Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طبيبان خليجيان: هذا ما نراه في أروقة المستشفيات بفرنسا

اختارا عدم العودة إلى بلادهما لرد الجميل للدولة التي درسا فيها

غيّر وباء كورونا النظرة العامة للمنظومة الصحية حول العالم، كما أثر ولا يزال يؤثر في الاقتصاد والسياسة ودورة الحياة الاجتماعية بجميع الدول. ولكن لم تكن كل آثاره سلبية فقد حوّل العالم إلى بقعة واحدة يعاني كل من فيها أعراضاً واحدة على مختلف الأصعدة، مع اختلاف مدى تأثيره قياساً بقدرات كل دولة اقتصادياً وتنظيمها الاجتماعي والتزام شعبها وانضباطه، كما أضاء الجانب الإنساني الذي تتمتع به الشعوب، فرأينا الناس تقدم المساعدات لبعضها البعض سواء كانت غذائية أو خدمات تطوعية اجتماعية، كذلك تسعى الدول لإنقاذ غيرها قدر المستطاع، فاستقبلت ألمانيا مرضى كورونا من إيطاليا التي قضى فيها أكثر من 11 ألف شخص، ومن دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، وأرسلت روسيا مساعدات إنسانية إلى الولايات المتحدة.

قناة "فرانس 24"، ألقت الضوء أيضاً على جانب إيجابي من آثار هذا الوباء القاتل، خلال حلقة من برنامج "نقاش" تناول مسألة الأطباء الخليجيين، الذين اختاروا البقاء في فرنسا للمساعدة في محاربة كورونا إلى جانب الفرق الطبية الموجودة هناك. واستضاف البرنامج الطبيبة الإماراتية حصة الشيحي، الاستشارية في علم أمراض الأنسجة، والطبيب السعودي هاني الجهني المتخصص في جراحة المخ والأعصاب.

الطبيبان أكدا أنهما اختارا البقاء في فرنسا لإحساسهما بالمسؤولية تجاه الدولة التي تستضيفهما منذ سنوات للدراسة وتعطيهما الميزات نفسها التي يحظى بها الأطباء الفرنسيون إلا أنهما أكدا في الوقت نفسه أنه في حال كانت بلادهما بحاجة إلى وجودهما فيها، فهما لن يتوانيا عن التوجه إليها فوراً.

وعبّرت حصة الشيحي، عن سعادتها بثقة زملائها من الأطباء الفرنسيين بها، وترحيبهم ببقائها في فرنسا، وقالت، "إن مهنتها لا تعرف جنسية، ولا تمت بصلة لجنس أو عرق أو لون، وكونها طبيبة إماراتية موجودة بفرنسا يسهم في رفع اسم بلادها الإمارات". وهو ما وافقها عليه، الطبيب هاني الجهني، الذي قال، "إن الطبيب لا يمكن أن يتجرد من إنسانيته، ومهنته تفرض عليه أن يقدم خدماته أينما وجد".

وأضاف الجهني، "أنه تلقى اتصالاً من السفارة والملحقية السعودية في فرنسا للعودة إلى بلاده إلا أن قرر البقاء، وهو فخور بأن تعتبره فرنسا كطبيب سعودي جزءاً مهماً من منظومتها الصحية. ووصف الجهني نفسه هو والأطباء الخليجيين الموجودين في الخارج وكأنهم جنود احتياط عندما يحتاجهم وطنهم سيجدهم. واتفق الطبيبان على أن فرنسا دولة تعلما فيها وأمضيا سنوات الدراسة الطويلة بها، ولا بد لهما من رد الجميل والبقاء للمساعدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحدث الجهني الموجود في "كولمار"، وهي أكثر منطقة موبوءة في فرنسا، التي تحولت أكبر صالتي تزلج فيها وفي مدينة ميلوز القريبة منها، إلى ثلاجتين للمتوفين بسبب فيروس كورونا، عن تعايشه مع الوضع الراهن، وقال، "إنه يحاول التدخل والاطلاع على كل المعلومات التي تتوفر عن كورونا، على الرغم من أن تخصصه في جراحة المخ والأعصاب لا يرتبط مباشرة بالمرض، ولكنه يعتبر أن أي معلومة قد تكون مفيدة لبلاده، وعليه أن يبقى على اطلاع بشكل دائم على كل ما يستجد في ما يخص الفيروس". كما أكد "أنه يحرص على نقل الأخبار وما يراه عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، كي يفيد الكثيرين من متابعيه ويطلعهم على حقائق يعيشونها في فرنسا".

 يقول الطبيب السعودي، "إنه لم يشهد حالة مماثلة لما تعيشه المدينة الفرنسية حالياً، رغم متانة النظام الصحي هناك إلا أنه يرى يومياً أكياساً سوداء تنقل من المستشفى وفي داخلها جثث المتوفين بالفيروس، كما أن مشهد المرضى النائمين على أرض غرف الطوارئ والإنعاش لعدم توفر غرف وأسرة كافية، شكّل له صدمة".

وعن متابعة الأخبار والمستجدات حول المرض قالت الطبيبة الإماراتية، "إنها توقفت عن متابعة شاشات التلفزيون كي تحافظ على أجواء إيجابية لتتمكن من الاستمرار ومحاربة هذا الفيروس من خلال عملها".

السفير الفرنسي  لدى السعودية، فرنسوا غوييت، كانت له مداخلة مصورة خلال البرنامج تحدث فيها عن خطورة فيروس كورونا وانتشاره. وشكر الأطباء السعوديين المتدربين في فرنسا على شجاعتهم وتضامنهم مع الشعب الفرنسي وبقائهم إلى جانب 66 ألف طبيب يعملون في فرنسا، وأعرب للسعودية عن شكره على هذه المساعدة والمبادرة، مؤكداً أنها تعكس حسن علاقات الصداقة بين الدولتين.

وتمركز وباء كورونا خلال شهر مارس (آذار) في القارة الأوروبية وشكّل حالة ذعر فأصبحت مشاهد الشوارع الفارغة من الناس والمستشفيات التي تعج بالمرضى هي الرائجة. وكانت إيطاليا وإسبانيا أكثر دولتين تأثرتا بالمرض، ولكن فرنسا أيضاً نالت نصيبها من الانتشار المرعب حيث عانت ارتفاعاً في عدد الإصابات، وكذلك الوفيات التي زادت على 11 ألف شخص. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن تدابير الحجر المنزلي التي مددت أخيراً حتى 15 أبريل (نيسان)، ستستمر إلى ما بعد هذا التاريخ.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار