تواصل هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية وضع المسافرين العائدين من مدينة دمشق في مراكز مخصصة للحجر الصحي في مدينة القامشلي أقصى شمال شرقي سوريا.
ونقلت الإدارة الذاتية، اليوم الخميس، 28 شخصاً وصلوا على متن طائرة شحن عسكرية روسية الصنع من مطار القامشلي إلى المدينة، بعد إجراء الفحوصات الطبية من قبل فرق الهلال الأحمر الكردي، ليصل عدد المحجر عليهم صحياً في المراكز المخصصة لهم إلى 53 شخصاً كإجراء احترازي تقوم بها الإدارة الذاتية لمنع انتشار وباء كورونا في المنطقة.
عند دوار الباسل القريب من مطار القامشلي، تشدد قوى الأمن الإجراءات لضمان خضوع الواصلين من دمشق للفحص الطبي وإحالتهم إلى الحجر الصحي وعزلهم لمدة خمسة عشر يوماً، بحسب قرار الإدارة الذاتية بشأن الداخلين إلى مناطقها من خلال المعابر البرية مع الحكومة السورية وإقليم كردستان العراق ومطار القامشلي الدولي.
إلا أن عدداً كبيراً من المسافرين يرفضون الخضوع للحجر الصحي، وخلال وصول الدفعات الثلاث خلال الأسبوع الجاري، حاول عدد منهم التهرب من حواجز الأمن الداخلي (الآسايش) التابع للإدارة الذاتية، حيث أعادت هذه القوى عدداً من الأشخاص الذين تسللوا من منطقة المطار إلى حي الطي الذي تسيطر عليه قوات الحكومة السورية جنوب المدينة، فيما عززت قوى الأمن الداخلي عديد عناصرها ودورياتها في مداخل ومخارج الطرق التي تؤدي إلى الحي.
وبدأت الحكومة السورية تنظيم ثلاث رحلات جوية بطائرات الشحن العسكري من نوع "إليوشن"، التي تنقل العديد من المدنيين غالبيتهم من المرضى الذين يتلقون العلاج في العاصمة دمشق، والطلاب الجامعيين إلى جانب الجنود التابعين للقوات الحكومية.
ومع تمديد فترة حظر التجول في مناطق الإدارة الذاتية حتى الحادي والعشرين من أبريل (نيسان) الحالي، تخشى الإدارة من تفشي الوباء العالمي في مناطقها من خلال المسافرين العائدين من مناطق سيطرة الحكومة السورية، وحمّلت الإدارة الذاتية أمس الأربعاء في بيان لهيئتها الصحية، السلطات السورية مسؤولية تفشي الوباء في مناطق الإدارة الذاتية "بسبب استهتارها وعدم التزامها بقواعد الوقاية"، بحسب ما جاء في البيان.
واتهمت هيئة الصحة في بيانها السلطات السورية بتعريض حياة سكان مناطق شمال شرقي سوريا لخطر الإصابة بفيروس كورونا "من خلال إدخال المدنيين إلى مناطقنا من دون علم الإدارة الذاتية، وإجراء الفحوص الضرورية للتأكد من سلامتهم".
