Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لهذه الأسباب رفضت واشنطن تعيين لعمامرة مبعوثا أمميا الى ليبيا

نخب ليبية تفضل عدم تعيين جزائري حرصاً على العلاقات بين البلدين الجارين

لعمامرة في لقاء سابق مع الأمين العام للأمم المتحدة (مواقع التواصل)

في وقت يصارع العالم من أجل دحر فيروس كورونا الذي يواصل حصد الأرواح بشكل مرعب، تتعارك فرنسا والولايات المتحدة من وراء ستار المعركة الصحية على الانفراد بالقضية الليبية، حيث كشفت باريس رفض واشنطن تولي الديبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.
 

باريس تفضح واشنطن

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن "مصدر دبلوماسي"، أنه منذ شهر، بدا تولي وزير الخارجية الجزائري السابق منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا أمراً شبه محسوم بعدما حظي ترشيحه بشبه إجماع، غير أن الولايات المتحدة طرحت منذ ذلك الوقت أسئلة كثيرة بشأنه في وقت كان الجميع راضين عن هذا الخيار. وأضافت الوكالة أن دبلوماسياً ثانياً أكد أن واشنطن اعترضت على تعيين لعمامرة بعد ضغوط مارستها عليها مصر والإمارات اللتان تؤيدان المشير خليفة حفتر وتعتبران الوزير الجزائري السابق مقرباً جداً من حكومة الوفاق (في طرابلس) المناوئة لحليفهما. وزادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن مصدر دبلوماسي ثالث ترجيحه أن يكون سبب الاعتراض الأميركي على الدبلوماسي الجزائري هو أن الأخير بنظر واشنطن مقرب جداً من موسكو المتهمة بدعم حفتر بمرتزقة على الرغم من نفي الكرملين للاتهام في أكثر من مرة.
 

شخصية جزائرية تتولى ملف ليبيا؟

في السياق ذاته، يعتبر المستشار السياسي عبد المجيد المليقطة، المبعوث الشخصي السابق لرئيس الحكومة المؤقتة (شرق ليبيا) عبدالله الثني في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن "رمطان لعمامرة يليق كخلف للمبعوث الدولي السابق غسان سلامة، بحكم أنه شخصية  ذات معرفة بالعمق الليبي وامتداداته على المستويين الاجتماعي والجغرافي، ويسهل على الأمم المتحدة عبره، الوصول إلى تشخيص دقيق للانسدادات، غير أن هناك مَن يرى أن تولي شخصية جزائرية الملف الليبي أمر غير جيد، لأن جهات ليبية عدة تفضل ألا تتدخل الجزائر في الصراع الداخلي، على اعتبار أن أي تصرف أو أي إخفاق سيلقي بظلاله على العلاقات الليبية – الجزائرية". وأشار المليقطة إلى أن "هذه الرؤية تتشاطرها نخب ليبية عدة، قد تكون أوصلت أصواتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) وبعض سفراء الدول مثل الولايات المتحدة وغيرها".
وواصل المليقطة، النائب السابق لرئيس "تحالف القوى الوطنية" الذي كان يتزعمه الراحل محمود جبريل، أن "الصراع الدولي هو مَن يحدد هوية مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا على اعتبار أن كل طرف يريد رَجُلَه لتحقيق مصالحه"، مشيراً الى أن "هذا الصراع ينقسم على ثلاث كتل، دول عظمى راعية الصراع، دول إقليمية وهي المقاول المشرف، ومقاولون محليون صغار ينفذون المشاريع". وأضاف أن "واشنطن وباريس ليستا على وفاق في ما يخص القضية الليبية، بخاصة أن فرنسا التي قادت مشروع إسقاط معمر القذافي عام 2011، خرجت خالية الوفاض، ولم تحقق أي من طموحاتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أسباب متضاربة


من جهة أخرى، يرى أستاذ القانون الدولي إسماعيل خلف الله في حديث لـ"اندبندنت عربية"، أن رفض لعمامرة "يرجع إلى أن الولايات المتحدة تعتبره من الشخصيات المقربة من موسكو، المعروف عنها دعمها المباشر وغير المباشر للمشير خليفة حفتر، بل إن واشنطن تتهمها بدعمه بالمرتزقة"، مضيفاً أنه "قد تكون هناك أطراف فاعلة ثانية في المشهد الليبي تُعارض هذا التعيين لأسباب أخرى، فالتقت المعارضتان وصبتا في إناء واحد". وأكد أن فرنسا من الأعضاء التي ترغب في شخصية لعمامرة كممثل للأمين العام للأمم المتحدة.


صراع الدول الكبرى

ومع تعثر خيار لعمامرة، تستمر رحلة الأمين العام للأمم المتحدة، في البحث عمَن يحقق رضا رعاة الصراع الليبي، وقد يجد نفسه مضطراً للإبقاء على الأميركية ستيفاني ويليامز، الرئيسة المؤقتة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لفترة طويلة.
وفي هذا السياق، أكد المستشار السابق في وزارة الخارجية الليبية إدريس حاسي أن "رفض واشنطن رمطان لعمامرة منطقي جداً لعدم كفاءته". وقال في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، إن "أغلب الشعب الليبي يعتبر الجزائر دولةً غير محايدة بالنسبة إلى الجيش الوطني الليبي الذي يقاتل من أجل إسقاط حكومة الوفاق التي استولى عليها الإخوان المسلمون وسلبوا أموال البلاد وهجّروا كل الوطنيين الذين كانوا يريدون إنشاء دولة مدنية"، مرجحاً أن تكون "المعركة بين باريس وواشنطن هي التي منعت لعمامرة من المنصب، على اعتبار أن الصراع السياسي على ليبيا أصبح بين الدول الكبرى".

المزيد من العالم العربي