Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سيناريو 11 سبتمبر" قد يتكرر... تقرير استخباراتي بشأن كورونا يهدد إدارة ترمب

التحذيرات انطلقت قبل الوباء بشهر... والبيت الأبيض تجاهلها... والبنتاغون ينفي

فريق طبي أميركي يفحص عينات مصابين بفيروس كورونا (أ.ف.ب)

حقائق جديدة تتكشف بشأن بداية ظهور وانتشار فيروس كورونا "كوفيد 19"، الذي يُعتقد أنه نشأ في مدينة ووهان بالصين، إذ كشف أشخاص مطلعون على تقرير استخباراتي أميركي رفيع، أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية حذروا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من أن عدوى ما، تنتشر بالمدينة الصينية تغير أنماط الحياة والأعمال وتشكل تهديداً للسكان.

البداية

بحسب أربعة أشخاص تحدثوا لشبكة "أيه بي سي نيوز" الأميركية، الخميس، "فإن تقريراً استخباراتياً أميركياً أصدره المركز الوطني للاستخبارات الطبية (NCMI) في نوفمبر كشف عن الجائحة، التي تُعرف بفيروس كورونا". جاء التقرير نتيجة تحليل اعتراضات سلكية وحاسوبية، إلى جانب صور التقطتها الأقمار الصناعية، لتثير الإنذارات بأن المرض الخارج عن السيطرة، قد يشكل تهديداً خطيراً للقوات الأميركية في آسيا، وهي القوات التي تعتمد على عمل NCMI.

وبحسب ما تم تسريبه من التقرير، فإن "المحللين خلصوا إلى أنها قد تكون كارثة". وقد تم إبلاغ وكالة المخابرات الدفاعية وهيئة الأركان المشتركة والبيت الأبيض مراراً بشأن خطورة الأمر. فضلاً عن أن التقرير قدّم تصوراً بجهود مكثفة للتخفيف والاحتواء في وقت مبكر بالاستعداد للأزمة، خاصة أنه أتيح على نطاق واسع للأشخاص المخولين بتحذير مجتمع الاستخبارات.

وأضافت المصادر، "بعد نشر التقرير، بدأت نشرات أخرى لمجتمع الاستخبارات تنتشر، عبر القنوات السرية من خلال الحكومة، خلال فترة عيد الشكر الذي يوافق 25 نوفمبر. وأفادت هذه التحليلات أن القيادة الصينية كانت تعلم أن الوباء خارج نطاق السيطرة حتى مع احتفاظها بمثل هذه المعلومات الحساسة، بعيداً عن الحكومات الأجنبية ووكالات الصحة العامة".

وفي حين أن التاريخ الدقيق للتقرير الأول لا يزال غير واضح، لكن مصادر تحدثت لشبكة "سي.إن.إن" كشفت "أن المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها في نوفمبر والأسابيع التالية، عرضت العديد من التحذيرات المبكرة حول خطورة الوباء، التي تتصاعد الآن في الولايات المتحدة". وغالباً ما يتم رفع الاستخبارات إلى أعلى مستويات الحكومة بمجرد وصول المحللين والمسؤولين إلى حد معين من الثقة في تقييمهم. وجاء ذلك في 3 يناير (كانون الثاني)، وهي المرة الأولى التي تضمنت فيها الإحاطة اليومية التي قدمها الرئيس ترمب، معلومات جمعتها أجهزة الاستخبارات الأميركية حول العدوى في الصين وإمكانية انتشارها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفقاً لشخص تم اطلاعه على الأمر، "فإنه بحلول أوائل ومنتصف ديسمبر (كانون الأول)، بدأت وسائل الإعلام الاجتماعية الصينية وحتى وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة، في تقديم أدلة عامة حول مكافحة الدولة من أجل احتواء مرض تنفسي كان في ذلك الوقت يُقارن بالسارس، الذي ظهر وتفشى بها عام 2003. وأخطرت بكين رسمياً منظمة الصحة العالمية بتفشي الالتهاب الرئوي الجديد "كوفيد 19" فقط في 31 ديسمبر 2019".

التقرير كشف أيضاً عن الكثير من التفاصيل التي تفتح النار على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يواجه الكثير من الانتقادات بشأن تعامله البطيء مع جائحة كورونا، حتى أنه لم يقيد السفر الجوي مع الصين سوى في 31 يناير الماضي. وإلى الآن تأتي الولايات المتحدة على رأس قائمة الدول الأكثر تضرراً جراء الفيروس القاتل، إذ سجلت إصابات تقترب من النصف مليون شخص، وبلغت الوفيات 14.802 شخص.

البنتاغون ينفي... والسؤال قائم

وسعى البنتاغون، الأربعاء، لنفي وجود تقرير من هذا القبيل، لكن أصبح السؤال عن الوقت الذي كان فيه الرئيس الأميركي على علم للمرة الأولى بتهديد الفيروس، إذ أعلن، في الإحاطة اليومية للصحافيين بالبيت الأبيض، "إنه علم بخطورة فيروس كورونا فقط قبيل سن قيود السفر الأميركية على الصين، التي دخلت حيز التنفيذ في 2 فبراير (شباط)".

وفي 22 يناير الماضي، أدلى ترمب بأولى تعليقاته حول كورونا، عندما سُئل في مقابلة مع قناة CNBC، "هل هناك مخاوف بشأن جائحة في هذه المرحلة؟"، ورد الرئيس، "لا، على الإطلاق. نحن نسيطر عليها بالكامل. إنه شخص واحد قادم من الصين، ونسيطر عليها. سيكون الأمر على ما يرام". وفي 19 فبراير، كان يقدم تعليقات إيجابية للطريقة التي تعامل بها قادة الصين مع الفيروس. وفي 13 مارس (آذار) الماضي فقط، أعلن حالة الطوارئ الوطنية، وحشد الموارد الهائلة للحكومة الفيدرالية لمساعدة وكالات الصحة العامة للتعامل مع الأزمة.

سيناريو 11 سبتمبر قد يتكرر

 وقال مسؤول استخباراتي لشبكة "أيه بي سي" الإخبارية، "إذا صح تحذير وكالات الاستخبارات الأميركية في وقت مبكر من انتشار الفيروس بالصين، فإن ذلك سيكون فشلاً هائلاً لإدارة ترمب. أشبه بما حدث في 11 سبتمبر (أيلول)". في إشارة إلى الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم القاعدة في 11 سبتمبر 2001.

وعلق جون كوهين، القائم بالأعمال السابق لوزارة الأمن الداخلي الأميركية، "عند الاستجابة لأزمة صحية عامة، أو أي تهديد أمني خطير آخر، من المهم أن يتفاعل قادتنا بسرعة، وأن يتخذوا خطوات لمواجهة التهديد المحدد في تقارير الاستخبارات".

وأضاف، "ليس من المستغرب بالنسبة إليّ أن أجهزة الاستخبارات رصدت تفشي المرض، بل ما يثير الدهشة ويخيب الآمال هو أن البيت الأبيض تجاهل إشارات التحذير الواضحة، وفشل في اتباع بروتوكولات الاستجابة للوباء المعمول بها، وكان بطيئاً في بذل جهود على مستوى الحكومة من أجل الاستجابة لهذه الأزمة التي تجتاح العالم".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات