج

سوق النفط في مأزق صعب (رويترز)

فيما تعوِّل السوق على محفز الخفض القوي والتاريخي في إنتاج النفط، توَّقع محللون أن يكون إنتاج النفط الصخري هو أكبر عائق أمام تسجيل النفط لمستوى الأسعار السابقة عند مستويات تتجاوز 50 دولاراً للبرميل.

البيانات الرسمية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، تشير إلى أن إنتاج النفط من 7 تشكيلات صخرية رئيسة في الولايات المتحدة كان من المتوقع أن يرتفع بنحو 22 ألف برميل يومياً في فبراير (شباط) الماضي إلى مستوى قياسي جديد عند نحو 9.2 مليون برميل يومياً. كما أنه من المنتظر أن يزيد الإنتاج من حوض برميان في تكساس ونيو مكسيكو، وهو أكبر التشكيلات الصخرية، بمقدار 45 ألف برميل يومياً ليصل إلى مستوى قياسي عند 4.80 مليون برميل يومياً. وأظهرت البيانات أن تلك الزيادة ستكون الأصغر منذ يونيو (حزيران) عام 2019. ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج من منطقة باكن في نورث داكوتا ومونتانا بنحو 5 آلاف برميل يومياً إلى ذروة جديدة عند نحو 1.53 مليون برميل يومياً.

هذه الأرقام تشير بالفعل إلى إمكانية أن يتحول النفط الصخري إلى عقبة كبيرة أمام سوق النفط التي كان من المتوقع أن تشهد قفزة كبيرة في الأسعار بعد إعلان "أوبك+" التوصل إلى اتفاق بشأن أكبر خفض تاريخي في الإنتاج.

اتفاق تاريخي يقود إلى خفض الإنتاج 20 في المئة

أمس، اتفقت "أوبك" وحلفاء بقيادة روسيا على خفض غير مسبوق لإنتاج النفط بما يعادل نحو 10 في المئة من المعروض العالمي لدعم أسعار الخام في خضم مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، وقالت مصادر إن التخفيضات الفعلية قد تصل إلى 20 في المئة.

وحطمت إجراءات كبح انتشار كورونا الطلب على الوقود ودفعت أسعار النفط للانخفاض، ما يضغط على موازنات منتجي الخام ويعصف بصناعة النفط الصخري الأميركية، الأكثر انكشافاً على مخاطر تدني الأسعار بسبب تكاليفها الأعلى.

وقالت المجموعة، المعروفة باسم "أوبك+"، إنها اتفقت على تقليص الإنتاج 9.7 مليون برميل يومياً في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) المقبلين، وذلك بعد محادثات مطولة لأربعة أيام وعقب ضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لاحتواء انخفاض الأسعار.

وقالت "أوبك+"، إنها تريد من منتجين خارج المجموعة، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والنرويج، خفض 5 في المئة أخرى أو خمسة ملايين برميل يومياً. فيما قالت مصادر مطلعة في "أوبك+"، إن تخفيضات إنتاج النفط الفعلية قد تقارب 20 مليون برميل يومياً، عند حساب إسهامات غير الأعضاء وتخفيضات طوعية أعمق من بعض أعضاء "أوبك+" ومشتريات للمخزونات الاستراتيجية.

وأوضحت المصادر أن الأعضاء الخليجيين بمنظمة البلدان المصدرة للبترول سيشرعون في تخفيضات أعمق من تلك المتفق عليها. وقالت إن وكالة الطاقة الدولية ستعلن عن مشتريات لتزويد مخزونات أعضائها يوم الاثنين.

الأزمة تتصاعد مع قيود السفر وإغلاق الاقتصادات

عضو الهيئة السعودية للمهندسين، عبود السلمي، قال إن جمود الاقتصاد العالمي وقيود السفر، التي واكبت انتشار فيروس كورونا، أثرت بشكل كبير في الطلب العالمي، وبالتالي تأثرت أسعار البترول بشكل سلبي، لكن باتفاق "أوبك+" على تخفيضات الإنتاج حتى عام 2022، فمن المتوقع أن ترتفع الأسعار إلى 50 دولاراً للبرميل، وستبقى مشكلة إنتاج البترول الصخري قائمة وتعيق ارتفاع الأسعار إلى مستوياتها القياسية السابقة.

