Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أجهزة تنفس صناعي جديدة قد تهدّد حياة مرضى كورونا البريطانيين 

"تُصمِّمها وتُصنِّعها على عجلةٍ شركات معرفتها في الرعاية الصحيّة وصناعة الأجهزة الطبيَّة بسيطة أو معدومة"

أطباء وعلماء هبوا لتطوير أجهزة تنفس ضرورية لمحاربة كورونا ولكن بعض هذه الآلات قد لا يرقى إلى المعايير المطلوبة (أ.ب)  

في المملكة المتحدة، حذَّر عدد من الخبراء في سلامة المرضى من أنّ التسرّع في صناعة الآلاف من أجهزة التنفس الصناعيّ الجديدة، بغية مدّ هيئة خدمات الصحة الوطنيّة بها في خضمّ تفشي فيروس كورونا، يمكن أن يفضي إلى خسارة في الأرواح، وذلك إذا ارتكب موظّفو الهيئة أخطاء غير مقصودة نتيجة للتصاميم المتباينة لتلك الآلات.

ربما يُضطر ممرِّضون وأطباء في وحدات العناية المركَّزة وفي مستشفيات ميدانية أُنشئت حديثاً تابعة ل"إن. آتش. أس نايتنغيل" إلى استخدام 10 أنواع مختلفة من أجهزة التنفّس الصناعيّ لمساعدة المرضى في عمليّة التنفّس، مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر تتمثّل في أن تضغط طواقم هيئة خدمات الصحة الوطنيّة الأزرار غير الصحيحة عن غير قصد، أو أن يخطئون في قراءة المعلومات على شاشات الأجهزة.

حذَّر خبراء في سلامة المرضى من المعهد المعتمد للصحّة البيئيّة (سي. آي. إي. آتش. إف) في المملكة المتحدة من أنّ الشركات المتعدِّدة التي جنّدتها حكومة المملكة المتحدة في سبيل المساعدة في تطوير آلات جديدة ينبغي أن تلتزم بتصميم معياريّ وبروتوكولات معيّنة، كيّ يجنِّبوا المرضى أيّ أذى يمكن تلافيه.

شكّل المعهد لجنة تضمّ خبراء يتعاونون مع أطباء في قسم العناية المركّزة بغية صياغة مبادئ توجيهيّة للتصميم الآمن لأجهزة التنفّس الصناعيّ الجديدة، والتوصّل أيضاً إلى اختبار لقابلية الاستخدام يرمي إلى التأكد من أنّ تلك الآلات لا تسبِّب مخاطر غير مبرّرة.

في وقت سابق، اعترفت الحكومة البريطانيّة بأنّها لا تملك ما يكفي من أجهزة تنفّس صناعيّ لمجاراة أعداد متوقّعة من مرضى كورونا يكابدون مضاعفات خطيرة، وناشدت شركات مصنِّعة عدّة المساعدة في تصنيع أجهزة تنفّس جديدة.

تقدمت شركات من بينها ماكلارين لصناعة السيارات ودايسون الشهيرة بمكانسها الكهربائيّة، وعرضت المساعدة في تصنيع 10 آلاف جهاز جديد. هكذا، تشكّل ما سميّ ائتلاف "فنتيليتر تشالنج يو كي"UK Ventilator Challenge  (= تحدِّي أجهزة التنفس الصناعيّ في المملكة المتحدة)، وهو يضمّ بعضاً من أكبر الشركات في البلاد، من بينها "بي. أيه. إي سيستيمز" وإيرباص وتيلز وفورد ورينيشو ورولز رويس وسيمنز.

ذكر المعهد المذكور آنفاً أنّه يخشى وقوع حوادث في أجنحة المستشفيات إن لم تُعتمد تصاميم موحّدة للأجهزة الجديدة، وفي حال لم تخضع لاختبارات تكشف إلى أيّ مدى يُعتبر استخدامها سهلاً وآمناً.

في ضوء تلك المشكلة، عقد المعهد اجتماعاً للجنة ترأستها البروفيسورة سو هيغنيت من جامعة لوبارا في لندن بهدف تقديم المشورة بشكل مباشر حول الطريقة الأفضل لتصميم الأجهزة الجديدة، ويعمل الفريق مع كلية طبّ العناية المركزة في الجامعة على كيفية اختبار تلك الآلات.

البروفيسورة هيغنيت قالت: "إنّ الطريقة التي اجتمع بها الائتلاف (فنتيليتر تشالنج يو كي) للتصديّ للنقص في أجهزة التنفس الصناعيّ أمر مدهش ومهمّ في ما يتعلّق بتوفير الرعاية الصحيّة الأفضل للأشخاص الذين أصابهم فيروس كورونا. مع ذلك، يمثِّل ابتكار تقنية طبيّة جديدة تعمل على النحو المنشود، كي يتمكّن الموظّفون من فهمها وتشغيلها بفاعلية، تحديّاً كبيراً".

وأضافت أنّ الاستخدام العمليّ للآلات من جانب الموظّفين ينبغي أن يؤخذ في الحسبان. وقالت كذلك: "سيرتدي الموظّفون مستلزمات الوقاية الشخصيّة ويعملون لفترات أطول في ظروف مرهقة، ويمكن أن تحتوي مستشفيات "إن. آتش. أس نايتنغيل" على ما يصل إلى 10 أنواع مختلفة من أجهزة التنفس الصناعيّ. من ثم، ستحتاج الأجنحة إلى أجهزة لا تؤذي المرضى لأنّ الموظَّفين يضغطون على الأزرار غير الصحيحة من دون قصد، أو يقرأون المعلومات على الشاشات بطريقة مغلوطة. كلما انخفضت فرص الوقوع في الخطأ، كان ذلك أفضل للجميع".

يُذكر أنّ عدداً من الشركات في "ائتلاف فنتيليتر" يتعاون مع "المعهد المعتمد للصحّة البيئيّة" في سبيل تسريع عملية التصميم.

وقال الدكتور نورزمان راشد، الرئيس التنفيذيّ لـلمعهد المعتمد للصحّة البيئيّة، إنّ "أجهزة التنفس الصناعيّ تُصمّم وتُصنّع بوتيرة سريعة من جانب شركات ذات معرفة بسيطة أو معدومة في الرعاية الصحيّة أو في خبرة تصنيع الأجهزة الطبيّة. في الواقع، تعني عمليات التصميم والتصنيع السريعة لمواجهة كوفيد-19 أنّ تلك الأجهزة المعقّدة لا تخضع لاختبار قابلية الاستخدام المناسب، ما يشير إلى أنّها يمكن أن تسبِّب أذى غير مبرّر نتيجة خطأ بشريّ".

في الحقيقة، تُرتكب آلاف من الأخطاء كل عام في المؤسسات التابعة لـهيئة خدمات الصحة الوطنيّة بسبب خطأ بشريّ خالص على الرغم من أنّ في المستطاع تلافيها، وغالباً ما يمكن تجنبّها عبر استخدام مقاربة العوامل البشريّة التي ترمي إلى النّظر في الكيفية التي يعمل بها الأشخاص حقاً وفي سلوكهم يوماً تلو آخر. واعتُمدت تلك الطريقة في صناعات أخرى تكتسب فيها السلامة أهمية قصوى، على غرار الطيران والطاقة النوويّة، كذلك لجأت إليها هيئة خدمات الصحة الوطنيّة كنهج جديد من أجل تحسين سجلها بشأن سلامة المرضى.

© The Independent

المزيد من الأخبار