في الوقت نفسه، قالت مصادر مطلعة، إن الأزمات التي واجهت شركات النفط الأميركية خلال الفترة الماضية، تشير بالفعل إلى حجم الأزمة الفعلية التي تواجه النفط الصخري الأميركي، ومدى تأثيره في سوق النفط وتحركات الأسعار خلال الفترة المقبلة على الرغم من إعلان "اوبك+ التوصل إلى اتفاق تاريخي بخفض الإنتاج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال الأيام الماضية، أعلنت شركة "وايتنج بتروليوم" الأميركية والتي كانت تعد أكبر شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة إفلاسها، فيما أعلنت جميع الشركات خفض موازناتها بنسب تقترب من 25 في المئة، إضافة إلى تسريح مئات الآلاف من الموظفين والعاملين، وذلك في إطار مواجهة الضغوط العنيفة التي تواجهها في الوقت الحالي مع استمرار تهاوي الأسعار وتراجع سعر خام "برنت" إلى ما دون 20 دولاراً للبرميل في بعض الجلسات السابقة.

ويحمل تراجع أسعار النفط أكبر التأثيرات في قطاع النفط الصخري الأميركي الذي يشكل أكثر من نصف الإنتاج النفطي للولايات المتحدة. وكانت وكالة "بلومبيرغ"، أشارت في تقرير حديث إلى أن النفط في الأسواق الفعلية في الولايات المتحدة أصبح يُتداول بسعر وسطي 10 دولارات للبرميل، بينما بعض شركات النفط الصخري وصلت إلى سعر سالب، أي أنها تدفع للمشترين ليشتروا نفطها نظراً لعدم قدرتها على تخزين النفط المنتج أو بيعه.

لذلك فإن شركات النفط الصخري وقطاع الطاقة الأميركي قلّص استثماراته وأعماله المخططة لعام 2020 بنسبة بلغت بالحد الأدنى 20 في المئة، وتشير التوقعات إلى أن الاقتطاعات ستتوسع لاحقاً، مع كل ما يرتبط بها من تقليص كبير في عدد العمال ورفعٍ لمعدل البطالة في الولايات المتحدة. وأشارت تقديرات سابقة لبنك التسويات الدولية إلى أن ديون قطاع النفط والغاز الأميركي إضافة إلى الأصول المالية والمشتقات المرتبطة بهذه الديون تقارب نحو تريليون دولار، وتشكل 40 في المئة من مجمل ديون ومشتقات القطاع النفطي العالمي التي بلغت خلال عام 2014 نحو 2.5 تريليون دولار.

كيف علّقت الدول المنتجة على اتفاق "أوبك+"؟

وعقب الإعلان عن توقيع الاتفاق أمس، قال وزير النفط العراقي، ثامر الغضبان، إن الاتفاق على خفض إنتاج النفط الذي توصل إليه اجتماع "أوبك+" سيحقق استقرار السوق. وأوضح في بيان، أن الاتفاق على الخفض الكبير في الإنتاج سيساعد على خفض مخزونات النفط وتعزيز الأسعار.

وفي تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن الخفض الفعلي لمعروض النفط من "أوبك" وحلفائها، في المجموعة المسماة "أوبك+"، سيؤول إلى 12.5 مليون برميل يومياً، نظرا لارتفاع إنتاج أبريل (نيسان) من السعودية والإمارات والكويت.

وأشار إلى أن اتفاق "أوبك" وحلفائها بقيادة روسيا على خفض غير مسبوق لإنتاج النفط يقارب 10 في المئة من المعروض العالمي، لدعم أسعار الخام وسط جائحة فيروس كورونا. وقال الأمير عبد العزيز "يشرفني أن أشارك في هذه اللحظة التاريخية وهذا الاتفاق التاريخي". وقالت مصادر إن التخفيضات العالمية الفعلية شاملة الدول من خارج التحالف قد تصل إلى 20 في المئة.

وضخت السعودية نحو 12.3 مليون برميل يومياً في أبريل، وهو ما يتجاوز مستواها المرجعي المتفق عليه البالغ 11 مليون برميل يومياً بموجب الترتيب الجديد، ما يعني أن الخفض الفعلي من البلد الخليجي نحو 3.8 مليون برميل يومياً. وستكون تخفيضات إنتاج النفط الفعلية من الكويت والإمارات أعلى كذلك من الوارد في الاتفاق.

فيما قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، في تغريدة على صفحته الشخصية بموقع "تويتر"، إن بلاده ملتزمة بخفض إنتاج النفط من مستواه الحالي البالغ 4.1 مليون برميل يومياً.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد